داخل مشغل متواضع، يعمل عدد من الأشخاص ذوي الإعاقة السمعية في صناعة النول المجدلاوي المميز، بقسم الأعمال الحرفية بجمعية أطفالنا للصم، في مدينة غزة.
يقول أحد الأشخاص ذوي الإعاقة السمعية، أمين أعرب (35 عاماً) إن هذا المكان وفر لي فرصة الاندماج مع المجتمع الخارجي، والحفاظ على المهن التراثية القديمة التي أوشكت على الاندثار.
ويعاني أعرب من إعاقة سمعية وضعف في النظر، إلى جانب الإعاقة النطقية، فيعتمد بشكل أساسي على لغة الإشارة لمخاطبة الأشخاص المحيطين فيه.
وأوضح أعرب طبيعة عمله في قسم الحِرف اليدوية، حيث ينسج القماش والبسط التراثية، بشكل عصري وألوان متميزة.
وعبر عن اعتزازه بالتراث الفلسطيني القديم "يجب علينا الحفاظ على التراث الفلسطيني خاصة أن الاحتلال يحاول سرقته، لجمال هذا التراث وأهميته في حفظ تاريخ ومجد أجدادنا".
وتابع أعرب "ننتج العديد من المنتجات المميزة التي يتم عرضها في معرض الجمعية، ليأتي الزائرين للشراء منها، دعماً لمواهب الأشخاص من فئة الصم".
ولفت إلى أن نسبة الشراء تراجعت بشكل كبير، نظراً للأوضاع الاقتصادية الصعبة في قطاع غزة المحاصر، فأثرت على الأرباح بشكل واضح.
وذكر أعرب أن مهنة صناعة النول المجدلاوي أصبحت نادرة، بالرغم من جمال منتجاته وأهمية توارثه بين الأجيال الصاعدة، لافتاً إلى حرصه على الاستمرار بصناعته بالرغم من محدودية الاقبال.
ويطمح أن يستطيع تصدير المنتجات التراثية للدول الخارجية، للتعرف على التراث الفلسطيني القديم، وضمان استمرار العمل.
وأكد أعرب على ضرورة دمج الأشخاص ذوي الإعاقة في المجتمع، لدعمهم نفسياً ومادياً، لتحقيق تواصل أفضل معهم، وتنمية قدراتهم من خلال تواصلهم مع المحيطين بهم واكتساب خبرات جديدة.
ومن جانبه يقول مشرف الإنتاج في قسم الإنتاج الحرفي، حسام زقوت، إن هذا القسم يتكون من عدة أفرع وأهمها النول المجدلاوي، والمنجرة، والخياطة والتطريز والرسم على الخزف وغيرها من الحِرف اليدوية.
ولفت إلى اهتمامه الكبير في إحياء الحِرف التراثية مثل صناعة النول المجدلاوي، حيث كانت تشتهر بلدة المجدل بصناعة قماش الأثواب التراثية لجميع البلدات الفلسطينية، بالتطريزات الخاصة.
وذكر زقوت أنواع النول المجدلاوي وأهمها "جنة ونار وبلتاجي وجلجل وأبو متين"، منوهاً إلى أن هذه الأسماء كنعانية ذات تاريخ قديم.
وأشار إلى لمساتهم الخاصة في الحفاظ على المنتجات التراثية بشكل عصري، لضمان الاقبال عليه من قبل الزبائن.
ونوه إلى أهمية دمج الأشخاص ذوي الإعاقة في المجتمع لتمكينهم اقتصادياً واجتماعياً، وإبراز مواهبهم وقدراتهم المتميزة.
ويعمل في قسم الإنتاج الحرفي 50 شخصاً من الأشخاص ذوي الإعاقة السمعية، موزعين على عدة أقسام مختلفة، لضمان تمكينهم اقتصادياً في المجتمع، وفقاً لزقوت.
ويصادف 18/سبتمبر اليوم العالمي للصم، هو يوم يهدف إلى رفع مستوى الوعي وتقديم ثقافة الصم ولغة الإشارة، تم تحديده ليوم السبت الأخير من شهر سبتمبر من كل عام بواسطة الاتحاد العالمي للصم.
في البداية، كان يوم احتفاء منعزلاً، لكنه أصبح تتويجاً لأسبوع من الاحتفالات، يسمى بـ "الأسبوع العالمي للصم".