أفادت تقارير عبرية بأن الشرطة الإسرائيلية اعتقلت، يوم الخميس، جنديا (20 عاما) من مستوطنة "إيتمار"، بشبهة مشاركته في مهاجمة عشرات المستوطنين لقوات الجيش الإسرائيلي في منطقة بلدة حوارة في منطقة نابلس في الضفة الغربية، الليلة الماضية، ما أسفر عن إصابة قائد كتيبة في سلااح المظليين وثلاثة جنود آخرين.
وادعى جيش الاحتلال الإسرائيلي أن قوة بقيادة قائد الكتيبة 202 في سلاح المظليين، حضرت إلى منطقة حوارة لتفريق عشرات المستوطنين الذين سعوا إلى الاعتداء على فلسطينيين، بإلقاء الحجارة على سياراتهم.
وتابع جيش الاحتلال أنه بعد إصابة الضابط وجندي، رشّ مستوطنون جنديين آخرين بالغاز مدخل مستوطنة "تبواح" القريبة من حوارة. كذلك أشارت شرطة الاحتلال إلى أن مستوطنين رشوا غاز الفلفل باتجاه جنود حاولوا اعتقال أحد المستوطنين وهربوا من المكان. وطاردهم الجنود واعتقلوا أحد المستوطنين وتبين أنه جندي في جيش الاحتلال.
وتوالت صباح اليوم ردود الفعل في إسرائيل المنددة بهجوم المستوطنين على القوة العسكرية، من دون التطرق إلى أن المستوطنين نفذوا اعتداءات ضد الفلسطينيين. وتمتنع إسرائيل عن وصف اعتداءات غلاة المستوطنين بأنها إرهاب.
وفي هذا السياق، اعتبر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، أن هجوم المستوطنين على قوات الاحتلال "أعمال زعرنة لا تحتمل وتستوجب معالجة فورية"، وأنه "ليس معقولا أن يهاجم مستوطنون جنودا في الجيش الإسرائيلي الذين يدافعون (عن المستوطنات والمستوطنين) بحزم وإخلاص".
وزعم وزير الجيش الإسرائيلي، بيني غانتس، أن هؤلاء المستوطنين "لا يمثلون الاستيطان ويستهدفون القدرة على توفير الأمن لمواطني إسرائيل وسكان المنطقة". كذلك ادعى رئيس الحكومة الإسرائيلية، يائير لابيد، أن هؤلاء المستوطنين هم "زعران خطيرون وينبغي التنديد بهم واستنفاد القانون ضدهم دون تردد وبشدة".
إلا أن ردود الفعل هذه لا تتعدى كونها مقولات جوفاء، يكررها السياسيون الإسرائيليون بعد كل هجوم للمستوطنين ضد قوات الاحتلال، ومن دون تنفيذ أي خطوات ضد المستوطنين وهو ما يعتبر احتضان لهم.
وحول ذلك، كرر وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي، عومير بار ليف، موقفه من مستوطنين كهؤلاء، وقال إن "الكلام المعسول لن يغير الحقيقة بأن العنف الذي مارسته هذه الليلة عصابات المشاغبين المستوطنين تجاه جنود الجيش الإسرائيلي والفلسطينيين في منطقة حوارة وتبواح هو عمليا إرهاب بكل معنى الكلمة، وسيستنفد القانون ضدهم". وأضاف أن "هذا ليس إنكارا للجميل من جانب المشاغبين تجاه من يخاطرون بحياتهم من أجل، وإنما هذا عار أخلاقي من الدرجة الأولى".
بدوره، انبرى عضو الكنيست العنصري إيتمار بن غفير يدافع عن المستوطنين الإرهابيين الذين جاؤوا إلى حوارة بهدف الاعتداء على الفلسطينيين. وقال إن "الجيش الإسرائيلي قدم صورة أحادية الجانب بصورة كاذبة، لأن الفلسطينيين ألقوا حجارة باتجاه اليهود، بداية، والجيش لم يذكر ذلك. وهذا دليل آخر على التسييس الذي يحاول بيني غانتس إدخاله إلى الجيش الإسرائيلي. وغانتس يستبيح حياة المستوطنين الأبطال وجنوده ويكبل أيديهم في محاربة الإرهاب ويستبيح أمن دولة إسرائيل".