تقرير تراجع العملات الرقمية يلحق خسائر فادحة بمستثمرين من غزة

خسائر مالية متفاوتة، جراء الانخفاض الكبير والمتواصل للعملات الرقمية المشفرة.jpg

مُني عشرات المستثمرين من قطاع غزة، بخسائر مالية متفاوتة، جراء الانخفاض الكبير والمتواصل للعملات الرقمية المشفرة، متأثرةً بانخفاض عملة "بيتكوين"، بأكثر من 200% على مدى عام.

فقد وصلت العملة المذكورة لنحو 68 ألف دولار للقطعة الواحدة قبل نحو عام، ثم بدأت رحلة انخفاض متتالية، حتى وصلت الى حافة 16 ألف دولار، بينما لم ترتفع منذ مدة عن حاجز 21 ألف دولار للقطعة الواحدة، ما أدى لانخفاض كبير على العملات المشفرة البديلة التي يلجأ لها شبان لاستثمار أموالهم.

وقال الشاب أحمد موسى، إنه بدأ منذ بداية العام 2021 بالاستثمار في العملات الرقمية، ووضع فيها مبلغاً يصل لنحو 2000 دولار، بعد أن اشترى أسهماً في عدد من العملات الرقمية، ذات المشاريع القوية، وفي البداية كان معدل الارتفاع والانخفاض في أسهم تلك العملات في إطار محدود، وكان يجيد الشراء والبيع عند مناطق معينة، بما أسهم في تحقيق بعض الأرباح.

وبين أنه ومنذ بداية العام الحالي حدثت موجة انخفاض كبيرة، فقام بشراء المزيد من الأسهم، ظناً منه بأن العملات ستعاود الارتفاع مجدداً، لكن ما حدث كان العكس، فانخفاض جر آخر، حتى أصبحت أمواله الآن لا تزيد على 600 دولار، بسبب انخفاض قيمة أسهم العملات.

ونوّه إلى أنه استشار خبراء، فالجميع نصحه بالصبر، فثمة مقولة في سوق العملات الرقمية تقول "وراء كل انخفاض ارتفاع مهما طال الوقت"، لذلك فهو الآن يمتلك أسهماً، وكما تسمى "عدد من الحبات"، وليس أمامه سوى انتظار حدوث ارتفاع في العملات الرقمية، وإن كان لا يرى أن ذلك سيحدث في المنظور القريب.

بينما قال الشاب إبراهيم عمر، إنه بحث مطولاً على وسيلة آمنة لاستثمار أمواله، وبعد أن درس سوق العملات الرقمية، وتأكد أنه مجال استثمار آمن من ناحية عدم تعرضه للنصب، بدأ بالبحث عن أفضل العملات المشفرة البديلة، ذات القيمة المالية المنخفضة، نظراً لعدم قدرته على شراء العملات الكبيرة، مثل بتكوين و"إيثيريوم"، وبالفعل بدأ بالاستثمار وركز على ثلاث عملات، من ضمنها عملة "شيبا"، الشهيرة، واشترى أسهماً، وكان يقصد الاستثمار الطويل، لكنه فوجئ بانخفاضات حادة، فقد خسرت عملاته ما بين 200-300% من قيمتها، فبدلاً من الربح حظي بخسارة كبيرة، لكنه أكد انه لن يبيع أسهمه بخسارة حتى لو انتظر لعشر سنوات. وأوضح أن من اشترى "البتكوين" في بداية انطلاقها بدولارات معدودة وصبر، أصبح من الأثرياء، لذلك فأهم عوامل مقاومة الخسارة وتحقيق الربح في هذا المجال، بحسبه هو الصبر، فهذا سوق لا يصلح للمستثمرين المتعجلين.

في حين قال الشاب حسام نصر الله، إنه استثمر مبلغاً مالياً كبيراً في العملات الرقمية، ومع بدء الانخفاض باع جزءاً منها، وسحب أمواله بخسارة بسيطة، وأبقى الأخرى على أمل الربح، لكنه الآن يشعر بأنه في ورطة، فلا هو يستطيع البيع بخسارة كبيرة، وفي نفس الوقت يخشى مزيداً من الانخفاض فتتضاعف خسارته.
وبين أنه يشعر بأنه تسرع في دخول هذا المجال، وكان من الأحرى به دراسته جيداً، ومراقبته لعام على الأقل، موضحاً أن الأمر لا يتعلق به فقط، فثمة عشرات الشبان ممن دخلوا هذا المجال يعانون مثله من الخسائر، وبعضهم أصدقاؤه وأقاربه، ويعرف ما حل بهم من خسارة، والجميع لا يمتلكون خياراً سوى الصبر والانتظار.

ووفق مطلعين، فقد تزايد الإقبال على تداول وشراء العملات الرقمية في القطاع خلال عامي 2020 و2021، عبر انتشار حسابات لغزيين على منصات متعددة متخصصة في هذا المجال، مرجعين سبب ذلك لضيق الأحوال الاقتصادية، وسعي أهالي القطاع للبحث عن طرق لمواجهة أعباء الحياة، وأن بعض المستثمرين باعوا حلي زوجاتهم، ووضعوا "تحويشة" العمر من أجل الاستثمار في هذا المجال الذي يتسم بالتقلبات الحادة، وعدم الاستقرار، وفارق كبير في الأسعار في فترات زمنية قصيرة.حسب تقرير لصحيفة "الأيام" الفلسطينية

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - كتب محمد الجمل (الأيام)