- بقلم المحامي علي ابوحبله
فتح وحماس وكل القوى والفصائل الفلسطينية عليها أن لا تتوقف عند خطاب الرئيس محمود عباس ثناء أو انتقادا ، مما يتطلب من الجميع بلورة خطة عمل استراتجيه تجمع الجميع على خطة عمل فلسطينيه تقود الجميع الخروج من مأزق ما وصلت إليه العملية السلمية في ظل غياب أي أفق للسلام
هذه التطورات الخطيرة والخطيرة جداً في مفصل القضية الفلسطينية وخاصة بعد الخطاب، وفي مقدمة المخاطر تلك التي تتهدد الحركة الوطنية الفلسطينية وتتهدد وحدة المجتمع الفلسطيني هو باستهداف الجميع عبر ضرب الجميع وصولاً لحاكم عسكري يحكم الشعب الفلسطيني ويتسلح بخطة برايمر في العراق وحل جميع الحركات والقوى الوطنية والإسلامية في فلسطين تحت مظلة محاربة الارهاب لتحقيق أمن الكيان الصهيوني ، فالجميع في دائرة الاستهداف ضمن المخطط المرسوم اليوم فتح وغداً حماس وبعد غد الجبهة الشعبية وهكذا دواليك هي إذا المؤامرة التي تقود لتصفية الوطنيين والأحرار، وتسييد من يخدم مصالح الاحتلال ليتسنى تنفيذ الأجندات التي تصفية القضية الفلسطينية والحقوق الوطنية والتاريخية للشعب الفلسطيني.
دعونا نتوقف عند ما كتبه سفير إسرائيل في الأمم المتحدة جلعاد أردان من الليكود: “أثبت أبو مازن مرة أخرى بأن زمانه انقضى. كان خطابه مليئاً بالأكاذيب ومنقطعاً عن الواقع، وإن الخطوة الفلسطينية لفرض مكانة دولة على الأمم المتحدة، ستفشل. الولايات المتحدة وأعضاء مجلس الأمن يعرفون بأن أبو مازن رفض خطط السلام، ومنظمات الإرهاب هي التي تسيطر في مناطق السلطة. سنعمل ضد الخطوة وسنتأكد ألا تمر”.
وقال اللواء عوزي دايان من الليكود: “أبو مازن سيتبدد. تشارك أجهزة الأمن الفلسطينية اليوم في العمليات، وتقول السلطة إن إسرائيل هي العدو. علينا أن نتعامل معها هكذا”. أوسلو لم يحقق الهدف والغاية الفلسطينية ولم يمحي الحقد والكراهية الصهيونية للفلسطينيين
بعد عملية الالتفاف على مدريد حيث وجد الأردن أن مصلحته تقتضي عقد اتفاق وادي عربه ودخلت سوريا بمفاوضات انتهت بخلافات ودخل الفلسطينيون نفق اوسلوا
تم إنشاء أول سلطه وطنيه فلسطينيه بعد نكبة فلسطين عام 1948 وتم بعد ذالك مسلسل الاتفاقات التي تفرعت عن اوسلوا التي ابتدأت بغزه أريحا أولا ثم تفرعت باتفاقات القاهرة الامنيه والتنسيق الأمني إلى إعادة الانتشار وصولا إلى طريق مسدود بعد معركة النفق اثر الحفريات تحت المسجد الأقصى وتدخل المرحوم الملك حسين وتمخض عن ذلك اتفاق وأي ريفير
وبعد ذالك واي بلانتيشين إلى كامب ديفيد إلى طابا إلى تقرير ميتشل إلى ما أصبح يعرف بخارطة الطريق وما تفرع عنها مؤتمر انابوليس وصولا الى ما أصبح يعرف بصفقه القرن ولو تمكنت إدارة ترمب من تمريره لأنهت الحق التاريخي للشعب الفلسطيني بأرض وطنه فلسطين علما أن أمريكا ترمب كانت لا تتعامل مع إسرائيل ككيان قائم على حساب حقوق الغير بقدر ما تعتبره ولاية امريكيه يجب تقديم الدعم لها لتصبح لها اليد الطولي للإرهاب الأمريكي في المنطقة ، واخر تلك المناورات خطاب بايدن في الأمم المتحدة وإعلان عن التأكيد لرؤيا الدولتين وكذلك فعل رئيس حكومة الاحتلال لابيد وأعلن عن تأييده لحل الدولتين دون أي تحديد لخطة العمل أو وقف الاستيطان أو التطرق للقدس وحدود ألدوله الفلسطينية
