زياد النخالة: قطاع غزة هو الحل في عقل الأميركيين وإسرائيل وحوار الفصائل مضيعة للوقت ونتوقع هزة كبيرة داخل فتح
استضاف برنامج "المقابلة" الذي يقدمه الاعلامي السعودي علي الظفيري عبر قناة "الجزيرة" الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين زياد النخالة .
وتناول الجزء الأول من البرنامج نشأة حركة الجهاد وكيف ينظر إليها عربيا ورؤية الحركة للمشروع الإسرائيلي والوضع بالضفة، كما تناول أيضا الموقف المصري مع قطاع غزة والمصالحة الفلسطينية إضافة إلى الدور الإيراني في المنطقة العربية ودعم طهران للفصائل الفلسطينية وما تريده الجمهورية الإسلامية لقاء ذلك التسليح العسكري.
ويكشف الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة لبرنامج "المقابلة" أن الأميركيين وإسرائيل والإقليم؛ يدفعون باتجاه أن تكون الهوية السياسية للشعب الفلسطيني بغزة، مؤكدا أن حوار الفصائل هو مضيعة للوقت.
ويوضح النخالة في تصريحاته بأن حل المشكلة الفلسطينية يوجد في العقل الإسرائيلي والأميركي، ويقضي بإيجاد جغرافية تعتبر حالة تمثيل للشعب الفلسطيني، وأن الدلائل تشير إلى أنهم حددوا قطاع غزة، ويدفعون بهذا الاتجاه رفقة الإقليم، لأن إسرائيل لا تريد القطاع وتعتبر سكانه فلسطينيين، وهو "تجمع إرهابي" بنظرها وبنظر النظام العربي.
أما الضفة الغربية، وفق النخالة،فستكون عبارة عن جالية فلسطينية في "دولة" إسرائيل، وسكن للعمال الفلسطينيين الذين يعملون في إسرائيل ومستوطناتها، ويؤكد النخالة أن أكثر من 150 ألف عامل فلسطيني يعملون في المستوطنات الإسرائيلية، وفق الأرقام الرسمية وربما عددهم يقدر بعشرات الآلاف.
وقد استولت إسرائيل في السنوات الأخيرة ، يضيف النخالة، على جزء كبير من الضفة الغربية، أكثر من نصفها على مستوى الأراضي الزراعية وغيرها، في حين وصل عدد المستوطنين إلى أكثر من 800 ألف، و"المستوطنات هي عبارة مدن كاملة وشعبها مسلح".
ووفق النخالة، فإن ما يجري في الضفة الغربية يثبت إخفاق مشروع منظمة التحرير الفلسطينية بإقامة دولة فلسطينية في الضفة. كما أن السلطة قد تحولت إلى أجهزة أمنية تخدّم على الأمن الإسرائيلي وتأخذ أجرة على ذلك، مشيرا إلى أن مصادر تمويلها يأتي من معسكر واحد هو الدول الأوروبية وأميركا.
وأضاف أن الدول العربية التي كانت تدفع تمويل لمنظمة التحرير الفلسطينية باتت لا تجرأ على الدفع لا لسلطة محمود عباس ولا لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) بدون التوقيع الأميركي.
وأوضح أن أميركا قد تبنت مشروع تأهيل الفلسطينيين ليستطيعوا أن يتعايشوا مع إسرائيل، والسلطة لم يكن لديها خيار آخر، مشيرا إلى أن الرئيس عباس تبنى "سلاما مفتوحا" على طريقة الزعيم الهندي المهاتما غاندي، وهو على قناعة تامة بأن الفلسطينيين لا يستطيعون مقاتلة إسرائيل.
وتوقع النخالة أن تحدث هزة كبيرة داخل حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) في حال غياب الرئيس عباس نتيجة الخلافات وعدم وجود برنامج سياسي آخر وعدم جدوى العملية السياسية، مشيرا إلى أن عناصر وقواعد فتح أصبحت غير مؤمنة بمشروع السلطة الحالية، ومن الممكن مجيء فتح أخرى برؤى جديدة.
الفلسطينيون فقدوا البوصلة
وتحدث النخالة لـ "المقابلة" عن الضغوطات العملية والاقتصادية والسياسية التي قال إنها تمارس على القوى الفلسطينية من أجل أن يعترفوا بإسرائيل، وشدد على أن حركة الجهاد الإسلامي غير مضطرة لأن تسير على نفس المسار الذي انتهجته منظمة التحرير وحركة فتح.
وتساءل قائلا "هل المطلوب من كل القوى الفلسطينية أن تجرب مرة أخرى وتصل إلى الحائط المسدود؟"، في إشارة منه إلى النتيجة التي وصلت إليها منظمة التحرير.
ويؤكد القيادي في الجهاد أن الحركة تملك رؤية واضحة عن مسألة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، مختلفة عن بقية فصائل المقاومة الأخرى، حيث تعتبر إسرائيل مشروعا غربيا في المنطقة استُخدم اليهود في تطبيقه. ويحدد نقطة تميز الحركة في كونها تفهم أن المشروع الصهيوني مبني على قاعدة الإلغاء التام للشعب الفلسطيني، ويقول إن على قوى الثورة والمقاومة أن تعيد قراءة هذا المشروع "ماذا يريد؟ وكيف قام؟ وكيف يمكن مواجهته؟" وأن تعِد الأدوات لمواجهته.
كما يرى أن الفلسطينيين قد فقدوا البوصلة في خضم صراعهم مع إسرائيل وأصبحوا يطرحون مبادرات للحل وكأنهم من خلقوا المشكلة، معتبرا أن حوار الفصائل الفلسطينية هو مضيعة للوقت، ولن تحدث مصالحة بدون موافقة إسرائيل التي تتحكم بالجغرافية والأمن والاقتصاد.
إيران حليف وتقدم مساعدات للجهاد وحماس
واعتبر الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي من جهة أخرى أنه من المبالغة القول إن حركة الجهاد تكاد تكون إيران، واصفا إياها بالدولة الحليفة لحركة الجهاد وللشعب الفلسطيني، ومواقفها السياسية معادية لإسرائيل وداعمة للمقاومة.
وكشف أن إيران تقدم مساعدات عامة لحركة الجهاد الإسلامي بالكاد تؤدي احتياجاتها في وضعها الحالي، إضافة إلى مساعدات عسكرية، وأنها قدمت على مدى السنوات الماضية مساعدات عسكرية وصلت لغزة وخاصة لحركتي الجهاد وحماس، ولكن الأخيرة تحظى بحصة الأسد من الدعم المالي والعسكري.
وعن تدخل إيران ضد خيارات الشعوب في سوريا واليمن ولبنان، يقول النخالة، الذي تولى الأمانة العامة للجهاد في 2018 خلفا للراحل رمضان شلح، إن موقفهم لم يتغير، وإنهم وإيران يقفون ضد السياسية الأميركية وإسرائيل، في حين أن النظام العربي يذهب إلى إسرائيل وينفتح عليها وسياسته موالية للولايات المتحدة التي بأسلحتها يقتل الشعب الفلسطيني.
كما يرى أن الملفات التي تتهم إيران بالتدخل فيها هي ملفات منفردة، "الملف السوري واليمني واللبناني ولكل واحد منهم حيثياته"، ويقول إن إيران لها مقاربة مختلفة بشأن الملف السوري، إذ تعتبر أن ما يحدث في سوريا من حالة تهديد للدولة السورية هو في مصلحة الولايات المتحدة وإسرائيل وعلى هذا الأساس قدمت مساعدات لنظام بشار الأسد.