- بقلم د.أحمد بحر
- رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني بالإنابة
إن تمادي الاحتلال وإمعانه في استباحة القدس واقتحامات المستوطنين صباح مساء بصورة همجية، وقمع الناس رجالاً ونساءً وأطفالاً، ونفخ البوق ومحاولة ذبح القرابين بهدف هدم المسجد الأقصى وإقامة هيكلهم المزعوم على أنقاضه، كل هذا دفع حماس للاستنفار نصرةً للقدس ودفاعاً عن شرف الأمة على مختلف الصعد والمستويات سياسياً وعسكرياً وإعلامياً وجماهيرياً، فكان بالأمس المهرجان الحاشد في ملعب فلسطين بغزة بعنوان (الأقصى في خطر)، والذي تزين بصور الشهداء وأيقونات المقاومة في كل فلسطين، ولقد تمثلت رسائله في ما يلي:
أولاً: حشد هذه الجماهير الكبيرة رجالاً ونساءً وأطفالاً في ملعب فلسطين دليل على استجابة شعب غزة لنداء الحركة وأنها متلهفة لنصرة الأقصى والدفاع عنه بالأرواح، وتقدم هذه الجماهير رئيس حركة حماس في غزة يحيي السنوار أبو إبراهيم.
ثانياً: الحضور الفصائلي اللافت، وكلمة الفصائل الفلسطينية ممثلة بكلمة للأخ مصطفي البرغوثي الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية، عبر فيها عن وحدة الشعب الفلسطيني في غزة والضفة و48 وفي الشتات، والذي أثني على المقاومة في الضفة الغربية وخاصة في جنين ونابلس والخليل، وأكد أن غزة ستنتصر لأهل الضفة ومعركة سيف القدس مازالت حاضرة، كما أكد أن اتفاقية أوسلو قد انتهت.
ثالثاً: حضور الغرفة المشتركة من خلال العرض التشكيلي لكل فصيل برايته ثم انضووا جميعاً وانصهروا تحت علم فلسطين الذي يجمع الجميع، وهذه رسالة للاحتلال الصهيوني أننا موحدون تحت راية واحدة وإياكم اللعب بالنار.
رابعاً: كلمة حركة حماس والتي ألقاها الأخ روحي مشتهى عضو المكتب السياسي للحركة وأكد فيها أن تمادي الاحتلال بالعبث بالقدس التي نفديها بالمهج والأرواح سوف يؤدي إلى تفجير المنطقة بأسرها فليحذر الاحتلال من تماديه السافر.
خامساً: حضور القدس من خلال كلمة خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري الذي يمثل رمزية القدس في الدفاع عن الأقصى.
هذه رسائل حماس للاحتلال الصهيوني قوية ومعبرة عن وحدة شعبنا خلف خيار المقاومة والذي لن يتخلى عن القدس، وأن سيف القدس لازال مشرعاً حتى التحرير بإذن الله.
كما وأُكد لحماس وكتائبها المظفرة أن النصر يكمن في كتاب الله عز وجل والأخذ بآياته والالتزام بها كما في قوله تعالى:
1. {كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإذْنِ اللَّهِ واللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ} [البقرة :249].
2. {وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُون} [آل عمران:123].
3. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} [الأنفال: 45، 46].
4. {قَالَ رَجُلَانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [المائدة: 23].
5. {إِن يَنصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ ۖ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ ۗ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} [آل عمران: 160].
ونحن على ثقة أن المقاومة الفلسطينية الباسلة بأذرعها العسكرية كافة ستعمل جاهدة على تحقيق وعد الآخرة وتحرير المسجد الأقصى المبارك من دنس الاحتلال.
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت