تحليل إسرائيل تخوض انتخابات خامسة في غضون 4 سنوات وسط إرهاصات باستمرار الشلل السياسي

بوسترات لقادة الأحزاب الإسرائيلية معلقة في الشوارع قبيل انتخابات الكنيست الوشيكة.jpg

 تتجه إسرائيل الأسبوع المقبل إلى انتخاباتها العامة الخامسة في أقل من أربع سنوات وسط إرهاصات باستمرار حالة الشلل السياسي.

وتشير إستطلاعات الرأي الإسرائيلية إلى تقارب في النتائج بين معسكر رئيس حزب الليكود بنيامين نتنياهو ومعسكر أحزاب الحكومة الحالية.

وسيختار الإسرائيليون في الأول من نوفمبر المقبل ممثليهم في البرلمان (الكنيست) المكون من 120 مقعدا، ووفقا للقانون الإسرائيلي يجب على الحزب الذي يشكل حكومة أن يحصد أغلبية 61 مقعدا.

ومنذ تأسيس دولة إسرائيل، لم يحصل حزب بمفرده على الأغلبية، مما يدفع الأحزاب لتكوين الائتلافات لتشكيل الحكومة.

وجرت آخر انتخابات في مارس 2021 وكانت رابع انتخابات على التوالي، وفي نهاية مفاوضات مكثفة تم تشكيل تحالف مختلف أيديولوجيا يضم أحزاب من اليمين واليسار والوسط وحزب عربي للمرة الأولى في تاريخ إسرائيل بقيادة رئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت.

واستقال بينيت في يونيو 2022 بعد أن فقدت الحكومة الأغلبية البرلمانية وحل محله يائير لابيد الشريك في الائتلاف وزعيم حزب يوجد مستقبل الذي يشغل حاليا منصب رئيس الوزراء المؤقت.

ويرى مراقبون إسرائيليون أن نتيجة الانتخابات القادمة لن تنهي بالضرورة حالة الجمود السياسي الذي يخيم على إسرائيل منذ العام 2019.

نتنياهو أو لا نتنياهو

كما في الانتخابات الأربعة السابقة، تدور هذه الحملة الانتخابية بشكل كبير حول رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو وقدرته على القيادة، حيث يعتبر نتنياهو أو كما يلقبونه أنصاره "الملك بيبي" هو المنافس الرئيس للابيد.

وبصفته رئيس الوزراء الأطول خدمة في تاريخ إسرائيل، يخضع نتنياهو حاليا لمحاكمة فساد قادت حتى بعض مؤيديه من أحزاب اليمين لمعارضته، لكن إصراره على الترشح إلى جانب الدعم السياسي من بعض الأحزاب اليمينية هو السبب الجذري للشلل السياسي.

وقال إفرايم عنبار رئيس معهد القدس للإستراتيجية والأمن لوكالة أنباء "شينخوا"، "إنها قضية قسمت إسرائيل وألغت النقاش حول قضايا أخرى مع توجه الإسرائيليين إلى صناديق الاقتراع".

وأضاف "هذه الانتخابات كسابقتها تتميز بعدم الخلاف على القضايا، القضية الوحيدة هي ما إذا كان نتنياهو رئيسا للوزراء أم لا".

وتظهر استطلاعات الرأي الإسرائيلية الأخيرة التقارب بين كتلة نتنياهو اليمينية والكتلة المناهضة المتنوعة أيديولوجيا والتي استطاعت على الرغم من ذلك تشكيل حكومة بعد الانتخابات الأخيرة.

إلا أنه ما زال من غير الواضح ما إذا كانت ستتمكن من القيام بذلك مرة أخرى، حيث كانت نقطة الضعف لهذه الكتلة هي الاختلاف الأيديولوجي.

وقالت جيل تل شير من قسم العلوم السياسية في الجامعة العبرية "المأزق يجعل إجراء انتخابات سادسة احتمالا واقعيا".

بوسترات لقادة الأحزاب الإسرائيلية معلقة في الشوارع قبيل انتخابات الكنيست الوشيكة 1.jpg


إقبال الناخبين

أحد المخاوف الرئيسة لدى السياسيين هو أن الإسرائيليين سئموا التصويت، بينما كان هناك استقرار عام في إقبال الناخبين في الانتخابات السابقة، قد تكون هذه المرة مختلفة.

وينطبق هذا الأمر بشكل خاص على المواطنين العرب في إسرائيل الذين يميلون إلى التصويت بأعداد أقل من السكان اليهود، ويعتقد أن الغالبية العظمى منهم في هذه الحملة لن يصوتوا.

ومع الانقسامات داخل الأحزاب العربية، فأن دخولهم هذه الانتخابات بشكل منفصل وفي ثلاثة أحزاب يقلل من احتمالية تجاوز واحد منهم على الأقل عتبة 3.25 في المائة المطلوبة من أجل الحصول على مقاعد في البرلمان والتي تعادل أربعة مقاعد.

ويشكل المواطنون العرب في إسرائيل حوالي 21 في المائة من إجمالي السكان.

وقالت تل شير حول تداعيات انخفاض نسبة المشاركة العربية في الانتخابات "إذا لم يتوجه العرب للانتخابات فأن هذا يعني أولا وقبل كل شيء أن نتنياهو لديه أغلبية لحكومته وثانيا أن العرب قد لا يكون لهم ممثلين في البرلمان".

صعود اليمين

يعتمد نتنياهو على دعم حزب يميني متشدد وهو حزب الصهيونية الدينية (هتسيونوت هدتيت) بقيادة بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير.

وكثيرا ما يشير بن غفير إلى العرب على أنهم من الإرهابيين.

ويعارض الحزب حل الدولتين بشكل كبير ويستبعد القبول بأي تنازلات للفلسطينيين، ونمت شعبية بن غفير كثيرا ووصلت أيديولوجيته إلى جمهور أكبر في السنوات الأخيرة مع توجه الإسرائيليون باستمرار نحو اليمين.

وقال عنبار "إنه (بن غفير) مثير للغاية، وبسيط للغاية، وبعض الشباب ينجذبون إلى هذا النوع من الساسة".

بوسترات لقادة الأحزاب الإسرائيلية معلقة في الشوارع قبيل انتخابات الكنيست الوشيكة 5.jpg


الصراع مع الفلسطينيين

إذا كانت الحملات الانتخابية الإسرائيلية قبل عقود كانت تدور حول الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، فإن الشلل السياسي في السنوات الأخيرة قد أنتج نوع مختلف من الحملات الانتخابية.

خلال حكم نتنياهو الطويل، تم تهميش القضية الفلسطينية إلى حد كبير، وعلى الرغم من أن الأحزاب المختلفة لديها حلول متباينة بشأن هذه المسألة إلا أنه نادرا ما يكون سببا لنقاش عام ساخن.

وقال عنبار "على الرغم من الاختلاف النظري بين الأحزاب اليمين واليسار حول هذه القضية، فإن الجميع يفهم أنه على المستوى العملي، هذه ليست قضية يمكن حلها بسهولة".

ومما يزيد اللامبالاة هو الانقسام الفلسطيني الداخلي الذي يشكل أيضًا حاجزًا أمام المفاوضات مع إسرائيل.

وقالت تل شير "الإسرائيليون لا يصوتون على الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، نتنياهو حقق نجاحا كبيرا أنه لا أحد في إسرائيل يفكر فعلا في ما سيحدث للفلسطينيين".

وقال عنبار "إنه (نتنياهو) بالتأكيد أمام معركة، سيحاول خلالها جلب أكبر عدد ممكن من الناس إلى صناديق الاقتراع".

أكثر من 6700000 إسرائيلي مؤهلين للتصويت يوم الثلاثاء القادم للاختيار بين 40 حزبا يتنافسون على 120 مقعدا.

وعادة ما يتجاوز عشرة أحزاب العتبة المطلوبة ويدخلون إلى الكنيست، وبعد ظهور النتائج الرسمية ستكون هناك أسابيع من المفاوضات، حيث عادة ما يتم تكليف زعيم الحزب الذي حصل على أكبر عدد من الأصوات على تشكيل حكومة ائتلافية من قبل الرئيس، وفي حال فشل المرشح فمن المحتمل أن تتجه إسرائيل لانتخابات برلمانية سادسة.

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - القدس المحتلة (شينخوا)