باستعراض تلك المحطات هذه نجد أن الفلسطينيون وقعوا في فخ الصراع الدولي والإقليمي وفي مواجهة الموقف للبعض العربي المتخاذل والمطبع مع إسرائيل والموقف الأمريكي الداعم لإسرائيل وخطورة قرار ترمب الاعتراف في القدس عاصمة إسرائيل ونقل السفارة الامريكيه للقدس ولم نشهد أي تراجع في ظل إدارة بإيدن إن لجهة فتح قنصليه امريكيه في القدس او لجهة رفع اسم منظمة التحرير عن لائحة الإرهاب أو موقف أمريكي حازم في قضية الاستيطان والتوسع الاستيطاني
هذه المواقف جميعها جعلت الفلسطينيين فعلا في متاهة كبيره وأمام حقيقة ما وصل إليه العرب من خذلان وحالة الانقسام والتشرذم في المواقف الفلسطينية بنتيجة الانقسام ، هذا الوضع المتردي أعاد القضية الفلسطينية وأعاد التفكير الفلسطيني للماضي والتاريخ ، تاريخ الخلافات والتمحور والتخندق بدءا من ثورة 36 والى يومنا هذا ، حيث وجدت إسرائيل ضالتها اليوم في هذا الخلاف ونحن نجسد الوضع السياسي ونكيفه على ارض الواقع نجد أننا دخلنا إلى مفترق طريق منذ اوسلوا ولغاية الآن من خلال :-
أولا:- أن القبول بأمر واقع الاستيطان في الضفة الغربية وقضايا القدس والاستيطان وحق العودة للمرحلة النهائية من المفاوضات أعطى إسرائيل الضوء الأخضر لتجسيد فرض أمر واقع على الأرض والذي تجسد بأمر مصادرة الأراضي وتوسيع الاستيطان وتهويد القدس وصولا إلى قرار ترمب اعتبار القدس عاصمة الكيان الصهيوني ونقل السفارة الامريكيه للقدس . مما حال ولغاية الآن من قدرة بايدن تنفيذ وعوده بفتح قنصليه امريكيه في القدس او حتى موقف امريكي من قضة المفاوضات وكل ما ترفعه امريكا بخصوص المسار السياسي لا يتعدى سوى شعارات
إسرائيل اتخذت من وسائل محاصرتها للفلسطينيين وإقامة الحواجز وفرض أمر واقع لمحاولات التقسيم ألزماني والمكاني للمسجد الأقصى وكذالك من قضية المعتقلين والانقسام الحاصل بين الفلسطينيين ومحاصره غزه وسيله من وسائل تهربها من الاستحقاقات المطلوبة لعملية السلام وجنوحها إلى التفاوض على تلك التي اتخذتها ذريعة في إجراءاتها التعسفية والغير قانونيه كما وان فرض الأمر الواقع للجدار العنصري وتهويد القدس والانقضاض على الاتفاقات فيما يخص المسجد الأقصى ما جعلها تتمتع بميزة فرض أجندتها على هذا الواقع الجغرافي والديموغرافي للاستيطان الغير شرعي
ثانيا:- ان قبولنا بخارطة الطريق كأساس للتفاوض بعد أن تم نسخ جميع الاتفاقات ولنقل تجاوزها وضعنا أمام معادلة الأمن الإسرائيلي وبتجاوز الأمن الفلسطيني ووضعنا في زاوية أن المقاومة إرهاب ما جعل السلطة الوطنية الفلسطينية تحت عبئ الضغط الأمريكي والإسرائيلي تحت مسمى محاربة الإرهاب وتحقيق الأمن للإسرائيليين ما أضاف عبئ جديد على السلطة الوطنية والمفاوض الفلسطيني وهذا جميعها أوصلت للمراد والمبتغى والمسعى الأمريكي الإسرائيلي لمحاولات فرض الحلول المجتزئة
رابعا:- دخول لعملية التفاوض وبدون برنامج محدد ما جعل إسرائيل تتمتع بميزة فرض أجندتها في عملية التفاوض والدخول إلى مؤتمر انابوليس ورفض إسرائيل ومساندة أمريكا لإسرائيل في موقفها الرافض للتوصل لوثيقة إطار محدده بجدول زمني للمفاوضات وتحديد شروط التفاوض منح إسرائيل وبعد انابوليس حرية ألمناوره والاستمرار في إجراءاتها التهويديه لأجزاء كبيره من الأراضي الفلسطينية المحتلة
خامسا:- ان محاولة امريكا من خلال مبعوث الرباعية الدولية توني بلير حاولت مقايضة السياسة بالاقتصاد ومقايضة الحقوق بالمال أمر تم رفضه وتعود النغمة من جديد لفرض مقايضه الحقوق بالاقتصاد والإصرار. الأمريكي الإسرائيلي وفق ما يروج له من تصريحات لمسئولين إسرائيليين من حكومة بينت لابيد وهو استنساخ للقرارات والمواقف السابقة وجميعها تتطلب من الفلسطينيين الإذعان لشروط العملية السلمية المتمثلة. بمقايضه الحقوق الوطنية الفلسطينية بتحسين شروط المعيشة ورفض إسرائيل الانسحاب التام والكامل من كافة الأراضي التي احتلتها في الرابع من حزيران عام 67
سادسا:- هذا الموقف الأمريكي من عملية التفاوض وإصراره من خلال تصريحات سابقه لوزيره الخارجية الامريكيه السابقة رايس والتي تقضي بتحسين الحياة للفلسطينيين و تكررت فيها المواقف من قبل وزير الخارجيه الامريكي بومبيو ومن بعده جون كيري وبلينكن وزير الخارجية في إدارة بايدن الأمر الذي على الجانب الفلسطيني رفضه. ومقاومته ورفض مقايضة حقوقه الاساسيه بمثل هذه التصريحات التي. باتت مخطط صهيو امريكي يعبر عن نفسه بمخطط ومضمون روح صفقه القرن وتهدف إلى فصل القدس والاستيطان عن المفاوضات ضمن سياسة فرض أمر واقع
خطاب الرئيس محمود عباس وبما تتضمنه من محطات مهمة جاء ليشكل رافعه للكل الفلسطيني فيما لو استثمر الخطاب بحوار بين القوى والفصائل الفلسطينية دون التوقف عند الخطاب والمهم ما بعد الخطاب وكيفية استثماره وبلورة المواقف عليه وهذا هو الاختبار الحقيقي ، فالمفاصل والمحطات التي توقف عندها الخطاب تصلح خطة عمل ضمن رؤيا وطنيه واستراتجيه مستقبليه
مفاصل ومحطات مهمة تتضمنها خطاب الرئيس محمود عباس في الجمعية ألعامه في دورتها ال 77 وهي مغايره عن الخطابات السابقة ويجب التوقف عندها وتعكس تغيرات استراتجيه مهمة يمكن البناء عليها عربيا واقليميا ودوليا والاهم على الصعيد الفلسطيني الداخلي وما يتطلب من ضرورة باتت ملحه لجهة ترتيب البيت الفلسطيني
المحطة الأولى :- المطالبة بتنفيذ قراري الأمم المتحدة رقم 181 (التقسيم) ورقم 194 (حق العودة للاجئين الفلسطينيين فورا)، بعد نسيان متعمد لها طوال الثلاثين عاما الماضية .
المحطة الثانية :- التأكيد على ان “إسرائيل” دولة فصل عنصري، وتساءل: لماذا لا يعاقبها المجتمع الدولي؟ فإذا كان الحال كذلك، لماذا الاستعداد للتفاوض معها فورا؟
المحطة الثالثة :- : تأكيده على أن اتفاقات أوسلو لم تعد قائمة على ارض الواقع بسبب عدم التزام “إسرائيل” بها، وانتهاكاتها المتصاعدة في الأراضي المحتلة، وأن فلسطين تخضع لقوة الاحتلال القائم على الأرض
المحطة الرابعة :- : التهديد بالبحث عن وسائل أخرى للحصول على الحقوق الفلسطينية لأنه لم يتم تطبيق قرار واحد من قرارات الأمم المتحدة وطالب المجتمع الدولي بتأمين الحماية للشعب الفلسطيني
المحطة الخامسة :- : الذهاب الى محكمة الجنايات الدولية لمحاكمة مجرمي الحرب الإسرائيليين الذين ارتكبوا المجازر في حق الشعب الفلسطيني وما زالوا، والسؤال متى؟
المحطة الخامسة :- : التقدم بطلب العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة ومنظماتها، في تحد واضح لمطالب أمريكية وإسرائيلية بعدم الإقدام على هذه الخطوة
المحطة السادسة :- : التمسك بالوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس المحتلة، وهذه تأكيد على تنسيق المواقف بين منظمة التحرير الفلسطينية والأردن وقطع الطريق على إسرائيل ومحاولات التهرب من الاستحقاقات والاتفاقات الدولية
المحطة السابعة :- نطالب بريطانيا وأمريكا وإسرائيل بالاعتذار وجبر الضرر وتقديم التعويضات لشعبنا التي يقررها القانون الدولي
وفي تحدي واضح لأمريكا وتغاضيها عن جرائم إسرائيل تطرق الرئيس محمود عباس إلى مقتل الصحفية الفلسطينية-الأميركية شيرين أبو عاقلة. وأشار إلى أن إسرائيل اعترفت بأن فناصا قتلها. وقال: "أتحدى أميركا – وهي جنسيتها أميركية – أن تعاقب أو تحاسب أو تحاكم القتلة الذين قتلوها. لماذا يتهربون ؟ لأنهم إسرائيليون."
وفي محطة أخرى لا تقل أهميه عن المحطات الأنفة الذكر ألمطالبه بالاعتذار والتعويض حين قال
إن إسرائيل ومنذ قيامها ارتكبت "جرائم وحشية بحق أبناء شعبنا الفلسطيني عندما دمرت 529 قرية فلسطينية وطردت سكانها منها خلال وبعد حرب 1948، وهجّرت – وهو رقم كثيرا ما يحاول البعض التلاعب به - 950,000 فلسطيني لاجئ، أي نصف عدد السكان الفلسطينيين في ذلك الوقت، ليس كما تقول إسرائيل 250,000، بل 950,000 وهذه إحصاءات الأونروا ، كما قال إنها ارتكبت أكثر من 50 مجزرة منذ ذلك التاريخ حتى اليوم.
هذه المحطات تشكل قاسم مشترك بين جميع القوى والفصائل الفلسطينية وضمن أبجدياتها السياسية وجميعها بلا استثناء تتبنى تلك المحطات ووفق مفهوم ومضمون الخطاب ، أن القضية الفلسطينية والوضعية الفلسطينية ببعدها التاريخي وبأهميتها السياسية وبعد أكثر من 29 عاما من التفاوض العبثي على قاعدة اتفاقية اسلوا واتفاقية باريس ألاقتصاديه وكل الاتفاقات التي انبثقت عن اوسلوا جميعها أصبحت من الماضي ولا تصلح منطلقا لإعادة المفاوضات مع إسرائيل خاصة وان أمريكا الراعي لعملية التفاوض أصبحت تفتقد للمصداقية وارتباطها بإسرائيل ارتباط استراتيجي وهي تتبنى موقف إسرائيل وعلى كافة الصعد وخاصة موقفها من قضية الاستيطان والقدس والاستيلاء على الأراضي الفلسطينية وهذا الحصار الذي يعاني منه الشعب الفلسطيني والهيمنة ألاقتصاديه ، أمريكا بمواقفها من مشاريع التسوية بدءا من مشروع كلينتون للسلام وخطة خارطة الطريق للرئيس جورج بوش الابن ... وخطة اوباما لإعلان ألدوله بنهاية ولايته جميعها ذهبت أدراج الرياح وهي الأخرى أصبحت من الماضي .
إن الموقف الأمريكي من قضية الاعتراف بعضوية فلسطين كاملة في الأمم المتحدة ومن موضوع الطلب الفلسطيني للاعتراف بالدولة الفلسطينية بحدود الرابع من حزيران والقدس عاصمة فلسطين وما قامت وتقوم به أمريكا من ممارسة الضغوط ضد الفلسطينيين لعدم تقديم طلبهم وممارسة الضغوط على الدول الأعضاء في مجلس الأمن تجنبا لاستعمال الفيتو للحفاظ على ما تبقى لها من مصداقية بفعل سياستها الفاضحة
منذ اوسلوا ولغاية الآن تغيرت المعالم السياسية والجغرافية والديموغرافية للأرض الفلسطينية وحكومات الاحتلال الإسرائيلي منذ ما بعد رابين ولغاية الآن تقوم بعمل ممنهج لأجل إسقاط مشروع ألدوله الفلسطينية والإبقاء على الاداره الذاتية لإدارة شؤون ومصالح الفلسطينيين في قصبات المدن والقرى الفلسطينية وان إسرائيل بهذا الواقع هي المستفيدة وان مخططها ألتهويدي وبرنامجها يسير وبخطى ثابتة حسب ما هو مخطط له .
إن إسرائيل استفادت من عملية المراوغة والتهرب من كل الاستحقاقات التي تتطلبها عملية السلام وأنها وبالدعم الأمريكي والأوروبي ما زالت ترى في الاستيطان والاستيلاء على الأراضي عملا استراتجيا وهي لهذا ترفض الدعوة لإزالة مستوطنات قائمه وترفض تجميد الاستيطان وهي تتوسع بإنشاء البؤر الاستيطانية .
تبني وقف الاستيطان من قبل المفاوض الفلسطيني قبل العودة للمفاوضات أمر مفروغ منه طالما أن المستوطنات تعم جميع الأراضي الفلسطينية وهي تنتشر في جميع المواقع الفلسطينية وان هناك تداخل اليوم بين التجمعات السكنية الفلسطينية والمستوطنات وان هذا خطر داهم يتهدد الوجود الفلسطيني المستقبلي .
إن النظرة ألاستراتجيه الاسرائيليه للضفة الغربية واعتبارها أرضا تاريخيه وارض الآباء والأجداد وهي بوجهة النظر الاسرائيليه أراضي متنازع عليها ، وان الموقف الأمريكي والأوروبي من قضايا الاستيطان والحدود ومن المصالحة الفلسطينية وبهذا الفيتو للاستمرار بهذا الفصل ما بين الضفة الغربية وقطاع غزه جميعها تحول دون إقامة ألدوله الفلسطينية وان أي عوده للمفاوضات وبالشروط المجحفة للرباعية الدولية وبالضغط الأمريكي تعني ضياع ما تبقى من أمل للشعب الفلسطيني للتحرر من الاحتلال الإسرائيلي ، إذ لا يمكن القبول بسلطة حكم ذاتي للفلسطينيين ولا يمكن القبول بنظريات تقوم على قبول فلسطين دولة مراقب وإشراكها بمنظمات دوليه وغيره ودون تحديد الحدود لهذه ألدوله وفق قرارات الشرعيه الدوليه
لا بد من استراتجيه فلسطينيه تضع شروطا للتفاوض وللعودة للمفاوضات لان قضية تجميد الاستيطان ليست بالا هميه إذا لم يصبح الاستيطان وجميع المستوطنات ألقائمه غير شرعيه استنادا لقرار محكمة لاهاي الدولية التي اعتبرت بناء جدار الفصل العنصري المقام على الأراضي الفلسطينية غير قانوني وانه مقام على أراضي محتله وان الأراضي الفلسطينية المحتلة تخضع لاتفاقية جنيف ولائحة لاهاي استنادا للبند الرابع من اتفاقية جنيف والتي تعتبر الضفة الغربية وقطاع غزه أراضي محتله وقياسا على القرار المذكور فان جميع المستوطنات في الأراضي المحتلة غير شرعيه وعليه فان ألاستراتجيه الفلسطينية وقبل العودة للمفاوضات التي تتم جبرا وبطريق الإكراه والضغط الممارس من أمريكا وأوروبا وبعضا من الدول العربية أن يواجه بموقف فلسطيني لاشتراطات فلسطينيه تعيد للقضية أهميتها وجوهرها ما يتطلب ألاستراتجيه التي يجب أن تكون بإجماع الفلسطينيون وتوافقهم حول برنامج يقوم على تحديد الشروط الفلسطينية التي تؤدي حقا لإنهاء الاحتلال وتؤدي لقيام ألدوله الفلسطينية المستقلة وأولى تلك الشروط أن تعترف أمريكا وأوروبا بقرار من مجلس الأمن أن الأراضي الفلسطينية هي أراضي محتله وغير متنازع عليها وان تخضع للاتفاقات الدولية وان جميع ما قامت به إسرائيل من تغييرات جغرافيه غير قانوني وان الاستيطان جميعه غير شرعي
أن تعترف إسرائيل بحق الفلسطينيون لإقامة اقتصادهم الوطني وان يتم فك الارتباط الاقتصادي مع إسرائيل وإلغاء اتفاقية باريس ألاقتصاديه وتوطئة لمرحلة المفاوضات أن يتم وضع قوات دوليه على المعابر الدولية لأجل تسهيل التبادل التجاري والتصدير بما يمكن الفلسطينيون من بناء اقتصادهم وإقامة المشاريع ألاقتصاديه التي تمكنهم من استيعاب الأيدي العاملة وان يطالب الفلسطينيون المجتمع الدولي بتحديد الممر الأمن الذي يربط الضفة الغربية بقطاع غزه وان يشرع بعملية المصالحة وان يشرع الفلسطينيون بإعادة تأهيل مطار غزه والميناء وان يتم تخطيط لمطار في الضفة الغربية في قلنديا وهو بالاصل مطار فلسطيني
إن العودة لطاولة المفاوضات بدون إستراتجية عمل تؤدي إلى بناء الهيكلية الحقيقية لمؤسسات ألدوله الفلسطينية وبدون إنهاء لهذا الترابط الاقتصادي الذي يتطلب إلغاء اتفاقية باريس وإعادة صياغة الاتفاق مع إسرائيل بما يحقق المصالح الوطنية الفلسطينية ويؤدي إلى الاستقلالية الفلسطينية فان العودة للمفاوضات وفق أطروحات إسرائيل وأمريكا هي عوده للعبثية الاسرائيليه التي من شانها إضاعة الوقت وتمكين الاحتلال من تنفيذ مخططاته التي في محصلتها الاطاحه بكل ما يسعى الفلسطينيون لتحقيقه وهي قضاء على أي حلم بإقامة ألدوله الفلسطينية ، ولا نغالي القول أن الشعب الفلسطيني هو الآن بغاية الإحباط مما وصل إليه من طريق مسدود وانعدام أي أفق سياسي وانغلاق في الفكر السياسي والانقسام الفلسطيني وهذا التمحور والتخندق بين القوى والفصائل الفلسطينية أوصلنا إلى ما نحن عليه اليوم .
من هنا وعلى ضوء كل ذالك والى ما وصلت إليه القضية الفلسطينية من مخاطر تتهددها ومن استمرار للعدوان والقتل واستباحة الأرض والدم الفلسطيني فلا بد من موقف فلسطيني موقف جاد وملتزم تجاه الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية استنادا لخطاب الرئيس محمود عباس بمحطاته التي تشكل ورقة عمل لا بل برنامج عمل متكامل ويتطلب :-
أولا:- ضرورة إنهاء الخلاف والانقسام الفلسطيني و توحيد الوطن بكل ما يعني التوحيد من كلمه وبوقف كل الحملات المغرضة وتغيير لهجة الخطاب الفلسطيني لتصب في قناة الوحدة الوطنية الفلسطينية وضرورة التوقف عن سياسة المناكفات والردح الإعلامي
ثانيا:- ضرورة الاتفاق بين كافه القوى والفصائل الفلسطينية على اعتماد خطاب الرئيس بما تتضمنه من بنود برنامج سياسي شامل يضمن عملية الإصلاح الداخلي وترتيب البيت الفلسطيني وفق معيار المصلحة الوطنية وليست المصلحة الفصائليه أو الحزبية وبناء المؤسسات التي انتمائها لكل الوطن وليس لهذا الفصيل او ذاك على ضوء ما حصل من انقسام وتفعيل مؤسسات منظمة التحرير
ثالثا:- النظر بجديه وموضوعيه ومسؤولية لإنجاح حوار الجزائر وفق المستجدات بعد خطاب الرئيس محمود عباس وإعادة بناء منظمة التحرير وفق أسس وطنيه تعيد للمنظمة أهميتها وحيويتها بعيدا عن محاولات الهيمنة والتفرد في القرارات والتعيينات وضرورة مشاركة الجميع فيها وفق معيار المصلحة الوطنية وحجم التمثيل
رابعا:- لا بد من رفض كل تلك المحاولات التي تصف المقاومة بالإرهاب والإصرار على حق الشعب الفلسطيني بمقاومة الإرهاب بكل الوسائل والسبل طالما بقي الاحتلال جاثم على صدورنا وأرضنا وفق ما تتضمنه المفهوم العام لخطاب الرئيس محمود عباس
خامسا:- لا بد وبعد كل ذالك من وضع الإستراتجية الفلسطينية هذه ألاستراتجيه التي تضع المصالح الوطنية الفلسطينية في سلم أولوياتها وتضع خطه وطنيه لكيفية مواجهة مخطط تصفيه القضية الفلسطينية.وفي مقدمتها إفشال كل المخططات الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية ورفض التفاوض على بنود هدفها مقايضه الحقوق الوطنية الفلسطينية بشروط تحسين الحياة المعيشية وتحسين الاقتصاد وفق الشروط للمحتل والذي يرغب بالإبقاء على هيمنته على مقدرات شعبنا الفلسطيني
يتعيّن على فتح وحماس أن تعملا بجدّ لتضييق الفجوة بينهما ، ويجب أن تكونا على استعداد لتقديم تنازلات كبيرة بشأن المصالح الأساسية والأجندات الإيديولوجية إذا ما أرادتا تحقيق الأهداف الوطنية والتغلب على عقدة الانقسام وجسر الخلافات
يجب على حماس أن تفكّر بما هو أبعد من المدى القصير. فهي لم تنجح في تخطّي الصعوبات في غزة إلا عبر إدارة الأزمات بصورة مستمرة، وذلك باستخدام التهديد بالهجمات الصاروخية لتثبيت الشروط العسكرية والاقتصادية لتعايش ضمني مع إسرائيل، والاعتماد على تفاهم هشّ مع السلطة الفلسطينية المنافسة في الضفة الغربية بهدف الحفاظ على تدفّق التحويلات المالية من الجهات الأجنبية المانحة. هذه الترتيبات معرّضة لانهيارات دورية، وتسمح لحماس وحكومتها بمجرّد الاستمرار ضمن مفهوم إدارة الصراع الذي تسعى حكومة الاحتلال من خلاله لتكريس الانقسام والفصل الجغرافي بين الضفة الغربية وغزه ضمن استراتجيه إسرائيليه لاستدامة فلسلطنة الصراع
على فتح وحماس ومعهم كل القوى والفصائل ان يدركوا جميعا المخاطر التي تهدد الجميع وخطر ما يتهدد القضية الفلسطينية ، يجب على فتح وحماس تحقيق الوحدة الوطنية لتصبح واقعاً ملموساً بكل وسيلة ممكنة. أولاً، ويجب أن يكونا على استعداد لتقديم تنازلات متبادلة ذات مغزى بشأن المناصب الوزارية وسرعة البت في تشكيل حكومة وحدة وطنيه موثوقة سياسياً ومهنياً. ويجب أن تُخضِعا إدارة الأمور المالية والخدمات العامة للشفافية الكاملة والمساءلة المشتركة، حتى في القطاعات التي لايمكن إدماجها فوراً مثل الأمن.
والواقع أن إنجاز الوحدة هو الطريق الوحيد لإنقاذ الوضع الفلسطيني من الانهيار ، مهما كلّف الأمر وذلك لضرورة إنقاذ ما يمكن إنقاذه وقبل فوات الأوان ، لقد شكل خطاب الرئيس محمود عباس بمحطاته ومفاصل ما تتضمنه رافعه وطنيه جامعه مفتاحها الوحدة الوطنية مطلب الكل الفلسطيني ودقة ومفصلية المرحلة تتطلب من كل القوى والفصائل الفلسطينية الترفع لمستوى المسئولية وتحقيق الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام وبناء الاستراتجيه التي تشكل مرجعية الجميع على المحطات التي تتضمنها خطاب الرئيس محمود عباس وبات مطلوب من الجميع إنجاح حوارات الجزائر لما تقتضيه وتتطلبه مفصلية المرحلة ومواجهة الخطر الذي يتهدد القضية الفلسطينية ويتهدد القدس والمسجد الأقصى واعتماد ألاستراتجيه الوطنية لمواجهة كل مخططات ومحاولات تصفية القضية الفلسطينية
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت