نابلس الحزينة ....بين نيران الاحتلال وغضب اولادها

بقلم: أحمد إبراهيم

نابلس الحزينة .....jpg

المظاهرات الحاصلة في مدينة نابلس الآن احتجاجا على اعتقال كلا من مصعب اشتية وعميد طبيلة تدعو للتساؤل عن مستقبل هذه المواجهات، وإلى أين ستنتهي؟
تابعت اليوم بعض من مواقع التواصل الاجتماعي التي أشارت إلى أن الكثير من العناصر المحتجة الآن في الشوارع تتبع عناصر سياسية تابعة لفصائل فلسطينية ، مثل حركة حماس أو الجهاد الإسلامي.
وأصدرت كلا من الحركتين بيانات متواصلة انتقدت فيها اعتقال السلطة لكلا من اشتيه وطبيلة ، وهو ما أوحى بأن كلا الفصيلين معني بتصعيد الوضع الأمني في الضفة الغربية من أجل تقويض شرعية السلطة الفلسطينية ولإحداث عدم ثقة الشعب الفلسطيني في قوات الأمن الفلسطينية في الضفة الغربية.
ولا يخفى على أحد الخطوات التي قامت بها حركة حماس ، التي تحصل على تمول من إيران ، وهو التمويل الذي تشير بعض من الدوائر أنه سيؤدي إلى دعم سلطة وقوة الحركة بالضفة الغربية من أجل تحقيق السيطرة لها هناك.
عموما فإن ما يجري في نابلس الآن يدعونا للحديث وبصراحة عن بعض النقاط ، أولها مستقبل السلطة الفلسطينية، وهل بالفعل الشعب الفلسطيني سيحترم دولته المقبلة ومؤسساتها الدولية؟
ثانيا  ما هو الهدف أو العمل الثوري من تحطيم المؤسسات ...ولقد شاهدت بعض من الشباب يحطمون واجهة البنك العربي وبعض من المرافق الاقتصادية ، وهو أمر مؤسف ومعيب وفي النهاية هذه مرافق السلطة والشعب وفلسطين ؟
ثالثا هل غاب الحوار المجتمعي عن مجتمعنا وعائلاتنا ...هذا الحوار الذي يمكن أن يساهم في حل الكثير من المشاكل والأزمات؟
اعتقادي أن هذا الحوار يجب أن يتم الآن في ظل تواجد مدينة نابلس بين نارين ، الأولى وهي نار الاحتلال الذي لا يتوقف والثانية هي نار الجدال والأزمة الداخلية التي تشتعل مع أي خطوة لا ترضى عنها العوائل في نابلس أو عموم مدن الضفة الغربية .
واعتقد أن السلطة تأخرت كثيرا في هذا الأمر ، ويجب من الآن الحديث مع العائلات وفتح افق الحوار المجتمعي معها ، وهو أمر بات في صميم العمل السياسي من أجل تحقيق التهدئة المجتمعية بالضفة الغربية.
لا أريد أن احمل السلطة أو الشعب الفلسطيني الكثير ، ولكن ما جرى في نابلس أو سيجري بها يحدث في مصر والمغرب والجزائر ، وأنا شخصيا كنت شاهدا على الكثير من المواجهات بين الشرطة المصرية وبعض من العائلات بصعيد مصر عقب إلقاء القبض على بعض من افراد هذه العائلات ، غير أن الجميع وفي الغالب يتفهم الأزمة ويعرف أن هناك دولة يجب احترامها والتعاون معها.
عموما ومهما كانت النتيجة فإن السلطة مطالبة باحتضان الشباب الثائر ، والشباب مطالبون باحترام القانون ، آملين في غد أفضل لفلسطين ...الوطن والبيت والأمل دوما.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت