نظمت الحملة الأكاديمية الدولية لمناهضة الاحتلال والأبارتهايد يوم الأحد الموافق ١٦ تشرين أول، ندوة عبر تقنية زووم بعنوان:_ " تجارب دولية في مناهضة الأبارتهايد".

شارك فيها نخبة من المناصرين للقضية الفلسطينية من دول عربية وأجنبية، وحضرها جمهور كبير من الباحثين والأكاديميين والمتضامنين من الدول العربية والأجنبية، وفي بداية الندوة رحب الدكتور رمزي عودة، الأمين العام للحملة الأكاديمية الدولية مؤكدا أن "هذه الندوة تاتي ضمن سلسلة من اللقاءات والأنشطة المتعددة التي تعقدها الحملة في إطار نشر الوعي وتسليط الضوء على انتهاكات وجرائم الإحتلال الإسرائيلي التي توصف انها جرائم فصل العنصري يطبقها هذا الإحتلال على شعبنا الفلسطيني" ،  وثمن الأمين العام للحملة الأكاديمية الحضور والمتحدثين معتبرا أن ذلك يعد بمثابة تظاهرة أكاديمية الكترونية لرفض الإحتلال ومقاطعته أكاديميا  .

 وتضمنت الندوة أوراق عمل مقدمة من كل من: البروفيسور جون ضبيط رئيس المجلس الفلسطيني في الولايات المتحدة، ود. جابرييل سيفينيان، البروفسور في جامعة بيونس آيرس في الأرجنتين،و كريس ماتلاهاكو، عضو الحزب الشيوعي في جنوب أفريقيا، وعضو المؤتمر الوطني الأفريقي، والمنسق الوطني لمبادرة السلام في جنوب أفريقيا،. ود. كولن كوبر، وهو ناشط سياسي اسكتلندي من أجل القضية الفلسطينية، والدكتورة إلهام الشمالي متخصصة في الأبرتهايد الصهيوني، والدكتور ماهر عامر مدير عام المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان في منظمة التحرير الفلسطينية.

هذا وقد أكد البروفسور ضبيط على أهمية عمل المجلس الفلسطيني الأمريكي في إطار الضغط على الولايات المتحدة الأمريكية وإدارتها بعدم الانحياز للاحتلال الاسرائيلي على حساب الحقوق الوطنية المشروعه موضحا أن هناك الكثير من الأفعال قام بها المجلس وضعت حدا للانحياز الأمريكي في الإدارات السابقة واعتبر البروفسور ضبيط انه يحب علينا أن نفعل كافة الأدوات النضالية بما فيها الدبلوماسية الأكاديمية .

وخلال مداخلته اكد الدكتور جبرئيل سيفينيان على إدانتة لسياسات الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني ومصادرة حقوقه الأساسية، لاسيما تلك المتعلقة بالفصل العنصري الذي تعرضت له عدد واسع من امريكا اللاتينية وقاومت وناضلت من اجل انهاءه ، وأكد أنه "ومن خلال دوره في اكاديمية ادوارد سعيد والجامعة الوطنية يوضح تماما لكافة الطلبة الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني" معبرا عن" ضرورة استخدام سلاح المقاطعة الأكاديمية والعمل الخاص برفع حالة الوعي ومحاصرة كافة أنشطة وبرامج العدو الصهيوني في الخارج وفضح جرائمه التي حسب تجارب دول أمريكا اللاتينية ترقى لمستوى جرائم حرب وابرتهايد بالكامل   . "

فيما تحدث الأستاذ كريس ماتلهاكو الأمين العام لجمعية أصدقاء كوبا والتضامن مع فلسطين من جنوب أفريقيا عن تجربة جنوب افريقيا في مواجهة الابرتهايد وما تعرض له الشعب هناك من جرائم متعددة وما تعرض له هو شخصيا من اعتقال دام أكثر من 3 سنوات وجد داخل السجون والمعتقلات انتهاكات تخالف القوانين والتشريعات الدولية ومبادئ حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني واكد كريس على "ضرورة  تبادل الخبرات الدولية في  مقاومة الأبرتهايد الإسرائيلي من أجل خلق شبكة دولية قادرة على فضح انتهاكات الاحتلال وتجريمه دولياً."

