بعيداً عن المهن التقليدية للسيدات، اتجهت الفلسطينية ريم سكر لممارسة شغفها في مهنة الأمن، التي تعتبر من المهن الذكورية إلى حدٍ ما، في مدينة غزة.

تقول سكر في لقاء مع وكالة (APA) إن شغفي في العمل بمهنة الأمن بدأت بعد متابعتي لدروس زوجي في كلية العلوم الأمنية عام 2015م، فلاحظت انجذابي الكبير للعمل كسيدة أمن.

وبدأت سكر دراستها في كلية العلوم الأمنية عام 2015م، وتخرجت بعد عامين، لتكون أول سيدة في قطاع غزة تعمل بمهنة الأمن.

وأضافت أنها بدأت بممارسة هذه المهنة منذ خمسة أعوام، حيث لجأت للبحث عن العمل داخل البنوك ومراكز التسوق، إلى أن توجهت لشركة خاصة بالأمن وتم قبولها بالعمل.

وذكرت سكر وهي أم لثلاثة أطفال، أنها واجهت العديد من الصعوبات في بداية عملها، لعدم تقبل المجتمع بعمل السيدات في هذه المهنة، لاعتبارها ذكورية.

واستدركت "لم أشعر للحظة أن مهنة الأمن لا تصلح للسيدات، لوجودهن ضمن عناصر الشرطة النسائية في قطاع غزة، وانتشار عملهن بالأمن خارج القطاع".

وتابعت أنها لا تزال تواجه العديد من التحديات، خاصة أن بعض الرجال يرفضون التعامل مع "سيدة الأمن" ويطالبون باستدعاء "رجل الأمن" للتعامل معه في المواقف التي تتطلب ذلك.

وتعمل سكر داخل أحد مراكز التسوق، برفقة عدد من رجال الأمن، للسيطرة على المواقف التي يتطلب بها تدخل الرجال دون السيدات.

ولفتت إلى أن مهمتها الأساسية الحفاظ على أمن المكان فقط، والتدخل حين تستدعي المواقف لذلك، للسيطرة والضبط.

وترى سكر أن عنصر الأمن من السيدات لا يقل أهمية عن عناصر الرجال في ذات المهنة، لوجود مواقف تتطلب العناصر النسائية.

وأشارت إلى أن مهنة الأمن للسيدة تتطلب منها قوة الشخصية والثقة بالنفس وسرعة البديهة والتصرف والارتجال في مختلف المواقف، لكون الأحداث مختلفة ولا يوجد حدث يشبه الآخر.

ووجهت سكر رسالة إلى السيدات اللاتي يرغبن في امتهان بعض المهن النادرة، باتباع شغفهن طالما لا يخالف الأعراف والدين الإسلامي.

وفي ذات السياق قال هاني النجار مدير شركة G-UNIT للخدمات الأمنية، إن وجود عنصر السيدات في الأمن لا يقل أهمية عن العنصر الرجالي في قطاع غزة.

وتابع النجار، أن الطلبات على عنصر السيدات في الأمن تتزايد بحسب احتياجات الشركات التجارية في غزة، لافتاً إلى أن هذا التطور مرتبط بشكل مباشر مع زيادة المشاريع النسائية في المنطقة.

وعدد أهم الأماكن التي تحتاج إلى عنصر السيدات في الأمن، مثل البنوك ومختلف المؤسسات التجارية والشركات، ومراكز التسوق.

ولفت النجار إلى أن عنصر السيدات من الأمن يتم الاهتمام بهن من خلال دورات خاصة مثل أمن وحماية المؤسسات، والاسعافات الأولية، والدفاع المدني، ومهارات الاتصال والتواصل.

وأكد أن هذه الدورات من شأنها تأهيل السيدات اللاتي يعملن في مهنة الأمن للتعامل مع كافة فئات المجتمع.

وأشار إلى أن اختيار العنصر النسائي للأمن يتم وفقاً للحالة الصحية، والقدرة العالية على ضبط النفس، لكون المهمة الأساسية في هذه المهنة حل الإشكاليات واستيعاب جميع فئات المجتمع، ومختلف المواقف والأحداث.

وذكر النجار أن إقبال النساء تجاه العمل الأمني آخذ بالتزايد، عكس السنوات الماضية التي كان من النادر جداً وجود سيدة تعمل في هذه المهنة بقطاع غزة.

ويرى أن الإقبال على عمل السيدات في مهنة الأمن يعود لتقبل المجتمع الغزي لهذه المهنة، لكثرة الاحتياج لها في ظل التوسع بالمشاريع النسائية.