- بقلم الكاتب والاديب العربي الفلسطيني ، الاعلامي د رضوان عبد الله
كما وطأ الامام جعفر الطيار ، رضي الله عنه ، جنة الرضوان بجناحين فان الانتفاضة الفلسطينية ، ابراهيم ابو ثريا ، سيدخل الجنة باذن الله بجناحين مماثلين ، هذه هي القضية المركزية ، قضية فلسطين و الرباط فيها الى يوم الدين كما بشرنا رسولنا محمد صلى الله عليه و سلم .
فقد كان صحابة رسول الله عليه الصّلاة والسّلام أسوداً في المعارك والنّزال ، فلقد شهدت ساحات الوغى صولاتهم وجولاتهم التي صدقوا فيها ماعاهدوا الله تعالى عليه، فمنهم من قضى نحبه واستشهد في عهد النّبي الكريم، ومنهم من استكمل طريق الجهاد في سبيل الله تعالى والدّعوة الإسلاميّة بعد ذلك منتظراً إحدى الحسنيين إمّا النّصر أو الشّهادة، ومن بين هؤلاء الرّجال العظام والصّحابة الكرام الصّحابي الجليل جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه، فما هي سيرته العطرة، ولماذا سمّي بجعفر الطّيار ؟
برز جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه كمقاتلٍ عنيد يذود عن حمى الدّين بكلّ بسالةٍ وشجاعة، وقد تجلّت بطولات جعفر رضي الله عنه في غزوة مؤتة التي حصلت في عهد النّبي عليه الصّلاة والسّلام في السّنة الثّامنة للهجرة، حيث جهّز النّبي الكريم جيشاً وأمره بالتّوجه إلى أطراف بلاد الشّام لملاقاة جيش الرّوم.
كان جعفر القائد الثّاني لجيش المسلمين بعد زيد بن حارثة رضي الله عنه، حيث استلم الرّاية بعد استشهاده، وعندما استلم جعفر راية الجيش قطع الكفّار يمينه فاستلم الرّاية بشماله، ثمّ قطع الكفّار شماله فاستلم الرّاية بعضديه، ثمّ استشهد رضي الله عنه فطار في الجنّة بجناحيه التي أبدله الله بهما مقابل يديه التي فقدهما فلقّب من يومها بجعفر الطّيار رضي الله عنه وأرضاه.
أيقونة الانتفاضة الفلسطينية ، بنصف جسد، زحف إبراهيم أبو ثريّا (29 عاما)، إلى خطوط التماس مع قوات الاحتلال، في المواجهات التي اندلعت شرق مدينة غزّة، قبيل استشهاده برصاص الاحتلال. وليس لديه عمل ولم يتزوج بعد إصابته وكان يعيش مع عائلته في دير البلح وسط القطاع.وعلى الرغم من أنّ أبو ثريا مبتور القدمين ، نتيجة العدوان الإسرائيلي عام 2008 على قطاع غزّة، حيث أصيب في 2008 بقصف مروحي إسرائيلي استهدفه بعد أن أنزل العلم الإسرائيلي ورفع مكانه العلم الفلسطيني على الحدود".إلّا أنّه عرف بمشاركته شبه اليوميّة ، في المواجهات التي تندلع مع قوات الاحتلال.
وفي الاخبار انه استشهد الشاب الفلسطيني إبراهيم أبو ثريا 29 عاما، والذي اشتهر بمقاومته الاحتلال الإسرائيلي رغم بتر قدميه في مواجهات سابقة، ووفق شهود عيان ، فإن "أبو ثريا" لم يكن يكترث لقدميه المبتورتين، بل كان يواصل الذهاب بشكل يومي للحدود الشرقية لحي الشجاعية شرق مدينة غزة نصرة لمدينة القدس .وظل منذ ذلك الحين مع كرسيه المتحرك مشاركاً فعالا في المواجهات حتى استشهاده برصاصة في الرأس أطلقها عليه جندي إسرائيلي محتل غادر .
وأصر الشاب الفلسطيني على المشاركة في المظاهرات والمقاومة ضد الجيش الإسرائيلي رغم أنه مبتور القدمين نتيجة لمواجهات سابقة.وظهر إبراهيم أبو ثريا على خطوط التماس مع القوات الإسرائيلية مع غيره من المتظاهرين.وتداول ناشطون عبر موقع "تويتر"، مقطع فيديو للشهيد أبو ثريا، و هو يقول في الفيديو بينما يلتف حوله شبان آخرون وهو يلوح بالعلم الفلسطيني "أريد ان أذهب إلى هناك" في إشارة إلى الجانب الاخر.وهو يحث المتظاهرين على المشاركة ، ويؤكد على أنّه يريد إيصال رسالة للجيش الإسرائيلي.
وقال الشهيد أبو ثريا في مقطع الفيديو، "هذه الأرض أرضنا، ومش رح نستسلم". مضيفا أنه على الولايات المتحدة سحب قرارها القاضي بإعلان القدس عاصمة ل"إسرائيل ". وتابع "الشعب الفلسطيني شعب الجبارين ونتحدى الجيش الإسرائيلي".
وأطلقت قناصة الاحتلال النار على الشهيد، وهو يحاول غرس العلم الفلسطيني على السياج الفاصل، شرق الشجاعية في غزة فقتل قنصا وسقط شهيدا على درب جلجلة فلسطين و الامتين العربية و الاسلامية ليسطر بدمائه الطاهرة امجادا عربية قلما وجدت الا في زمن الرسول و الصحابة ومنهم جعفر بن ابي طالب الذي لم يشأ ان تسقط الراية من يديه فتأبطها في صدره الطاهر الى ان قتل في المعركة شهيدا من اجل اعلاء كلمة الحق كما سقط ابو ثريا شهيدا من اجل تبيان و احقاق الحق السليب في فلسطين و القدس .
نعم ، فقد استشهد أبو ثريا على تراب فلسطين الغالية وبعد ان كان متوجها زحفا على عقبيه ، تاركا كرسيه الذي يحمله ، مقبلا نحو العدو غير مدبر ، وكأنه يقول في قرارة ذاته انها حياة طويلة بيني وبين الجنة ان بقيت على هذا الكرسي المتحرك ، المتعثر بدواليبه بين الاتربة ، فشدّه شوقه للاستشهاد مهرولا لمواجهة العدو وللقاء الاحبة الشهداء يوسف العرب و ايوب المسلمين ابو عمار و شيخ المقاومة الاسلامية الفلسطينية احمد ياسين و امير الشهداء ابو جهاد الوزير و صقر فلسطين فتحي الشقاقي وعنفوان الثورة ابو العباس و ماريشال فلسطين سعد صايل ، بل لملاقاة كل شهداء العروبة الاسلام و القضية المركزية ، قضية فلسطين ، والعلم الفلسطيني على حضنه متمسكا به كما تمسك الامام جعفر براية الحق في معركة مؤتة .
وبينما حمله أحدهم بين ذراعيه التف عشرات حوله مرددين "بالروح بالدم نفديك يا شهيد". قبل استشهاده بساعات تسلق أبو ثريا عمود كهرباء قرب الحدود ليرفع العلم الفلسطيني كما ظهر في صور وشريط فيديو تداوله نشطاء التواصل الاجتماعي.
رسولنا الكريم صادق حين قال اني مشتاق للقاء احبابي ، فيما روي عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال (( اشتقت لأحبابي ، قالوا: أو لسنا أحبابك ؟ قال: لا ، أنتم أصحابي ، أحبابي أناس يأتون في آخر الزمان القابض منهم على دينه كالقابض على الجمر، أجره سبعين، قالوا: منا أم منهم ؟ قال: بل منكم ، لأنكم تجدون على الخير معواناً ولا يجدون))
و الناشطون يؤكدون السير من اجل النصر او الاستشهاد من اجل القدس و فلسطين رغم الخذلان و الهوان ، وقد قالوها جهارة حين استشهد ابو ثريا ، معبرين عن سخطهم و غضبهم للذل العربي و التقاعس عن نصرة القدس و فلسطين : ابراهيم ابو ثريا ......نحن المقعدون لا أنت...نحن العاجزون لا أنت...نحن الواهنون لا أنت...نحن المتخاذلون لا أنت...نحن المفرطون لا أنت...نحن المنسيون لا أنت....نحن الأموات لا أنت...فقد أثبت لنا أن طريق الجنة لا تحتاج إلى أقدام...بقدر ما تحتاج إلى نفوس وأرواح طاهرة وصادقة....وارادة وإقدام نحتسبك عند الله شهيدا ولك منا ألف الف سلام .
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت