دشنت دراسة، أعدها الباحث الفلسطيني باسل النادي، التوجه الإيجابي الذي بدأ ينهض في غالبية دول العالم، للإعتماد على الطاقة الشمسية، فجاءت هذه الدراسة منسجمة ومتماشية مع التوجهات العالمية المتزايدة لاستغلال مصادر الطاقة البديلة، خصوصاً في فلسطين، حيث يرتكز الجهد نحو طاقة الشمس والحرارة الجوفية للأرض.
وبينت الدراسة، أن الاتجاه العالمي يزداد يوما بعد يوم نحو الطاقة الشمسية، بعد تفاقم الأضرار الكبيرة الناجمة من مصادر الوقود الأحفوري ومخاطرها الواضحة على صحة الإنسان والبيئة على حد سواء، والتي تظهر تجلياتها من خلال ظاهرة الإحتباس الحراري، وتقلبات المناخ، واتساع ثقب الأوزون، وتساقط الأمطار الحمضية في أكثر من منطقة، علاوة على تلويث البحار المتكرر من جراء تسرب النفط إليها في حوادث عدة، دون إغفال ارتفاع أسعار الوقود الأحفوري واحتمالية نفاذه باعتباره من المصادر غير المتجددة، وقبل هذا وبعده، مخاطر الأمراض المختلفة، التي تسببها الغازات السامة والضارة الصادرة عن احتراق الوقود.
وجلي القول إن فلسطين تعاني فلسطين من شح في الموارد الطبيعية والثروات المعدنية، ولكن معاناة الفلسطينيين الأشد تكمن في ندرة مصادر الطاقة التقليدية من جهة، ومن ارتفاع أسعارها بما يوازي أغلى مدن العالم من جهة أخرى، وعلاوةً على ذلك، ومن وحي هذه المعاناة وبسببها، يسعى الباحث النادي لتجاوز هذه المعضلة بإيجاد مصادر بديلة عن الوقود التقليدي، مستنيراً بتجربته الشخصية في مجال الطاقة البديلة.
ومن بين ثنايا الدراسة، يشرح النادي نجاحه إلى حد ما باستغلال الطاقة الشمسية، لكن قضايا توليد الكهرباء بالطاقة الشمسية أبقت تجربته محدودة ومرتبطة بمسائل بحثية أو بنشاطات الهيئات المانحة لمساعدة سكان المناطق المحرومة، وهناك محاولات أولية في استغلال طاقة الرياح، وكذلك طاقة الأرض الجوفية، وما زالت كل هذه التجارب والدراسات في الطور الجنيني، وإن كانت تعد بالكثير.
تغيير نظام الطاقة:
النادي وجد ضالته في مصادر الطاقة الشمسية، آملاً من خلالها تقليل معدل الاعتماد على المحروقات التي باتت في الآونة الأخيرة سيفًا مسلطًا على رقابهم، وأداة من أدوات الضغط والابتزاز السياسي، ولعل المثال الحي على ذلك أزمة المحروقات التي يعاني منها قطاع غزة منذ عدة سنوات، والتي انعكست سلباً على حياة الناس، وبشكل خاص على قطاعي الصحة والمواصلات، حتى أصبحت غزة كأنها تعيش خارج العصر، باستخدامها الأساليب البدائية في التنقل والإنارة.
وأخيراً نفذ النادي العديد من المشاريع الهادفة إلى استغلال الطاقة الشمسية، سواء سواء على شكل مشاريع فردية محدودة أو مع مجموعات مهتمة بذات التوجه، تاركاً بصمات دامغة في لفت الأنظار تغيير معادلة إمدادات الطاقة العالمية بشكل جذري.
وبيبن الباحث النادي أن الطاقة الشمسية بات أداة فاعلة لتغير نظام الطاقة العالمي، إذ أن إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية في السنوات المقبلة سينمو بسرعة وسيغير بقوة نظام الطاقة العالمي، كما سترتفع مردودية منشآت الطاقة الشمسية في العالم، لتعيش نهضة كبيرة وجلية.
وتوالي الدراسة، أن توليد الكهرباء عن طريق الشمس كان في السابق مكلفاً ولذا فمن الصعب على الكثيرين تصور أن تصبح الطاقة الشمسية باحتمال كبير الطاقة المهيمنة في القرن الحالي، كما ستصبح الطاقة الشمسية سيدة الموقف عوضاً عن النفط لحركة السير والتدفئة.
البحث عن الفوائد:
ترشدنا الدراسة إلى العديد من الفوائد التي سنلمس آثاهرا جراء استخدام الطاقة الشمسية، فينتج لدينا طاقة نظيفة لا ينبعث منها غازات سامة تضر بالإنسان والبيئة، مقارنة بالطاقة التقليدية مثل الوقود الأحفوري"الديزل والبنزين" وباقي مشتقات البترول، مع الحصول على طاقة متجددة يمكن الحصول عليها من مصادر طبيعية مستديمة، إلى جانب الحد من الإنبعاث الحراري وانخفاض شدة الكوارث الطبيعية الناتجة عنه، إضافة إلى حماية المياه والثروة السمكية من التلوث بسبب عدم تشكل الأمطار الحمضية، علاوة على تأمين فرص العمل، والحد من تشكل وتراكم النفايات الضارة بأشكالها المختلفة.
وتشير الدراسة إلى أن الألواح الشمسية الكهروضوئية تتكون من العديد من الخلايا الشمسية، بحيث تصنع هذه الخلايا من أشباه الموصلات مثل السليكون، وتصمم في طبقتين طبقة موجبة وطبقة سالبة، والتي تكون ما يعرف بالمجال الكهربائي كما هو الحال في البطاريات.
وتخلص الدراسة إلى الهدف العام للطاقة الشمسية، والذي يكمن في الحفاظ على البيئة والتنمية المستدامة للمجتمع، من خلال العمل على استخدام الطاقة الشمسية بكفاءة عالية واستغلال مصادرها، مع الأخذ بعين الإعتبار المتطلبات البيئية، ومراعاة التقدم العلمي والتكنولوجي، ومعايير الحياة المعاصرة، إضافة إلى تعزيز التعاون المحلي والإقليمي والدولي في هذا القطاع الحيوي.