بقلم: أحمد إبراهيم
جمعني لقاء نقاشي أخيرا مع عدد من الطلبة الفلسطينيين، وهو اللقاء الذي ناقشنا فيه بعض من القضايا الرئيسية، غير أن القضية الأبرز كانت الأسباب التي تدفع بالكثير من الطلبة الفلسطينيين للهجرة من القطاع إلى الخارج، وتعريض نفسهم للموت في هذا السبيل.
الحاصل أنه وبسبب الوضع الاقتصادي السيئ في قطاع غزة ومعدل البطالة الكبير في ظل سيطرة حركة حماس، فإن الكثير من الفلسطينيين يفضلون الآن الهجرة من غزة إلى أوروبا، حتى أن التقديرات الرسمية إلى هجرة نحو 870 ألفاً من غزة.
اللافت أنه وفي العام الأخير فقط والذي بدأ معبر رفح يعمل فيه بشكل منتظم، تم رصد زيادة عدد أبناء غزة من المغادرين للقطاع ولم يعودوا إليه، حيث خرج 36 ألف فلسطيني من معبر رفح، ولكن حتى اليوم لم يعد سوى 17 ألفا منهم، أي أن واحدا من كل اثنين خرجوا من القطاع قرروا الهجرة إلى الخارج، وهذا ما كشفته تقارير دولية في هذا الصدد.
ورغم أنه لا تتوفر إحصائيات رسمية حول ظاهرة هجرة أهالي غزة إلى الخارج، فإن مصدرا في مكتب نقابة المحامين بغزة أشار لموقع "عربي21" إلى أن النقابة تستقبل يوميا مئات الطلبات للحصول على جوازات السفر، تمهيدا للتسجيل الإلكتروني في مكاتب وزارة الداخلية لحجز بطاقة السفر للخروج من معبر رفح.
والحاصل فإن هذا التحدي المتمثل في ارتفاع زيادة ونسبة المهاجرين من غزة يدفعنا إلى البحث الفعلي والجدي للوسائل التي يمكن بموجبها أن نتقدى لهذه الموجات من الهجرة، خاصة وأن وضعنا في الاعتبار كثيرا من الأمور التي من المفترض أن تقوم بها الحكومة في غزة الآن من أجل التصدي لهذه الظاهرة، ولعل على رأسها ضرورة التصدي لهذه الظاهرة بصورة اقتصادية بحته ، بمعنى محاولة إقامة وتدشين مشاريع اقتصادية في غزة من أجل استيعاب هذا العدد ، بالإضافة إلى الحديث وباستفاضة وشفافية عن الانعكاسات الاقتصادية التي تسبب فيها الانفصال والقطيع بين فتح وحماس على الوضع الاقتصادي ، الأمر الذي دفع بالكثير من أبناء شعبنا في غزة للهجرة ، وهو ما يجب التوقف عنده والتصدي له.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت