الرهان على روسيا....بين الدقة والصواب

بقلم: أحمد إبراهيم

زيارة حماس إلى روسيا
  • أحمد إبراهيم

الأنباء التي تطرقت إلى الزيارة التي قامت بها حركة حماس إلى موسكو تشير إلى بعض من النتائج السياسي ، لعل أبرزها الاتفاق على دعم روسيا في حربها ضد أوكرانيا ، وهو أمر اهتمت به ورصدته عدد من الصحف ووسائل الاعلام الأوكرانية والتي اشارت إلى دعم حركة حماس لروسيا في حربها ضد أوكرانيا.  وقالت هذه التقارير أن حماس ورغم إنها تعلن عن نفسها كحركة تحرر ضد الاحتلال جاءت لتساند روسيا الراغبة في احتلال أوكرانيا بل والقضاء عليها من السجلات الدولية ، وهو ما يجعل الحركة تناقض نفسها سياسيا.
عموما في هذا الصدد أحب أن أوضح بعض من النقاط ، ابرزها مثلا أن أي زيارة في هذا التوقيت لكل من أوكرانيا أو روسيا ستحسب على الطرف الزائر ، أوروبا مثلا ونتيجة لمصالحها السياسية والاستراتيجية المختلفة والمتعددة اختارت دعم أوكرانيا ، بل واختارت دعمها سياسيا والذهاب إلى قلب كييف للقاء الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ودعمه بصورة علنية .
اللافت هنا أن من زار أوكرانيا وتواصل مع الرئيس زيلينسكي كانت دول بالإضافة إلى رؤساء حكومات وليس فصائل سياسية ، صحيح أن بعض من الأحزاب الأوروبية دعمت وأيدت أوكرانيا ، ولكن الجميع التزم بموقف الدولة وايدها سياسيا ، ولم تتحرك أوروبا او أي طرف إقليمي أخر فصائليا ، ولكن كان التحرك دوليا.
من هنا اعتقادي الشخصي إن الزيارة التي قامت بها حركة حماس إلى روسيا لم تكن ناجحة سياسيا باي قدر ، صحيح أن روسيا لها الكثير من الثقل على الصعيد الدولي ، وترغب في لعب دور هام بالعملية السياسية ، لكن هناك الكثير من الظروف السياسية التي كان يجب على حركة حماس أن تضعها في الاعتبار الآن بظل التطورات الجيوسياسية الحالية.
ومع اعترافي الشخصي بحق حماس في بناء أي علاقات مع أي طرف ، إلا أن هناك مصالح استراتيجية عليا يجب الالتفات إليها.
وأعود وأكرر أن هناك دولة وهناك حكومة وهناك سلطة كان يجب العودة إليها ، صحيح أن هناك تباينات سياسية دقيقة بين حماس والسلطة الفلسطينية ، وهناك أيضا اختلافات استراتيجية في كيفية أداء العمل السياسي في التعاطي مع أكثر من قضية ، ولكن كل هذا يجب ألا يكون بالنهاية على حساب الوطن ومكوناته السياسية.
عموما يجب أن يعلم الجميع أن التحركات الفصائلية للأسف تحسب على الوطن ، وتحسب على القضية ، وفلسطين الآن في أمس الحاجة للدعم الدولي ومساندة القوى الدولية.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت