دعت مؤسسة القدس الدولية في فلسطين المقدسيين للنفير العام وشد الرحال للمسجد الأقصى للتصدي لاقتحامات المستوطنين له، وقال النائب الدكتور أحمد أبو حلبية رئيس المؤسسة أن مواسم الأعياد اليهودية (رأس السنة العبرية"، "عيد الغفران"، "عيد العرش") أصبحت احتفالات عدوانية يقوم بها المستوطنون اليهود باستباحة المسجد الأقصى المبارك وبتنفيذ مسيرات استفزازية في البلدة القديمة من القدس ويعتدون على المواطنين وممتلكاتهم والتجار ومحلاتهم وأرزاقهم وكل من يصادفهم من المارة من غير اليهود بالضرب والشتائم.
وأكد أن الأخطر هو ما يتعرض له المسجد الأقصى في هذا التوقيت وما هو مخطط لتنفيذه فيه من قبل سلطات الاحتلال والجماعات الدينية الاستيطانية هذا العام، حيث تنفيذ الطقوس الدينية من ترتيل العبارات التلمودية وما يسمونه بـ"السجود الملحمي" والنفخ في البوق وتقديم "قربان الغفران" و"قرابين العرش" النباتية (قرابين العُرش: الحمضيات، سعف النخيل، أغصان الصفصاف وورود الآس المجدولة). حيث طالبت جماعات "الهيكل" من السلطات الأمنية في دولة الاحتلال السماح لها بإدخال أدوات الصلاة اليهودية من رداء الصلاة ولفائف الأيدي السوداء وكتاب الأدعية التوراتية، وما أعلنته المؤسسة الحاخامية المركزية لجماعات الهيكل المسمى "السنهدرين الجديد" من الانتهاء من تصنيع بوق من قرن الكبش يطابق الشروط التوراتية، تمهيداً للنفخ به داخل المسجد الأقصى المبارك في رأس السنة العبرية، مستنداً إلى أحكام قضائية سابقة لمحاكم الاحتلال في عامي 2015 و2018 اعتبرت نفخ البوق في الأقصى في خانة الأعمال "غير المستفزة"، ودعت تلك الجماعاتُ اليهودَ في فلسطين المحتلة لاقتحام الأقصى خلال فترة الأعياد وأعلنت عن تسهيلات لتشجيعهم لذلك، منها ما أعلنته ما تسمى منظمة "جبل الهيكل في أيدينا" عن توفيرها مواصلات مجانية في هذه المناسبة.
وقال أبو حلبية: أن التنافس الانتخابي بين الأحزاب في الكيان "الإسرائيلي" هذا العام سيشكل حافز للسياسيين في دولة الاحتلال للمزايدات فيما بينهم لكسب ود الجماعات اليهودية الدينية والجمهور "الإسرائيلي" الذي يزداد تطرفاً يوماً بعد يوم ضد المسجد الأقصى لصالح تغير الوضع القائم وتقاسم الأقصى بين المسلمين واليهود ومن ثم إقامة الهيكل المزعوم.
وأضاف أبو حلبية أن كل هذا يحدث في ظل إحباط تعاني منه الجماهير العربية والإسلامية واستسلام رسمي من حكوماتها لما يحدث في فلسطين والقدس وشعور بالعجز عن القيام بأي دورٍ مساند للدفاع عن القدس وأهلها ومقدساتها.
ودعا أبو حلبية لهبةٍ جماهريةٍ نصرةً للمسجد الأقصى تستمر طيلة فترة الأعياد، وناشد كل من يستطيع الوصول للمسجد الأقصى من أهل القدس والأراضي المحتلة منذ العام 1948، لشد الرحال إليه والتصدي لاقتحامه ومن يُمنع من دخوله للصلاة خارج الأسوار أو في أقرب نقطة للمسجد الأقصى يستطيع الصلاة فيها.
وحث على إعادة تفعيل مصاطب العلم وحلقات التدارس في ساحات الأقصى والتي تعد سلاحاً ناجحاً في مواجهة مخططات السيطرة عليه عوضاً عن كونها من أفضل العبادات التي يُبتغي منها أجر الصلاة والذكر والجهاد والرباط في ثغر من أهم الثغور في بلاد المسلمين.
ودعا الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة لتنظيم المسيرات والفعاليات الداعمة للأقصى والالتحام والمواجهة في نقاط التماس والطرق التي يسلكاها جنود الاحتلال وقطعان المستوطنين.
ودعا الشعوب في المحيط العربي والعمق الإسلامي لإقامة الفعاليات وتنظم المسيرات وتقديم الدعم المطلوب لنصرة القدس وأهلها ومقدساتها، كما دعا المجتمع الدولي ومؤسساته القطرية ومنظماته العالمية للاستيقاظ من حالة العجز واللامبالاة تجاه القضية الفلسطينية ولعب دورٍ عادلٍ ومناصرٍ للحقوق الفلسطينية ومن ضمنها احترام أماكنه المقدسة وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك.
يذكر أن مواعيد الاحتفال بالأعياد اليهودية هذا العام هي: عيد "رأس السنة العبرية" الاثنين والثلاثاء 26 و27 من شهر أيلول/سبتمبر الجاري، وعيد "يوم الغفران" يوم الأربعاء 5 تشرين الأول القادم (ومن المتوقع أن يتم اقتحام الأقصى بكثافة في اليوم التالي الخميس 6 تشرين الأول القادم، كون يوم الأربعاء يكون يوم صوم ولا تنشط فيه الحركة)، وعيد "العرش" من يوم الاثنين حتى الاثنين 10 إلى 17 تشرين الأول القادم.