- الاستاذ عبدالرحمن سعيدي برلماني سابق وسياسي
بعد توقيع وثيقة المصالحة الوطنية الفلسطينية بالجزائر يوم 13اكتوبر 2022 أو ما يطلق عليها تسمية اعلان الجزائر تدخل الساحة الفلسطينية إلى السرعة والمسارعة في كسب الرهان قبل أن تثنيها التحديات عن تحقيقه
الرهان هو كسب ثقة الشعب الفلسطيني بالسلوك الوحدوي في مقاومة الاحتلال بكل الاشكال والطرق المتفق عليها والابتعاد قدر الإمكان عن التجاذب السياسي الإقليمي في المنطقة وتأثيراته على القرار الفلسطيني ومن الرهان أيضا أن لا يسقط الاتفاق عند أول منعرج في ظل هذه الظروف الدولية حيث تبرز تجليات نظام عالمي جديد فيه التعددية القطبية حيث لا يمكن أن تعود امريكا اللاعب الوحيد في الساحة الدولية
وقد صرح وزير خارجية الجزائر رمطان لعمامرة مبرزا ابعاد هذا الرهان لما قال " أن الوحدة الفلسطينية إذا استقرت كانت مقدمة للوحدة العربية "
ولا يمكن للدول العربية خاصة من هرولة إلى التطبيع متذرعة لخطواتها المشؤومة بأن الصف الفلسطيني مهلهل وغير موحد ومنقسم
والجزائر في ظل هذه الظروف الصعبة والحبلى بالتقلبات كسبت رهان جمع شمل الصف الفلسطيني ووضع رؤية وخطوات لإنهاء الانقسام الذي دام 17 سنة وتركت الصف الفلسطيني مع نفسه يحدد مخارج من الانقسام بالحوار والمشاورات والتنازلات والتوافقات دون ضغط من الجزائر أو املاء في العديد من الملفات أبرزها الإطار النضالي في مواجهة الاحتلال وعدم نبذ المقاومة كشكل من أشكال مقاومة الاحتلال والدفاع عن الشعب الفلسطيني وحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية
وتمثيل الشعب الفلسطيني بمؤسسات منتخبة فيها كل الأطراف والفصائل الفلسطينية دون إقصاء واستثناء في اقرب الاجال وما يميز الوثيقة أن البعد الزمني تم الاتفاق عليه وقد صرح احمد العزام ممثلا عن حركة فتح في حفل التوقيع بحضور كل الفصائل الفلسطينية والرئيس الجمهورية تبون ومختلف ممثلي المؤسسات الرسمية الجزائرية وممثلي الشعب في المؤسسات التشريعية والمجتمع السياسي الجزائري والمجتمع المدني وكل وسائل الإعلام الجزائرية والأجنبية
" أن يطمئن الجميع من في القاعة وخارجها أن حركة فتح تلتزم بالاتفاق وهي أول من يبدأ بتنفيذه " وشدد على ذلك وهو التزام مبروم بالتحدي
ومن جهته أكد زعيم حماس " أن هذا اليوم هو يوم الافراح وفي الجهة الأخرى هناك يوم الاحزان ويقصد الكيان الصهيوني "
فلا يمكن أن ينقلب الرهان على الافراح ينقلب بالاستسلام للتحديات اياما للاحزان
أما التحديات فهي عمليات التجاذب السياسي الإقليمي القائمة في الشرق الأوسط التي تعمل على منع تحقيق الاتفاق بجملة من المعوقات من خلال بعثرة القرار والجهد الفلسطيني
وهناك كذلك التنسيق الأمني ويعتبر من أبرز التحديات يجب على السلطة الفلسطينية أن تضعه في حجمه الحقيقي ولا يكون هذا التنسيق الأمني على حساب المقاومة الشعبية التي تتزايد وترتفع في الضفة الغربية
وتيرتها
وهناك مشاريع شق الصف الفلسطيني من خلال مشاريع مفاوضات غير متكافئة
واذا تم تنفيذ الوثيقة الفلسطينية للمصالحة فذلك سيعزز موقف التفاوضي أمام الجانب الصهيوني ومن يحالفونهم
هناك الكثير من العواصم العربية سكتت ولم تعبر عن موقفها أو دعمها للجهود في لم شمل الفصائل الفلسطينية وننتظر موقفها في القمة العربية القادمة بالجزائر يوم 1و2 نوفمبر عندما تضع الجزائر ودولة فلسطين الوثيقة الفلسطينية على طاولة القادة العرب وتتشكل لها لجنة متابعة التنفيذ خاصة برئاسة الجزائر و هناك آجال يجب أن تحترم وتنفذ فيها
هل الفصائل عازمون على كسب رهانهم وتجاوز التحديات هذا ما تخبرنا عنه الأيام القادمة
الاستاذ سعيدي عبدالرحمن برلماني سابق وسياسي
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت