لم تزر الملكة اليزابيث الثانية، التي رحلت الخميس، إسرائيل أبدا في عمرها، الذي امتد الى 96 عاما.
وتاريخيا، فإن إسرائيل تأسست بالاستناد الى وعد بلفور، وهو بيان علني أصدرته الحكومة البريطانيّة خلال الحرب العالمية الأولى لإعلان دعم تأسيس "وطن قوميّ للشعب اليهوديّ" في فلسطين.
وجاء في نص الوعد ضمن رسالة بتاريخ 2 نوفمبر/تشرين الثاني عام 1917 مُوَجَّهَة من وزير خارجيّة المملكة المتحدة آرثر بلفور إلى اللورد ليونيل دي روتشيلد أحد أبرز أوجه المجتمع اليهودي البريطاني: "تنظر حكومة صاحب الجلالة بعين العطف إلى إقامة وطن قوميّ للشعب اليهوديّ في فلسطين، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية".
وعادة ما توصف العلاقة الإسرائيلية-البريطانية بأنها مميزة، ولكن ليس عندما يتعلق الأمر بزيارة الملكة البريطانية الى إسرائيل؛ وبالمقابل يُطالب الفلسطينيون بريطانيا "بتصحيح الخطأ التاريخي" الذي نجم عن وعد بلفور.
وأشارت صحفية "هآرتس" العبرية، يوم الجمعة، إلى أن الملكة زارت 120 دولة حول العالم، لكنها لم تزر إسرائيل أبدا.
وقالت إن الممثلين البريطانيين الرسميين كانوا يبررون سبب مقاطعة الملكة لدولة إسرائيل، بـ"جواب متلعثم: عندما يكون هناك سلام دائم".
وأضافت هآرتس مستدركة: "هذا بالطبع لم يمنع الملكة من زيارة الدول العربية".
وأوضحت الصحيفة أن مارغريت تاتشر كانت أول زعيم بريطاني يزور إسرائيل عام 1986.
وقالت: "زار بعض أفراد العائلة المالكة إسرائيل على مر السنين، لكن قصر باكنغهام دائمًا ما بذل قصارى جهده لتوضيح أن الزيارات ليست ملكية ولا رسمية".
وأضافت: "هكذا كان في عام 1994، عندما جاء الأمير فيليب لتسلم جائزة (الصالحين بين الأمم) نيابة عن والدته التي دفنت في القدس،
وفي عام 1995، جاء تشارلز، أمير ويلز آنذاك، لحضور جنازة رابين".
وتابعت: "حدث التغيير فقط في الذكرى السبعين لاستقلال إسرائيل، في عام 2018، عندما وصل الأمير ويليام في زيارة، وُصفت بأنها رسمية، حتى لو كانت بلا معنى".
وأكملت: "بعد ذلك بعامين، قام والده تشارلز، الذي سرعان ما يتوج ملكًا، بزيارة هنا لحضور منتدى الهولوكوست الدولي، الذي عُقد بمناسبة مرور 75 عامًا على تحرير أوشفيتز".
واستدركت الصحيفة: "ومع ذلك، حافظت الملكة على مقاطعتها (لإسرائيل)".
ومن جهتها، فقد رجّحت صحيفة "إسرائيل اليوم" أن يكون تشارلز الثالث أول ملك بريطاني يزور إسرائيل.
وقالت: "قد يكون تشارلز الثالث، الذي ولد عام 1948، العام الذي تأسست فيه إسرائيل، أول ملك بريطاني يزور إسرائيل".
وكانت إسرائيل قد قدمت التعازي برحيل الملكة البريطانية.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد في تصريح مكتوب : "باسم الحكومة ومواطني دولة إسرائيل، أتقدم بالتعازي إلى الأسرة الملكية وإلى مواطني المملكة المتحدة في وفاة صاحبة الجلالة الملكة إليزابيث الثانية".
وأضاف لابيد: "كانت جلالة الملكة المرحومة شخصية استثنائية وزعيمة فريدة من نوعها، مثّلت الإخلاص والمحبة لوطنها، طيب الله ذكراها".