"الشاباك" من أن إرهاب المستوطنين
مسؤول أمني: العمليات العسكرية بالضفة ستستمر حتى الانتخابات
كشف موقع صحيفة "يسرائيل هيوم" عن لقاء عقد في مستوطنة "إفرات" إحدى مستوطنات غوش عتصيون ما بين بيت لحم والخليل، بين شخصيات محلية فلسطينية، وقادة المستوطنة والمستوطنات المحيطة بها، بحضور وزير الجيش الإسرائيلي بيني غانتس.
وبحسب الموقع، فإن اللقاء عقد بمناسبة "عيد العرش"، ومنذ 8 سنوات يتم استضافة شخصيات محلية فلسطينية في هذه اللقاءات.
وقال غانتس أمام الحضور: "في الأوقات الصعبة والواقع الأمني والسياسي الصعب، يسعدني أن أحضر مثل هذا الاحتفال (..) التحدي الأمني الماثل أمامنا لن يختفي وأصبح جزء من حياتنا، وفي المقابل نتوق إلى السلام في المستقبل وهذا هو مفتاح العيش بيننا".
ورأى غانتس في الحوار والاعتراف المتبادل بأنه سيكون مفتاحًا لخفض التوتر وتقوية الجسور والاستمتاع بالأمن، مشددًا على ضرورة السعي من أجل السلام إلى جانب الحفاظ على الأمن كأمر بالغ الأهمية.
وتحدثت العديد من الشخصيات المحلية الفلسطينية منهم رجال أعمال ورؤساء مجالس محلية لقرى خلال نفس اللقاء.حسب ترجمة موقع صحيفة "القدس" الفلسطينية.
في هذه الأثناء، حذر جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) من أن إرهاب المستوطنين واعتداءاتهم المتواصلة على الفلسطينيين من شأنه تصعيد الوضع الأمني في الضفة الغربية، لكن مصدرا أمنيا إسرائيليا رفيعا قال إن حالة "التأهب" المرتفعة في صفوف القوات الإسرائيلية، المتمثلة بعمليات عسكرية وحملات اعتقال في المدن والقرى الفلسطينية والتي سقط خلالها عدد كبير من الشهداء، ستستمر إلى ما بعد انتخابات الكنيست، مطلع الشهر المقبل.
وفرض الاحتلال الإسرائيلي إغلاقا على الضفة الغربية يستمر حتى فجر بعد غد، الثلاثاء، بادعاء عيد العرش اليهودي. ونقل موقع " يسرائيل هيوم "، عن المصدر الأمني تقديره أن رفع الإغلاق سيؤدي إلى "تراجع معين في احتمالات اشتعال الوضع الميداني". إلا أن المصدر أضاف أن حالة تأهب قوات الاحتلال في الضفة ستستمر إلى ما بعد انتخابات الكنيست.
وعزا المصدر استمرار تأهب قوات الاحتلال إلى "حجم الإنذارات المرتفع" لتنفيذ فلسطينيين عمليات مسلحة. كذلك حذر المصدر من إرهاب المستوطنين ضد الفلسطينيين، الذي وصفه بـ"عمليات انتقامية"، وقال إنها قد تؤدي إلى تصعيد.
وذكرت الإذاعة العامة الإسرائيلية "كان"، اليوم، مسؤولين أمنيين وبضمنهم مسؤولين في الشاباك، التقوا مؤخرا مع حاخامات في الصهيونية الدينية وأشخاص مؤثرين في المستوطنات، وطلبوا منهم العمل من أجل وقف اعتداءات المستوطنين، التي وصفوها بأنها "عمليات انتقامية"، ضد الفلسطينيين وحذروا من أن إرهاب المستوطنين يصعّد الوضع الأمني، "ويمس بجهود قوات الأمن في إحباط الإرهاب".
وأضافت "كان" أن مسؤولين في الشاباك التقوا، يوم الأربعاء الماضي، مع الحاخام حاييم دروكمان، وهو أحد أبرز حاخامات المستوطنين، وأن هذا الحاخام توجه إلى حاخامات المعاهد الدينية وطلب منهم العمل من أجل اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين في القرى القريبة من المستوطنات. ونقلت "كان عن مصادر أمنية قولها إنها "راضية" من استجابة الحاخامات لطلبهم.
إلا أنه في الواقع لم يتغير شيئا في هذا السياق، إذا يتواصل إرهاب المستوطنين، حيث اعتدى مستوطنون، فجر اليوم، على مدرسة عوريف الثانوية للبنين، جنوب نابلس. ونقلت وكالة "وفا" عن مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة ،غسان دغلس، تأكيده على أن مستوطني "يتسهار" اقتحموا قرية عوريف فجرا، واحرقوا غرفة الإدارة فيها وحطموا زجاج عدد من النوافذ.
وتخضع مدينة نابلس وبلداتها وقراها لحصار مشدد من قبل قوات الاحتلال، كما كثف المستوطنون من هجماتهم واعتداءاتهم على المواطنين وممتلكاتهم ومنازلهم، وأحرقوا متنزها ومركبات وبركسات ودمروا عشرات المحال التجارية والمنازل، كما هاجموا المركبات على الطرق المحيطة في نابلس والتي تربطها بعدة محافظات، وذلك بحماية قوات الاحتلال.
وأضاف دغلس أن مستوطنين اقتلعوا 120 شتلة زيتون في بلدة قبلان جنوب نابلس، أمس، تعود ملكيتها للمواطن حربي كمال. كذلك أعاد مستوطنون وضع كرفان في أرض زراعية في بلدة تقوع جنوب شرق بيت لحم، تعود للمواطن أحمد صلاحات في منطقة "قنان دقير" وتقدر مساحتها بـ150 دونما.
وبحسب موقع صحيفة "هآرتس" الإلكتروني، عبر مسؤولون سياسيون وأمنيون إسرائيليون، في نهاية الأسبوع الماضي، عن "تفاؤل حذر" حيال الوضع الأمني في الضفة الغربية ومنطقة القدس المحتلة. ونقل عن مصدر أمني قوله إنه "لوحظ في الأيام الأخيرة تراجعا كبيرا في حجم محاولات استهداف (مستوطنين) إسرائيليين".
واعتبرت مصادر أمنية إسرائيلية، حسب الصحيفة، أنه لا توجد في هذه المرحلة مؤشرات على انتفال المواجهات من نابلس وجنين إلى مناطق أخرى في الضفة، لكن "هناك قلق حيال تصاعد وتيرة استهداف المستوطنين للفلسطينيين على خلفية قومية".
وقدم مسؤولون كبار في جهاز الأمن الإسرائيلي تقارير بهذه الروح خلال مداولات عقدها رئيس الحكومة الإسرائيلية، بائير لبيد، أول من أمس. ويوم الخميس الماضي، أوعز لبيد بتعزيز قوات الاحتلال في منطقة القدس، حيث جرى نقل أربع سرايا من قوات الاحتياط التابعة لحرس الحدود.