يقف التاجر هاني النادي داخل مزرعته والحسرة تملأ عيناه بعد خلوها من "الحمير" عقب قرار الاحتلال منع توريدها إلى قطاع غزة، لأسباب وحجج واهية.
يقول النادي الذي يعمل في تجارة المواشي والحمير منذ أكثر من 15 عاماً في لقاء مع وكالة (APA) إن قرار منع توريد الحمير من الضفة الغربية إلى قطاع غزة بدأ منذ أكثر من خمسة أشهر، دون أي أسباب واضحة أو أدلة على أرض الواقع.
وتكاد مزرعة نادي التي تقع في بيت حانون شمال قطاع غزة تخلو تماماً من الحمير، بالرغم من كثرة الطلب عليهم من قبل الزبائن، إلا أن وقف توريدهم أوقف ربح تجار المواشي.
وأوضح النادي (40 عاماً) أنه قام خلال الفترة الأخيرة بشراء 50 حماراً لبيعهم في غزة من الضفة الغربية، إلا أن الاحتلال الإسرائيلي عطل هذه العملية وتسبب بخسائر فادحة له.
وأضاف "عندما سألت عن سبب المنع، أجابني أحد الجنود الإسرائيليين بادعاء منظمة إسرائيلية أن الأشخاص في قطاع غزة يعذبون الحمير بطرق وحشية، أو يصدرونهم إلى الدول المجاورة لاستخدامهم في صناعات متعددة مثل مستحضرات التجميل".
وتابع النادي أن حقوقية إسرائيلية من منظمة تُعنى بحماية الحيوانات تواصلت معي بشكل شخصي لإلقاء التهم على تجار المواشي في قطاع غزة، إلا أنهم أنكروا بشدة تلك الادعاءات، وأهمها عدم تصدير الحمير من غزة إلى الدول المجاورة عن طريق الأنفاق.
وعدد استخدامات الحمير في قطاع غزة بالنسبة للمزارعين، والتي أهمها استخدامها بشكل أساسي للتنقل من وإلى الأراضي الزراعية، ونقل المحاصيل على "الكارة" التي تعد أقل تكلفة من غيرها.
واستدرك النادي "مئات المزارعين يعتمدون على الحمير بشكل أساسي في أعمالهم الزراعية، إلى جانب استخدام عدد كبير من الباعة لكارة الحمار لبيع مختلف أصناف الفاكهة والخضروات عليها".
ونوه إلى سوء الأوضاع الاقتصادية التي يعيشها بعد قرار الاحتلال الإسرائيلي بمنع توريد الحمير إلى قطاع غزة، حيث أصبح بلا عمل، لافتاً إلى أنه يعيل أسرته المكونة من 9 أفراد.
وأوضح النادي أن عدد الحمير المتوفر حالياً في قطاع غزة قليل، مشيراً إلى ارتفاع أسعارها بشكل يرهق الزبائن، حيث أصبح سعر الحمار الواحد أكثر من 2000 شيكل، بعد أن كان لا يتجاوز 700 شيكل.
ولفت إلى أنه استورد قبل عشرة أيام الدفعة الأخيرة من الحمير البالغ عددها ٣٠ تم بيعها في السوق المحلية التي تحتاج إلى أعداد متزايدة منها لاستخدامها في العمل والتنقل خاصة من المزارعين والباعة.
وتابع النادي أنه استورد خلال العام الحالي أكثر من 500 حمار في حين بلغ مجموع ما استورده العام الماضي 700 حمار.
وأكد أن نسبة كبيرة من الأشخاص يعتمدون بشكل كامل على الحمير في استخداماتهم اليومية المختلفة، بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية بقطاع غزة.
ونبه النادي إلى أن بدائل استخدام الحمير في النقل تُرهق فئة كبيرة من الأشخاص، الذين لا يستطيعون شراء مركبة "توك توك" أو وسيلة تنقل أخرى ذات تكلفة مرتفعة، مشيراً إلى ارتفاع أسعار البنزين والسولار في قطاع غزة، مقارنة بتكلفة الحمار.
وفي سياق متصل، يقول محمد علي أحد الزبائن الذي لم يجد طلبه في مزرعة الحمير، إنه يبحث عن حمار لشرائه، لكن شح توفره وارتفاع سعره لم تمكنه من الشراء.
وأوضح أنه يستخدم الحمار كوسيلة للتنقل، ولبيع الخضار والفاكهة عليه في مختلف الأماكن، لكونه غير مكلف.
وذكر أنه لا يستطيع شراء وسيلة نقل أخرى، لتكاليفها المرتفعة واحتياجها للطاقة من خلال السولار أو البنزين، لافتاً إلى أن تكلفة طعام الحمار لا تتجاوز 5 شيكل يومياً.
ولفت إلى أن أبسط وسائل التنقل الأخرى تعتبر تكلفتها مرتفعة بالمقارنة مع الدخل اليومي الذي لا يتجاوز 20 شيكل، منوهاً إلى أن مركبة "توك توك" تحتاج إلى سولار بقيمة 20 شيكل في اليوم.
ومنعت سلطات الاحتلال توريد الحمير إلى محافظات غزة بعد تحريض مارسته منظمة إسرائيلية تعنى بحماية الحيوانات.