- بقلم الكاتب والاديب العربي الفلسطيني، الاعلامي د.رضوان عبد الله*
ابدأ مقالتي المتواضعة هذه بكلمات عميقة مؤثرة وهي من ديوان الشاعر حسن عبد الله"ظل الوردة" حيث قال:
-1-
ادفع ثمن مواقفي
اكثر مما ادفع
ثمن طعامي وشرابي
-2-
الحياة ثقيلة على الإنسان
حتى،عندما يكون سيد نفسه
فكيف اذا كان تابعا
لسيد آخر؟
-----
وبعد....فقد ثقلت موازين من عمل صالحا وسيكون جزاؤه الجنة باذن الله وخفت موازين من اساء على نفسه وسيكون مصيره النار.....ﻻن امه هاوية....اي مصيره النار....هذان وعدان من رب العالمين....اما من كان قحط الحال فقيرا واصبح من المتعالين اي من الذين يقال عنهم انهم (مصدين) اي محدثي النعمة اﻻكالين للسحت او الجامعين لمال اما من بخل او من حرام...اي كان الصدأ قد هرى جوانبهم واكل شبابهم او جزءا منه ؛ ومن ثم لمعوا بلحظة غياب او بلحظة سراب ؛ فجزاؤهم سيكون بمثل عملهم...ولن نفت(بحذف الياء المجزومة) بما لم نعلم...لكن لنا جولة عن المصدي...!
كيف ﻻ وكثير من المتنفذين في مؤسسات المجتمعات المحلية و الدولية ينطبق عليهم مصطلح محدثي نعمة اي كما كان يقال عن امراء الحرب اغنياء الفرصة اﻻنية...وكثيرون منهم في العراق ومصر وسوريا ولبنان بمخيمات اللاجئين ايضا....وﻻ تستغربوا كيف يتحول كثيرون من المفسدين الى مسؤولي مؤسسات او فصائل حزبية عظام الشأن رغم فساد الصدى الصادر عن اصواتهم الفارغة بالظاهر و بالمعنى وبالتالي ينكرون النعمة التي وصلوها ﻻنها ليست بنعمة بطريقة شرعية وﻻ نظامية وﻻ (حﻻل ) بالمفهوم اﻻسﻻمي...بل هي استكساب وتكالب على مال ومنصب و كرسي ؛ بل و وصولية ابتدعوها تحت مسميات المسؤولية تحتاج الى مصاريف او بمعنى اخر بان العاملين عليها من حقهم اخذ نسبة من المال او العينيات... ...او او.....الى اخر المستكسبات و المقتنيات و الاستوزارات....!!!
والمصدي هو من الصدأ كما ترون من قراءتكم للعنوان قبل ان نكتب المقالة ...ولغتنا العربية العريقة غنية بجماليات المصطلحات من جناس او طباق او محسنات بديعية اخرى...والمصدي اي الذي غطى مجتمعياته واقتصادياته و حياته كلها صدأ واصبح لامعا ملمعا اي محدث النعمة والذي اغتنى على ظهر الفقراء وعناصر البؤس و الشقاء ؛ ان كان بالمال او بمهارة اخرى ونكر جميل من عاونه او ساعده او اخذ بيده في موقع او موقعة معينة ؛ بل و داس على كل من كانوا حوله او بجانبه او حتى فوقه وليسوا تحته.
من هنا ﻻ يستغربن احدكم من تصرفات اي وصولي اكان بمؤسسة او بحزب او تنظيم او حتى بحمولة او قبيلة وتذكروا كيف ان كثيرا من الطفيليات تتعربش على شجرات كبيرة نمت حول جذعها وقتلتها حين كبرت عربشاتها بل وخنقتها بعد ان امتصت تلك الجذور و الجذوع التي امنت لها بيئة نضرة لتعيش بالحد اﻻدنى.
للاسف زمن الرويبضة الذي تحدث عنه رسول اﻻمة ؛ عليه افضل صﻻة واتم تسليم ؛ هو زمن المفسدين وزمن يتسلم فيه من ﻻ يستحق بما لم يعلم ويحكم فيه اراذل الناس على اشرافها؛ زمن مشقلب بكل المعايير اذا صح التعبير ؛ لذا فان زمن المصدي هو جزء من زمن الرويبضة ؛ اي زمن الفساد نجانا واياكم منه...وﻻ تندموا ان كانت طفيليات كثيرة نمت على جذوركم او على جذوعكم لكن احذروا من ان تتعربش عليكم تلك الطفيليات وتخنقككم وتمتص خيراتكم...كي ﻻ تكثر المفاسد بين الناس ويكثر المصدون باعدادهم ويسود الانفﻻت وتعم البلوى...وﻻت ساعة مندم...فكونوا اسياد انفسكم وﻻ تكونوا عبيدا لغيركم خاصة للمصدين...وتذكروا انكم ولدتكم امهاتكم احرارا كما قال الفاروق عمر فﻻ يستعبدنكم احدا مهما عﻻ ومهما ازال عن صدئه رمادا او سوادا او خباﻻ...!!!
*رئيس الاتحادالعام للاعلاميبن العرب
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت