- بقلم الكاتب والاديب العربي الفلسطيني ، الاعلامي د.رضوان عبد الله*
* للتذكير ... إعتمد مجلس الوزراء الفلسطيني ، في جلسته رقم (13) برئاسة رئيس الوزراء محمد اشتية، المنعقدة بتاريخ 17 تموز 2019، يوم السادس والعشرين تشرين الأول من كل عام يومأً وطنياً للمرأة الفلسطينية.*
في هذا اليوم الوطني الفلسطيني بامتياز، لا يسعني قبل اي شيء الا ان اتوجه بالتحية الحارة والكبيرة والعظيمة الى امي،ليس لشيء الا كونها امي،التي ولدتني وتعبت في تغذيتي ، هي وابي ، وجدت واجتهدت في تربيتي كي اكبر لاكون طفلا ثم شابا ثم رجلا .
وكي لا اتوجهن لكل امراة غير امي،اقولها بصراحة وبالفم الملان انه لا احد يمثل العواطف الجياشة تجاهي سوى قلب امي،ولا احد يوجه العقل التربوي تجاهي سوى تربية وفهم وفكر امي،رغم انها لا تقرا ولا تكتب، لكنها تفهم وتدرك بعظمة مفاهيمها الانسانية والاخلاقية اكثر من كل نسوة الكون ، ورائداتها،مع تقديري لكل النساء الفلسطينيات والعربيات الماجدات، وانها ، اي امي ، عملت على نشاة انسان ولدته بعد حمل وفصال طبيعيين اعتقادا وثقة منها بانه سيكون من الجيل الصعب الذي لا تهزه رياح ، رغم توقعها بعواصف كبيرة، وتاملت منذ الولادة ،كما اسرت لي يوما، بانها انشات ابنا لا يكل ولا يمل ولا يلين،لانها ربت وعلمت وافهمت الدنيا لابنائها وبناتها جميعا، طبعا ان الملك كله لله، وان الدنيا زائلة ولا تدوم لبشر، وان الرب واحد وان العمر واحد وان الرزق واحد ، ولم تفكر بزراعة عقل الاستغلال داخلنا و لا بادخال عاطفة الابتذال الى قلوبنا كالعديد من "امهات الكافرين " اللواتي يستغللن الفقراء والضعفاء والمساكين لاهدافهن الشخصية وباساليبهن الوضيعة ان لم تكن الرخيصة...!!!
و من ناحيتي ، كنت قد كتبت كثيرا ، وبكل قواي العقلية وبقناعاتي الذاتية ،واسهبت بالشرح عن النساء المناضلات وعن ملكات جمال الاستشهاديات وعن... وعن...وعن....وكثيرا ممن لم اكتب عنهن ولم اذكرهن بالاسم ربما نسيتهن وربنا تناسيت الكتابة عن بعضهن او ذكرهن، لانهن لا يستحققن ان اخط ولا بكلمة واحدة عنهن...!!!
تركت الرياء وبعدت عن الوجهنة واثرت عدم التقرب الى اي من امهات الكافرين ، ليس لاني افضل منهن ،فانا لا اقارن نفسي باي منهن، فالانسان اخو الانسان احب ام كره كما قال المسيح عليه السلام ، لكن عالاقل تربيتي حثتني الا اتقرب منهن ، اولئك صاحبات او ذوات المواقع او المناصب او الكراسي ، رغم انه يقال وراء كل رجل عظيم امراة ولكن هذا لا يعني ان اتمطى واتلطى وراء ذات المناصب كي ترضى عني لتوصلني الى حيث هي تريد....لقد اوصلتني امي ، اطال الله عمرها ، واوصلني ابي ، رحمه الله ،الى حيث شاؤوا وتركوني اكمل الطريق،طريق النضال التي غرستها في داخلي .
واكملت كي اكون رجلا امامي ابي و ورائي امي المناضلة الكبيرة ، التي سعت دوما لكي اكون كما احبتني وكما رغب ابي رحمه الله ان اكون...!!...وكنت اعتقد دوما ان وراء كل رجل عظيم امراة فكانت امي بفضل الله وحمده ومنة منه.
ولن ادخل في سجالات ولا مناكفات مع احد...ولم اكتب كي اعانق المشاكل كما قيل لي يوما...ولا اكتب سوى ما هو في داخلي وقناعاتي...اما اولئك الاطفال...حلوم ربات الحجال...فان السلم لن يحملهم كي يتدرجوا...والتعملق لن يدوم لهم ولا التملق ولا الانتهازية ولا الوصولية...واقول للجيل الصاعد : من لم تربيه المراة المناضلة التي ولدته،فلا يسعى ان يتربى على ايدي احداهن ابدا ، ولا يطمح بتربية فضلى الا على ايدي امه....ولا احد سوى امه....،واعتذر من اليتامى...فان كثيرا ممن هم تحت جناحي والديهم بكل اسف يتامى اكثر ممن فقدوا الاب او الام او كليهما...واللبيب من الاشارة يفهم....!!!
*رئيس الاتحاد العام للاعلاميين العرب
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت