قدم القس البروفيسور متري الراهب مؤسس ورئيس جامعة دار الكلمة، وضمن سلسة ندوات تاريخ وآثار فلسطين والمنظمة من قبل مؤسسة محمود درويش ندوة فكرية بعنوان "مداخل جديدة في اللاهوت الفلسطيني"، وقد شارك فيها عدد من الشخصيات الدينية والوطنية والاعتبارية والرسمية.
وفي مستهل الندوة الفكرية رحب الدكتور إيهاب بسيسو نائب رئيس جامعة دار الكلمة للاتصال والعلاقات الدولية بالحضور وبالقس البروفيسور متري الراهب مؤسس ورئيس جامعة دار الكلمة معبراً عن اعتزازه بشخص القس البروفيسور متري الراهب، وأكد على أهمية قراءة اللاهوت الفلسطيني المعاصر كمكون رئيسي من مكونات الهوية الوطنية الفلسطينية، مشيداً بالدور الفكري الذي ساهم من خلاله القس البروفيسور متري الراهب، وجهوده الأكاديمية والفكرية في ترسيخ مفهوم اللاهوت كحركة فكرية مسيحية ضرورية كمواكبة التطورات السياسية في المنطقة والتفاعل الثقافي الخلاق مع مختلف جوانب المشهد السياسي والثقافي والاجتماعي لصون التعددية الفكرية للمجتمع الفلسطيني والعربي على حد سواء.
وقد تطرق القس البروفيسور متري الراهب في محاضرته الى تطور اللاهوت الفلسطيني، في المئة سنة الاخيرة، كجزء أصيل ومرادف للحراك الفكري الفلسطيني، مبيناً محطات هامة في تبلور هذا اللاهوت منذ انتفاضة 1936 ومروراً بالنكبة والنكسة وتبلور هذا اللاهوت في سياق الانتفاضة الأولى، ومن جهة اخرى قدم القس البروفيسور متري الراهب الملامح الرئيسية للاهون الفلسطيني، كجزء من لاهوت التحرر العالمي واللاهوت السياقي ولاهوت ما بعد الاستعمار .
وفي الختام قدم القس البروفيسور متري الراهب لمحات موجزة عن اللاهوت الذي طوره في كتابه "الايمان في مواجهة بطش الاحتلال: الكتاب المقدس بعيون فلسطينية"، واختتم محاضرته قائلاً: "أشكر مؤسسة محمود درويش على اقامة هذه الندوة الفكرية والاهتمام بتسليط الضوء على اللاهوت الفلسطيني، وتقديمه للمجتمع الفلسطيني، كجزء لا يتجزء من الحراك الفكري والفلسفي الفلسطيني".
وقد حاور الدكتور إيهاب بسيسو القس البروفيسور متري الراهب مشيراً الى أهمية تنظيم محاضرات حول اللاهوت الفلسطيني لتعزيز التاريخ والهوية الوطنية لدى الأجيال الفلسطينية، حيث دار حوار فعال وثري اتسم بالحيوية والتفاعل الإيجابي والاستفسارات الثرية.
ومن الجدير بالذكر أن القس البروفيسور الراهب مفكر، كاتب لاهوتي فلسطيني، مؤسس ورئيس جامعة دار الكلمة، ومُؤلِّف لما يزيد عن عشرات الكتب والمقالات الأكاديمية والفكرية، صدر منها العديد من المؤلفات في الولايات المتحدة الأمريكية، وبيع منها عشرات الآلاف وترجمت إلى العديد من اللغات.
حيث حصل القس البروفيسور الراهب على درجة الدكتوراه الفخرية الاولى من جامعة كونكورديا في شيكاغو في عام ٢٠٠٣، وأيضاً حصل على درجة الدكتوراه الفخرية الثانية في اللاهوت مع مرتبة الشرف من معهد فارتبورغ في ولاية آيوا في الولايات المتحد الأمريكية في عام 2022، كما ونال شهادة الدكتوراة في اللاهوت في تاريخ كنيسة فلسطين من جامعة ماربورغ في المانيا عام ١٩٨٨، وقد أنهى دراسات ما بعد الدكتوراة في الولايات المتحدة الامريكية عام ١٩٩٥.