واستهل الدكتور كولن كوبر الناشط والمتضامن الطبيب الاسكتلندي مع الشعب الفلسطيني كلماته انه "يأسف على أن الإحتلال الإسرائيلي والابرتهايد كان بدايته من بريطانيا التي اوعزت ووعدت من خلال ارثر بلفور بضرورة احتلال فلسطين ومنحت من لا يستحق وطنا على حساب الإنسان والأرض الفلسطيني ، فيما أكد كوبر ان "التاريخ لن يغفل ولن يرحم ذلك وانهم يشعرون ان من مارس ويمارس الابرتهايد لديهم هو من منح  الإحتلال الإسرائيلي ذلك الحق الغير مشروع"،  واعتبر أنه يجب ان" نؤكد على ضرورة تجسيد حل الدولتين وذلك لاعتبار أن الدولة الواحدة حتى اللحظة غير ممكن في ظل تصاعد عمليات القتل اليومي والتمييز العنصري ضد الشعب الفلسطيني" ، كما تحدث عن شعوره بالألم جراء الخوف الذي ينتاب الفلسطينين في بريطانيا من الحديث عن وطنهم وارضهم وقضيتهم خشية حرمانهم من العودة مرة أخرى لها من قبل السلطات الحاكمة .

بدورها أكدت الدكتورة الهام شمالي المتخصصة في تاريخ الحركة الصهيونية والصراع العربي الإسرائيلي ان "وتيرة التصعيد والعنف والانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة والمتسارعة تؤكد أن هذه الدولة ذاهبة إلى تعميق الفصل العنصري وهذا ما أكدته مواقف دولية وأكاديمية وتقارير دولية وبالتالي من الضرورة مشاركة كل هذه  التقارير الدولية التي وصفت ادق وصف لهذا الإحتلال انه احتلال عنصري وتوضيحها للعالم اجمع ."

وبدأ الدكتور ماهر عامر الأكاديمي و مدير عام مكتب الدفاع عن الأرض والاستيطان في منظمة التحرير الفلسطينية مداخلته بالتأكيد على ما تحدث به المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة دوغارد حول الانتهاكات الاسرائيلية للقانون الدولي من خلال ثلاث انتهاكات هي الإحتلال والاستعمار والابرتهايد موضحا بذلك انه في ظل هذه المعادلة الثلاثية الذي يطبقها الإحتلال الإسرائيلي يريد أن يشن حملته لإنهاء الكيانية الفلسطينية والوجود الفلسطيني على الأرض الذي يحاول شعبها تثبيت وجوده وحقوقه ، بدوره اوضح د.ماهر عامر ان "المطلوب فلسطينيا محليا وعربيا وعالميا وهذا يتم من خلال تجسيد عناصر الوحده الداخلية عبر الوحدة الوطنية وهذا يؤسس إلى تفعيل المقاومة الشعبية وهذا يقود إلى انتفاضة شعبية من الممكن أن نستفيد من خلالها تجربة جنوب أفريقيا وبالتوازي مع هذا المسار يجب مباشرة الانضمام للمنظمات الدولية ومن خلالها السعي الدائم لمقاضاة إسرائيل عبر محكمة الجنايات الدولية والعمل على تثبيت الحقوق والمكانة الدولية لفلسطين وفق ما أقرتها قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة وهذا يساعدنا في تفعيل القرارات والقوانين الدولية المتعلقة بتجريم الابرتهايد ومع هذا وذاك اكد د.ماهر عامر ضرورة استخدام سلاح المقاطعة في كافة المجالات واليوم نحن أمام لقاء يعزز ذلك دون هذه الثلاثية النضالية لا يمكن القضاء على ثلاثية الإحتلال والاستعمار والابرتهايد. "
   
وبعد عرض مداخلات المتحدثين تم فتح الباب أمام الحضور والذين عبروا عن أهمية عقد وتنظيم هذه اللقاءات لرفع مستوى التضامن مع الشعب الفلسطيني ورفع حالة الوعي امام الشعوب العربية والاجنبية وأكدوا من خلال استفساراتهم على تفعيل دور الحملة الأكاديمية في إطار مواجهة الابرتهايد.   

وفي الختام أطلقت الحملة الأكاديمية اعلان القدس والذي عبرت من خلال الزملاء  الدكتور علاء حمودة منسق الحملة الأكاديمية الدولية لمناهضة الاحتلال والابرتهايد في قطاع غزة  والسيدة هبة بيضون عضو الحملة الأكاديمية الدولية الدعوة الى ضرورة  قيام كافة الأكاديميين والمتضامنين الدوليين بالتحرك السريع تضامناً مع الشعب الفلسطيني، ومنعاً للتوغل الإسرائيلي في المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية ونصرة للقدس، وذلك من خلال مقاطعة دولة الاحتلال أكاديمياً وتبادل المعرفة المتعلقة بمقاومة سياسات الاحتلال والأبرتهايد الإسرائيلي، بهدف إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس تحت راية منظمة التحرير الفلسطينية رمز الكيانية الفلسطينية  .