تعد القهوة المشروب الأساسي والأول في قطاع غزة، حيث يتم استهلاك كميات كبيرة منها يومياً، من مختلف المصانع المتخصصة بها، ويزداد الطلب اليومي عليها في الأسواق المحلية.

في اليوم العالمي للقهوة، احتفل الفلسطينيون بطريقة مختلفة بهذه المناسبة، من خلال وضع بيت الشعر التراثي داخل أحد الأسواق المحلية بمدينة غزة، وتزينت الزاوية بوجود البكارج التراثية، والصباب الذي يرتدي الزي الفلسطيني القديم.

وتقول أنصاف يونس إحدى الزائرات لبيت الشعر التراثي، إن تخصيص زاوية للقهوة في اليوم العالمي لها، وسط أجواء التسوق، أضفى بهجة مميزة على المكان.

وأضافت يونس في لقاء مع وكالة (APA) أن القهوة مشروبي الأساسي، الذي لا يخلو أي يوم من أيامي منه، حيث أبدأ بشربها صباحاً لتعطيني إحساساً بالتركيز والنشاط.
وعددت فوائد القهوة، والتي تتمثل في زيادة نشاط الدماغ وتحفير الذاكرة، لاحتوائها على مادة الكافيين، التي تعتبر من المواد المنبهة، وكذلك تقلل خطر الإصابة بالخرف والزهايمر.

وأشارت يونس بيدها إلى بكارج القهوة التي توضع على نار الحطب لتكمل "بالرغم من تطور طرق إعداد القهوة، إلا أن تحضيرها بالبكارج القديمة والطرق التراثية يجعل لها نكهتها الخاصة".

ونبهت إلى ضرورة الاعتدال في كمية شرب القهوة، لتجنب الاضرار التي قد تصيب الإنسان إذا شرب منها فوق المعدل الطبيعي في اليوم.

ومن جانبها، تقول أمل أبو السبح، إحدى الزائرات لزاوية القهوة في يومها العالمي، "إن القهوة من المشروبات الأساسية لتعديل المزاج، والحفاظ على الطاقة الإيجابية في أغلب الأوقات".

وأضافت أبو السبح أن التجمعات العائلية، وجلسات الأصدقاء، لا تخلو من القهوة لكونها المشروب المفضل لدى أغلب الأشخاص.

وأثنت على الطرق الحديثة لتحضير القهوة، حيث ترى أنها زادت النكهة القديمة لذة، من خلال تحضيرها عن طريق الماكينات الحديثة الخاصة بها.

ولفتت أبو السبح إلى أن الاحتفال باليوم العالمي للقهوة بالطريقة التراثية وسط أحد أماكن التسوق الحديثة، يعتبر فكرة رائعة لدمج نكهة الماضي بالعصر الحديث.

وذكرت أن قهوة البكارج القديمة لها نكهة مميزة وخاصة، تجعل المتذوق منها لا يكتفي بالقليل، بل يطلب المزيد ليتلذذ بنكهة الماضي ورائحة الأجداد.

وفي ذات السياق، تقول الحاجة سائدة معروف، إحدى الزائرات للزاوية التراثية، إنها قدمت لبيت الشعر التراثي برفقة حفيدها، ليتعرف على المقتنيات القديمة التي كانت تستخدم في فلسطين قبل مئات السنين.

وتابعت معروف أن القهوة بأشكالها المتنوعة من تراث الآباء والأجداد، اعتمدت على مدار العصور، كنوع من المشروبات الأساسية، لافتة إلى أن تقديم القهوة من العادات الثابتة بغزة سواء في الأعياد، أو بيوت العزاء، وفي الأفراح أيضاً.

وتطرقت معروف إلى طريقة تحضير القهوة قديماً، قائلة " كان يتم إحضار وعاء كبير لطحن القهوة بواسطة المهباش، ليتم اعدادها لتكون جاهزة للشرب، فمنها المحلى والسادة، بإضافات مختلفة كالهيل والقرنفل".

وفي ذات السياق، أوضح أحمد الجرجاوي، صباب القهوة في الزاوية التراثية، أن القهوة تستحق الاحتفال بها من خلال تخصيص يوم عالمي لها، لكونها من المشروبات الأساسية التي لا يمكن الاستغناء عنها على مدار السنين.

وأضاف الجرجاوي الملقب بـ (الشنب)، أنه في اليوم العالمي للقهوة حرص على إعدادها بالطريقة القديمة على النار وباستخدام البكارج التراثية، ليعيد النكهة القديمة للأجيال الحاضرة ليتمتعوا بها.

ولفت إلى أساسيات تقديم القهوة التراثية في أن يتم تقديمها ساخنة، وغنية بنكهة الهيل كما كانت تقدم قديماً.

وتعتبر القهوة التي يفضلها السكان، "سادة" أي خالية تماما من السكر، بمثابة العادة الشعبية الدارجة في قطاع غزة، بمختلف الأوقات، كما قال (الشنب).

وحرص الجرجاوي على ارتداء زي الصباب التراثي، واضعاً على رأسه الكوفية الفلسطينية، لتقديم القهوة باليوم العالمي لها، بالطريقة التراثية القديمة.

ويستورد قطاع غزة نحو 2500 طن من حبوب القهوة سنويا، بواقع استهلاك يتراوح بين 6-7 أطنان يوميا، وفق ما صرح به، المتحدث الإعلامي باسم وزارة الاقتصاد الوطني الفلسطيني بغزة، عبد الفتاح أبو موسى.

وبيّن أن ما يزيد عن الـ 90% من القهوة المطحونة، التي يتم استهلاكها في قطاع غزة، هي إنتاج محلي بالدرجة الأولى.

وينشط في قطاع إنتاج القهوة وتسويقها، أكثر من 20 مصنعا كبيرا ومطحنة صغيرة، بحسب أبو موسى.

ويصادف اليوم الأول من شهر أكتوبر اليوم العالمي للقهوة، وهو مناسبة للاحتفال بمشروب القهوة في جميع أنحاء العالم وأول تاريخ رسمي لهذا اليوم هو 1 أكتوبر 2015م، كما وافقت عليه المنظمة الدولية للقهوة، ويحتفل فيه 77 دولة أعضاء في "منظمة القهوة العالمية" وعشرات من جمعيات القهوة من جميع أنحاء العالم.