- بقلم علي بدوان
العلاقات الأميركية ـــ الصينية، فوق الصفيح الساخن. ليس من الآن بل منذ سنواتٍ طويلة. فالولايات المتحدة الأميركية لم يكن من رابط دبلوماسي بينها وبين جمهورية الصين الشعبية إلَّا بعد القمة الأميركية ـــ الصينية في بكين في شباط/فبراير 1972، بعد أن كانت القنوات الدبلوماسية تتحرك، وعبر "مسارب خلفية ومخفية" مع الصين الشعبية، وبالتحديد من قبل مبعوثين باكستانيين ورومانيين لفتح الطريق أمام بناء العلاقات الدبلوماسية بين بكين وواشنطن، والتي نجحت بترتيب زيارة وفد من الخارجية الأميركية بشخص مستشار الأمن القومي الأميركي الدبلوماسي الداهية هنري كيسنجر، والذي أصبح في حينها وزيرًا للخارجية. وقد أدَّت تلك التحركات نتائجها، فاعترفت الولايات المتحدة الأميركية بجمهورية الصين الشعبية، التي دخلت إلى العضوية الدائمة لمجلس الأمن الدولي، وذلك بعد أن كانت واشنطن تعترف بـ(تايوان) التي كانت تحمل مُسمَّى (الصين الوطنية) باعتبارها الصين الكلية، قبل أن يصبح اسمها (تايوان) فحلت الصين الشعبية مكان تايوان أو (الصين الوطنية) بالأمم المتحدة (الجمعية العامة ومجلس الأمن). ونشير بأن الصين الوطنية أو (تايوان)، نشأت بعد هروب القائد الصيني (تشن كاي تشك) ومعه العدد الكبير من أنصاره الى جزيرة تايوان، بعد هزيمته على يد قائد الثورة الصينية ضد المحتلين اليابانيين والبريطانيين ماوتس تونغ.
إذًا، الاعتراف الأميركي بجمهورية الصين الشعبية، تم في شباط/فبراير العام 1972 اللقاء التاريخي بين الصين المعاصرة والولايات المتحدة عندما عُقدَت في بكين القمة التي جمعت الرئيس الأميركي الأسبق ريتشارد نيكسون، بالقائد الصيني (ماوتسي تونغ)، ورئيس الوزارء (شو إن لاي)، والقائد الصيني (ليو تشاو تشي). وكانت تلك القمة الحدث الأهم في العام المذكور على المستوى العالمي سياسيًّا، وفي ظل ظروف استعار الحرب في فيتنام، واستمرار التباينات ذات الطابع الخاص بين السوفييت والصين، والتي حاولت الولايات المتحدة استثمارها.
من جانبٍ أخر، وبما يتعلق بنا كفلسطينيين، نود الإشارة، الى أن جمهورية الصين الشعبية، كانت الدولة الأولى في العالم التي اعترفت بمنظمة التحرير الفلسطينية بعد قيامها في أيار/مايو 1964، وقام وفد فلسطيني، وبناءاً على دعوة رسمية بزيارة بكين برئاسة رئيس ومؤسس المنظمة أحمد الشقيري في آذار/مارس عام 1965، واللقاء مع القيادة الصينية وعلى رأسها ماو تسي تونغ، وقد أُنجزت أولى الدورات العسكرية الفلسطينية خارج البلاد العربية في الكلية العسكرية في نانكين بالصين الشعبية. وقد وصلت عمليات الإمداد والدعم العسكري الصيني للمقاومة الفلسطينية منذ ذاك الحين، وخاصة على صعيد تسليح ج ت ف.
ملاحظة (1) : في احدى زياراتي أنا وزوجتي للصين الشعبية، ذهب بنا مضيفنا الى مطعم شهير وسط بكين (مطعم البط المشوي)، وتناولنا الغداء على الطاولة ذاتها حين تناول في المطعم إياه، وجبة البط المشوي ماوتي تونغ والرئيس نيكسون. فالمطعم عبارة عن غرف متلاصقة ومفتوحة على بعضها، وطاولات الطعام زجاجية دوارة.
ملاحظة (2) : الصورة الأول المرفقة اللقاء الأول الأمريكي الصيني : مؤسس جمهورية الصين الشعبية عام 1949 ماوتسي تونغ والرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون. والصورة الثانية الرئيس ماوتسي تونغ مع أحمد الشقيري).
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت