-
أحمد إبراهيم
تقدير موقف
ما الذي حدث :
قام عدد من الشباب الفلسطيني بالهجوم على وحدة عسكرية في مخيم شعفاط ، وهو الهجوم الذي قتلت فيه مجندة اسرائيلية وجرح اثنين آخرين وصفت حالتهما الطبية بالصعبة والخطيرة.
تزامن :
يتزامن هذا التصعيد العسكري مع تصعيد لمجموعتين مسلحتين على الساحة الفلسطينية وهما "عرين الاسود" و"كتيبة جنين"، كلاهما من الجماعات العسكرية الفلسطينية التي تعمل وتعلن عن عدد من العمليات العسكرية التي تقوم بها بصورة سرية ، وقد نشطت جماعة عرين الأسود في مدينة نابلس مع التصعيد العسكري الأخير بمدينة نابلس.
في تقرير لها نشرته في الأول من أكتوبر قال سامر خويرة مراسل صحيفة العربي الجديد الصادرة في لندن ان جماعة "عرين الأسود"، استطاعت أن تشق طريقها إلى عقول الفلسطينيين وقلوبهم بسرعة فائقة....وأضافت الصحيفة ان عناصر هذه المجموعة شبان في مقتبل العمر، يرتدون زيّاً موحداً باللون الأسود، وتغطي فوهات بنادقهم قطع من القماش الأحمر لتؤكد أن لا رصاصة ستطلق هدراً. أما العرين، فهو البلدة القديمة في مدينة نابلس، في حين أن الهدف معروف ومحدد ومباشر، وهو الاحتلال الإسرائيلي، بقواته ومستوطنيه.
وقت التأسيس:
لا يوجد وقت محدد يمكن القول بانه شهد تاريخ انطلاق مجموعة عرين الأسود في نابلس ، غير أن التقديرات السياسية تشير إلى آن ظهورها كان أواسط العام الماضي، بالتزامن مع تشكيل "كتيبة جنين"، واغتيال الاحتلال لمؤسسها الشهيد جميل العموري في العاشر من يونيو/ حزيران 2021، وعرفت تلك المجموعة آنذاك بـ"كتيبة نابلس" أسوة بـ"كتيبة جنين".
كتيبة جنين
في نفس الوقت الذي ولدت فيه كتيبة عرين الأسود ولد أيضا ما باتت يعرف بـ"كتيبة جنين"، والتي انطلقت من مخيم جنين شمال الضفة الغربية، نتيجة عدة عوامل يمكن تلخيصها في
1- تداعيات عملية نفق الحرية (هروب 6 أسرى فلسطينيين من سجن جلبوع وإعادة اعتقالهم) في سبتمبر/ أيلول 2021
2- قبلها ما أطلق عليه فلسطينياً اسم "معركة سيف القدس" في مايو/أيار 2021.
كان الإعلان الأول عن ميلاد "كتيبة جنين" مرتبطاً بـ"نفق الحرية"، والاستعداد للدفاع عن الأسرى الفارين من سجون الاحتلال، واحتضانهم في مخيم جنين، لتنفذ في تلك المرحلة عمليات تغطية باتجاه الحواجز الإسرائيلية، والتي سميت بمصطلح "الإرباك"، استعارة من الإرباك الليلي الذي عرفه قطاع غزة ضد الاحتلال الإسرائيلي.
وقد كان إرباك جنين بإطلاق الرصاص على الحواجز الإسرائيلية بالتوازي مع قيام الشبان بإشعال الإطارات.
تقدير موقف:
لا يعرف أحد بالضبط هل كان منفذ العملية الأخيرة في مخيم شعفاط يرتبط بمجموعة عرين الأسود او كتيبة جنين، غير ان ظهور هذه الحركات المسلحة على الساحة ومعها تزايد العمليات الفردية للمقاومة يشير إلى أنها بالفعل تنامت لتصبح ظواهر مقلقة للاحتلال، وهي الظواهر التي عمل على محاربتها عبر عمليات اغتيال وتصفية لعدد من المقاتلين، واقتحامات متكررة رافقها اشتباكات مسلحة، واستشهد خلال عمليات اغتيال أو اشتباكات مسلحة منذ مايو2021 حتى الآن أكثر من 28 شهيداً في جنين، وأكثر من 11 في نابلس، وأدى ذلك إلى نشوء رموز جدد أمام الجيل الفلسطيني الشاب أمثال الشهداء جميل العموري، وإبراهيم الحصري، وإبراهيم النابلسي وغيرهم.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت