حماس التعاطي مع التركة الاقتصادية الثقيلة في غزة

بقلم: أحمد إبراهيم

غزة.jpg
  • أحمد إبراهيم

سيطرت حالة من الاحتجاجات على العشرات من سكان غزة أخيرا بسبب قيام حركة حماس بمصادرة مكبرات الصوت الخاصة بهم ومنع تجار الخردة والحديد من المناداة على بضائعهم بمكبرات الصوت. وأعلنت حركة حماس صراحة أن السبب يعود إلى ضرورة مراعاة مشاعر المواطنين والأمن العام خاصة مع تصاعد الضوضاء والتلوث البيئي الناجم عن نشاط تجار الخردة.
عموما ليست هذه هي المرة الأولى التي يشتكى فيها التجار من أسلوب تعاطي حركة حماس معهم ، وسبق أن احتج مستوردون وتجار في قطاع غزة، على قرار وزارة الاقتصاد بفرض رسوم إضافية على السلع المستوردة من الخارج والتي جاءت تحت مسمى «دعم المنتج المحلي»، وللعلم كان موقع أمد من المواقع الفلسطينية القليلة التي التفتت إلى هذه الأزمة.
وقد طالبت غرفة تجارة وصناعة محافظة غزة آنذاك وزارة الاقتصاد الوطني في غزة بتجميد وإعادة دراسة قرار رفع رسوم إذن الاستيراد للمواد الغذائية غزة.
وقد أكد رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية، وليد الحصري، ضرورة إعادة النظر في قرار وزارة الاقتصاد الوطني الخاص بفرض رسوم على السلع المستوردة. وشدد الحصري على حرص الغرفة التجارية على دعم وتعزيز المنتج الوطني ورفع نسبة استهلاكه في الأسواق المحلية مع عدم الإضرار بالتاجر والمستورد الفلسطيني، من خلال إعداد دراسة فنية تؤكد أن المنتج المحلى قادر على تغطية الأسواق المحلية حتى لا ترتفع الأسعار على المواطن في ظل هذا الحصار الخانق والوضع الاقتصادي المتردي وعدم قدرة المستهلك على تحمل المزيد من المعاناة.
عموما فإن المظاهرات التي نظمها عدد من تجار الخردة من جهة ومن قبلها الشكاوى التي يتداولها ويعلن عنها التجار من جهة أخرى تدفعنا إلى التفكير في عدد من النقاط : أولها أن حركة حماس بالفعل تجد صعوبة في التعاطي مع الأزمات الاقتصادية بالقطاع.
ثانيا أن من حق حركة حماس وبما أنها تسيطر على القطاع أن تحصل على رسوم تجارية أو ضريبية نظير نشاط التجار في غزة ، غير أن الحق يقول أن الأفضل لو جاء هذا وبالتنسيق مع السلطة ، لأن لفلسطين حكومة وسلطة بالنهاية وهما فقط الجهتان الأقدر على إدارة شؤون القطاع وأحواله.
بالإضافة إلى ذلك هناك نقطة مركزية وهي أن تتابع الرصد الأكاديمي لتعاطي حركة حماس مع الأزمات الاقتصادية بالقطاع يشير إلى مواجهتها لكثير من الأزمات ، وهي الأزمات التي لن تتوقف خاصة وأن وضعنا في الاعتبار أن العالم بأكمله يواجه الأمرين بسبب الأزمات الاقتصادية الكبيرة والشديدة التي تواجهه ، الأمر الذي يزيد من دقة المشهد الاقتصادي.
عموما وأيا كان الأمر فإن حركة حماس ستواجه بالفعل أزمات لن تنتهي ، وهو أمر بات واضحا الآن في ذروة هذه التطورات ، الأمر الذي يزيد من دقة هذه الأزمة التي بالتأكيد ستؤثر على مستوى حياة الفرد في قطاع غزة.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت