انطلقت اعمال الورشة الختامية للبدء بتشغيل محطة خلط مياه وادي القلط من مياه الآبار والمياه المعالجة من محطة التنقية في محافظة اريحا والاغوار والتي ستسهم في توفير كميات مياه اضافيىة لري الاراضي الزراعية بالاغوار.

وذلك ضمن مشروع "نظام متوسطي متكامل لتزويد المياه MEDISS"، المنفذ من برنامج التعاون عبر الحدود في منطقة حوض المتوسط والممول من الاتحاد الأوروبي تحت إدارة محافظة سردينيا الايطالية.
وبحضور ايطالي وغياب قسري لاعضاء الوفدين الشريكين بالمشروع من الاردن وتونس الشقيقتيتن بسبب المماطلة من قبل سلطات الاحتلال بالسماح لهما بدخول فلسطين.

وقال جهاد ابو العسل محافظ اريحا والاغوار في كلمة الافتتاح ان "اريحا والاغوار كانت سلة فلسطين الغذائية وعلى حوض مائي جوفى كبير الى جانب كونها مشاطئة للبحر الميت وان الاحتلال الاسرائيلي وسرقته للمياه الجوفية وسيطرته على ثروات البحر الميت "مليار" دولار العائد السنوي من ثرواته, واعلانه مناطق واسعة من اراضي اريحا والاغوار مناطق عسكرية وقيامه بالاستيطان والاستغلال الاقتصادي يقف عائقا كبيرا امام التنمية وزيادة المساحات الخضراء في اريحا والاغوار الفلسطينية واضاف فالفلسطيني دوما يبحث عن وسائل الصمود والمقاومة والبحث عن البدائل لتعزيز الصمود وافشال مخططات الاحتلال للتهجير القسري للمزارعين وسكان المنطقة."

واشاد ابو العسل بالمشروع  والذي سيستفيد منه المزارع في اريحا والاغوار ويتغلب على مشكلة نقص المياه اللازمة لزراعته ويحسن من المنتوج مثمنا كل جهد دولي من الاصدقاء في ايطاليااو الاتحاد الاوروبي والاشقاء العرب من تونس والاردن والذين تعمدت سلطات الاحتلال عدم اصدار التصاريحة اللازمة لهم.

وقال مدير مشروع MEDISS في فلسطين ورئيس جمعية مهندسي الصرف الصحي منذر هند، إن فلسطين اختيرت لتكون ضمن المشروع بعد اجتياز الدراسة والمقترح الفلسطيني المتعلق بالمياه، موضحًا أن المشروع تضمن أيضًا محطة لتحلية المياه المعالجة مشبوكة على محطة الطاقة الشمسية بمدينة العقبة في الأردن، ومحطة استخراج الأمونيا من مخلفات الحيوان لتستخدم كسماد في بلدة "اربوريا" بجزيرة سردينيا الإيطالية، ومحطة تنقية مياه الصرف الصحي ودراسة لأثر استخدام هذه المياه على مواصفات التربة بمدينة قابس في تونس.

وأشار هند إلى أن المشروع هدف إلى المساهمة في ديمومة توافر المياه في مناطق البحر الأبيض المتوسط ومقاومة شح المياه والتغيير المناخي.ووبين ان المحطة الضخ المقامة باريحا تمتد خطوطها 3 كيلو متر بانابيب قوة ضخ 12 انش, وسيتم الاستفادة من المياه التي تضيع هدرا بالوديان والمياه المالحة والمعالجة وخلطها.  

وثمن هند دور المحافظة والبلدية ومكتب رئاسة الوزراء الفلسطينية للمتابعة وتقديم الدعم والتعاون الممكن.

وقال منسق المشروع بمحافظة أريحا والأغوار المهندس معتز الحروب، ان المحطة ذات جدوى اقتصادية ونفعية للمزاعرين والمستفيدين من المشروع ، وأوضح الحروب أن أهمية المشروع تكمن كذلك في تبادل الزيارات الميدانية والاطلاع على الخبرات والتجارب بين الدول المشاركة والمراكز البحثية فيها، الى جانب توثيق وجمع بيانات ومعلومات قبل وبعد تنفيذ المحطات المقرة في دول المشروع ليتم تحليلها وتقييم الأثر والتغيير الذي أحدثه المشروع على كمية ونوعية المياه والتربة. واضاف استمر تنفيذ 36 شهرا وان التاخير حدث بسبب جائحة كورونا وتكلفته بلغت 2.5 مليون يورو.

وبين د.اسماعيل ادعيق وزير الزراعة الاسبق واحد المستفيدين من المشروع، ان عملية خلط مياه المجاري المعالجة مع مياه الوديان والمياه المالحة الى جانب انها توفر كميات مياه اضافية فانها تعتبر مياه ذات قيمة غذائية للنبات "مسمدة" تسهم في تحسين نوعية وكمية الانتاج. وان اسعار المياه المباعة لهم من المحطة اقل تكلفة. وان 30% من مزارع النخيل في اريخا والاغوار تستفيد من المشروع منوها ان حجم الاراضي المزروعة بالنخيل الاستثماري 17 الف دونم.

وقدمت عدة مداخلات فنية وهندسية من قبل المهندسين والفنيين المشاركين بالمشروع من قبل ايطاليا وفلسطين والاردن وتونس.

واجمع القائمون على المشروع أنه سيسهم على المدى الطويل، في الحد من الضغط على المياه العذبة، وتقليل تكاليف إمدادات المياه. في الوقت نفسه، سيؤدي ارتفاع الإنتاجية وتنويع المحاصيل إلى زيادة الأمن الغذائي والدخل للمزارعين. وسيتم تمكين المجتمعات والمؤسسات المحلية، مما يسهم في تغيير السلوك عند استخدام المياه غير التقليدية وأيضا في التنمية المستدامة بيئيا واقتصاديا.

وحضر الورشة ماريا انتوينتي عن ايطاليا وعدد من الخبراء الطليان. وممثلين عن وكالة الانماء اليابانية "جايكا" , ويسرا السويطي نائب محافظ اريحا, وليلى عورتاني عن مكتب رئاسة الوزراء, وعبدالكريم سدر رئيس بلدية اريحا وتيسير حميدة رئيس غرفة تجارة اريحا واشرف بركات عن وزارة الزراعة الفلسطينية.