"تحدي مزدوج" .. المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بين مأزقين !

مختص: حظر الاحتلال لعرين الأسود على "التيك توك" دليل على التنامي السريع للمجموعة

كتب المحلل الإسرائيلي عاموس هرئيل عبر صحيفة "هآرتس" العبرية قائلا : "الإضراب العام الذي أعلنته مجموعة "عرين الأسود" واستجابة مناطق الضفة والقدس له وسط تصاعد في العمليات والمواجهات يُظهر محاولة الانتقال من المظاهرات وعمليات إطلاق النار إلى احتجاج شعبي واسع، وتوسيع ساحة الأحداث. من الضفة الغربية إلى مدينة القدس. ويشكل هذا الاتجاه،  تحديًا مزدوجًا للمؤسسة الأمنية الإسرائيلية التي تقع في مأزقين، الأول أن مزيداً من مواجهة الفلسطينيين ستأجج الأوضاع، والثاني عدم السيطرة وانتقال العمليات إلى داخل المدن الإسرائيلية."
 
وقال هرئيل في مقال له يوم السبت "إننا في خضم سلسلة الأحداث الأكثر كآبة في الضفة الغربية منذ الانتفاضة المصغرة لعمليات الطعن والدهس التي بدأت في خريف عام 2015 وتلاشت في الربيع التالي."
 
وأضاف هرئيل العمليات التي اندلعت في آذار (مارس) الماضي، والتي بدا أنه تم احتواؤها خلال الصيف، اشتعلت من جديد، وعلى الرغم من إصرار الجيش الإسرائيلي على احتواء هذه الظاهرة شمال الضفة، وتحديداً في جنين ونابلس فإنها تنزلق بشكل ملحوظ إلى مناطق أخرى أيضًا.
 
وفي الأيام القليلة الماضية، يبدو أن القدس تشتعل أيضًا، هناك خطر من انزلاق الأحداث إلى الداخل الفلسطيني مرة أخرى، بما في ذلك المواجهات المحتملة في المدن المختلطة.
 
وأشار المحلل إلى أن التوتر في القدس تصاعد منذ مقتل المجندة نوا لازار، من كتيبة الحواجز التابعة للشرطة العسكرية، والتي قتلت في عملية إطلاق نار على حاجز مخيم شعفاط شمال القدس مساء السبت الماضي، ولا زالت قوات الأمن الإسرائيلية تجري عمليات بحث عن منفذ العملية حنى اللحظة وقامت قبل أيام بفرض حصار على مخيم شعفاط في محاولة للوصول إلى المنفذ وفشلت المحاولات، وتم رفع الحصار عن المخيم بعد سلسلة من الاحتجاجات والعصيان المدني داخل المخيم والمواجهات اليومية مع قوات حرس الحدود.
 
نابلس حالة مثيرة للاهتمام، بينما يبدو أن السلطة الفلسطينية تخلت تمامًا عن جهودها للسيطرة على جنين، تخوض معركة احتواء ضد المجموعة المسلحة المعروفة باسم عرين "الأسود"، هؤلاء المقاتلون الشباب، الذين أتوا من قرى حول المدينة واستقروا في البلدة القديمة بنابلس، حققوا نجاحات واكتسبوا مؤيدين. وأعلنوا الثلاثاء الماضي مسؤوليتهم عن مقتل جندي من لواء مشاة جفعاتي، الرقيب ايدو باروخ، بقرب مستوطنة شافي شومرون.
 
من المحتمل أن تركز إسرائيل مزيداً من الجهود الاستخباراتية والعملياتية في نابلس، بالإضافة إلى عمليات الاعتقال شبه الليلية في جنين، والجدل حول ما إذا كانت هذه انتفاضة ثالثة هو جدل ملموس، في الواقع، تقع عمليات إطلاق نار كل يوم، حيث قُتل ثلاثة جنود من الجيش الإسرائيلي ومستوطنة خلال الشهر الماضي واستشهد في الجانب الفلسطيني عشرات الأشخاص. هذه أجندة مختلفة، مكثفة وخطيرة، ومن المحتمل أن تؤثر على تحركات صانعي القرار السياسي، بالتأكيد في ضوء اقتراب موعد الانتخابات.

تأثير (عرين الأسود) بات واضحاً

قال المختص بالشأن الإسرائيلي، مؤمن مقداد، إن تأثير تنظيم (عرين الأسود) على الاحتلال الإسرائيلي بات واضحاً، من خلال تشديد الوضع الأمني في الضفة الغربية، وازدياد وتيرة المواجهات.

وأكد مقداد في حديث مع وكالة (APA) أن الاحتلال الإسرائيلي يدرك مدى خطورة تنظيم (عرين الأسود) على أمنه في الأرض الفلسطينية المحتلة، ما دفعه للضغط على بعض مواقع التواصل الاجتماعي لحظر الحساب الخاص بالتنظيم المذكور.

وذكرت مصادر إعلام عبرية أن "إسرائيل عملت على حظر حساب مجموعة "عرين الأسود" على الشبكة الاجتماعية "تيك توك".

ونوه مقداد إلى أن الاحتلال يعتبر مواقع التواصل الاجتماعي سبب أساسي في تنمية المقاومة الفلسطينية بالضفة والتشجيع عليها، من خلال تصوير المشاهد ونشرها حيث تلاقي تفاعل ودعم من المتابعين.

ونبه أن السبب الأساسي الذي دفع الاحتلال الإسرائيلي لملاحقة الحسابات الاجتماعية لمجموعة عرين الأسود، هو التنامي الواسع بها من خلال زيادة أعداد المنضمين والمشجعين للمجموعة.

وأوضح مقداد أن التطور المتسارع لعرين الأسود أربك الاحتلال الإسرائيلي، خاصة أن عمليات إطلاق النار أصبحت تسبب خسائر بشرية في صفوف الجنود والضباط.

وذكر أن عمليات إطلاق النار في السابق كانت تتم بوتيرة منخفضة، بمعدل مرة واحدة في الشهر أو أكثر من ذلك، على عكس العمليات المتتالية التي نفذتها مجموعة (عرين الأسود) في الفترة السابق بالضفة الغربية.

ويرى مقداد أن تكوين (عرين الأسود) يختلف عن التنظيمات الأخرى، لكونها تشمل أفراد من كافة الفصائل الفلسطينية والأجهزة الأمنية.

واستدرك "فقدان قدرة الاحتلال الإسرائيلي على السيطرة وضبط الوضع الأمني في الضفة الغربية، أرهق المجتمع الداخلي، في ظل قرب الانتخابات الإسرائيلية".

وأشار مقداد إلى أن نجاح العمليات التي تنفذها مجموعة (عرين الأسود) تشجع الشباب الثائر في الضفة الغربية بالانضمام للمقاومة الفلسطينية، أو تنفيذ عمليات فردية، منوهاً إلى زيادة أعداد المنضمين للتنظيم المذكور.

وتطرق إلى تمكن مجموعة "عرين الأسود" من إسقاط طائرة تصوير إسرائيلية يوم أمس في البلدة القديمة بنابلس، مؤكداً أن هذه القدرة ستجعل الاحتلال يفقد أهم أسلحته المعلوماتية وهي "الطائرات المسيرة".

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - عكا للشؤون الاسرائيلية - (APA)