الواقع التربوي في مدارس الانروا...المشاكل ومقترحات الحلول...

بقلم: غسان السعدي

  • بقلم الاستاذ غسان السعدي, صور-لبنان

بعيدا عن التجاذبات السياسية وبالاعتماد على العقل والمنطق والسياسات التربوية ومبدء حقوق الانسان والطفل وكافة القوانين والشرائع
كيف سيستطيع اي معلم تعليم 50 تلميذ في 49 دقيقة ويتابع مشاكلهم التربوية والتعليمية؟
ما هي الطريقة التعليمية الخارقة التي سيستطيع المعلم تاسيس وتعليم الطلاب في مرحلة التعليم الاساسي؟
هل السياسة التربوية هذه سياسة تعليم ام تجهيل؟
ومن هذا المنطلق سنقدم لكم المشاكل التّربويّة والتّعليميّة الواقعة نتيجة الإكتظاظ:
١. هدر وقت لتنظيم جلوس عدد كبير من الطّلاّب بإنتظام داخل الفصل وجهد مضاعف لضبط الطّلاّب على مدار الحصّة والذي أصبح فنًّا يحتاج إلى تخصّص لوحده.
٢. كلّما زاد العدد، زاد عدد الأذونات إلى الحمّام وغيره.
٣. كثرة الشّكاوى بين الطّلاّب (لكشني، كتب على إيدي، أخذ لي قلمي، رمالي الشّنطة عالأرض، عم يدفشني، عم يسبّلي، هو اللي عم يحكي معي، بيتمسخر عليّ ،... الخ).
٤. إيجاد صعوبة في متابعة كافية لكلّ من يكتُب ومن لا يكتب من الطّلاب خلال الحصّة.
٥. صعوبة إعطاء مجال لكثير من الأسئلة والاستفسارت حيث يجب  إدارة هذه النّقطة الضّرورية والأساسيّة بشكل ممتاز لتحقيق الفهم عند الطلاب .
٦. صعوبة متابعة الطّلاّب ذوي الاحتياجات الخاصة في المادة كما يجب وإعطائهم الوقت الذي يحتاجونه.
٧. عدم القدرة غالبًا على شرح أكثر من هدف تعليميّ مع تمرين مباشر عليه لفهمه والسّماح لتفاعل عدد كبير من الطّلاّب ومشاركتهم وإعطاء تغذية راجعة مثمرة.
٨. صعوبة تنفيذ إختبار يقيمّ الطّلاّب بشكل سليم داخل غرفة الصّف بسب الإكتظاظ الذي يتيح لكثير من الطّلاّب نقل الإجابات عن بعضهم أو الغشّ. أو يضطّرّ المعلم الى تحضير أكثر من نموذج إختبار كل مرّة لنفس الصف لمنع أو تخفبف الغش والتحدث خلال الاختبار، أو تقسيم الطلاّب لأكثر من مجموعة، وهذا ما يصعّب مهمة المعلّم من صفّ لآخر.
٩. ضغط نفسيّ وجهد ثقيل على المعلّم خاصّة انه قد يكون لديه ٣ حصص تعليمية متتالية او أكثر في نفس اليوم ولا مجال للرّاحة بشكل كافٍ بين الحصص إالا في قليل من الأحيان.
١٠. ضياع حقّ المتعلّم (الطّفل) من الحصول على التّعليم الجيّد والجلوس في صفّ مريح ومناسب لتعلّمه.
-وبذلك تكون البيئة الصفّية غير ملائمة لتحقيق الأهداف التّربويّة والتّعليميّة كما يجب بشكل عام.
 -المعلّم يفعل ما بوسعه وأقصى إستطاعته ولا يوفّر مجهودًا في مواجهة أي نوع من التّحدّيات وتذليل العراقيل أمام النّهوض بطلابه وتطوير قدراتهم. هناك الكثير من التحدّيات التّربويّة والتّعليميّة أصلاً والمشاكل المتراكمة، ولا ينقصها الإكتظاظ، على الأقل كي تبدأ مسيرة" التّعافي" المنشودة والتى تحتاج لسنوات فإنه يجب إنهاء مشكلة الإكتظاظ فورًا وإيجاد حلول بأسرع وقت ممكن .
وبناء على كل هذه المعطيات لابد لنا ان نسال انفسنا
 ما هي مقترحات الحلول؟
ما هي طرق المعالجة لتحقيق تعليم عادل لابنائنا؟
-عندما نتحدث عن الحلول يجب علينا التفكير بعمق ومنطق علمي وعملي
اولا: على اللجان الشعبية وكل التربويبن و المراجع المعنيين في المناطق زيارة المدارس وحصر عدد الصفوف والشعب وعدد الطلاب في كل شعبة لوضع رؤية وتصور عن الاعداد في كل مدرسة.
ثانيا : عليهم ايضا حصر عدد الغرف في كل مدرسة لتحديد وذلك لمعرفة اذا كان هناك امكانية لفتح شعب اضافية او لا
ثالثا: بعد جمع المعلومات والمعطيات يجب الاسراع لاجتماع تربوي عام يضم مختصين بالشان التربوي لوضع خطط واستراتيجيات يمكن طرحها مع ادارة الانروا مع التاكيد على انه يجب ان يكون هناك ليس اكثر من خمسة وثلاثين  تلميذ بالصف كحد اقصى ،كما هو نظام المدارس الحكومية في لبنان ،  ولاسيما في مرحلة التعليم الاساسي .
-كيفية المعالجة ، او ان اردتم التعاطي مع الانروا ؟
اولا: تماشيا مع كلمة الرئيس محمود عباس الاخيرة في الامم المتحدة ،  على اللجنة الشعبية في لبنان ارسال مذكرة للمدير العام للانروا تطالب فيها بتنفيذ قرار 194 مؤكدة على اننا لاجئين قسرا ومن حقنا العودة وفقا للقرار الدولي اعلاه ، وعلى العالم ان يتحمل مسؤولياته اتجاه اللاجئين في لبنان.
ثانيا : العمل على تشكيل لجنة اهل باشراف اللجنة الشعبية، وتفعيل مجالس الاهل بمدارس الاونروا ،   وحث الاهل على الاحتجاج يوميا بالاعتصام عند بوابات المدارس ، بعد ارسال ابنائهم  الى المدارس والتهديد باغلاقها احتجاجا  على هذا الواقع المزري، وبتزامن ذلك مع ارسال مذكرتين من قبل مرجعياتنا الشرعية بالمخيمات :
الاولى للانروا والثانبة للامم المنحدة بأننا شعب ذو كرامة ولنا الحق وفقا للمعايير الانسانية والاخلاقية ان نعلم ابنائنا وفقا للقانون الدولي وهذا حق طبيعي، من منطلق شعار الاونيسكو التعلم للجميع ، ونقول لهم نحن شعب تحت الاحتلال نؤمن بالعلم والسلام ، ونحلم بالعودة الى فلسطين لكم الخيار التعليم العادل او تحويل المدارس الى معسكرات تدريب وتثقيف وطني نعلم ابنائنا ان فلسطين بانتظارهم فليعملو على تحريرها.
ثالثا: على اتحاد المعلمين وكافة المعلمين  الاضراب عن التعليم ، او على الاقل الاحتجاج لدى اداراتهم ، بالمدارس والمناطق ،   وذلك تعبيرا عن عدم قدرتهم على تعليم مكتظ ل 50 تلميذا في الصف الواحد.
رابعا : الفصائل الفلسطينية تقوم بدورها الوطني المعهود، وذلك من خلال رفع الصوت عاليا مؤكدين على اننا نريد ان نعلم ابنائنا ، نريد سياسة تعليم لا تجهيل لابنائنا.
العلم طريق نحو العودة الى فلسطين.
عشتم وعاشت فلسطين
الشفاء للجرحى
الحرية للاسرى
المجد للشهداء الابرار
30-9-2022

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت