- بقلم علي بدوان
قبل يومين من موعد إجراء الإنتخابات التشريعية (عملياً المُكررة) للمرة الخامسة في "إسرائيل" خلال اربع سنوات، وهي الإنتخابات التي تحمل الرقم (25) منذ أول انتخابات تشريعية جرت في "إسرائيل" في كانون الثاني/يناير عام 1949 بعد قيام كيان دولة الإحتلال عام 1948 على أنقاض الكيان الوطني والقومي للشعب الفلسطيني.
للأسف، هناك ثلاثة قوائم عربية ستتنافس في الإنخابات بدلاً من نزولها بقائمة واحدة، وهي : قائمة الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة (حداش) وعمادها حزب راكاح بقيادة ايمن عودة بالتحالف مع الحركة العربية للتغيير بقيادة الدكتور احمد الطيبي والتي تحمل الآن مُسمى قائمة (الجبهة/العربية للتغيير). وقائمة حزب التجمع الديمقراطي برئاسة سامي شحادة. والقائمة الإسلامية الموحّدة برئاسة منصور عباس. عدا عن مقاطعة الحركة الإسلامية الشمالية برئاسة الشيخ رائد صلاح للإنتخابات، وعزوف غالبية عربية عن المشاركة بها، خاصة بعد التشرذم والتفكك العربي.
الدكتور وليد قعدان، صهر الشهيد أبو علي مصطفى الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين قبل استشهاده عام 2002، مرشحاً ضمن قائمة حزب التجمع الوطني الديمقراطي بالداخل، وهو حزب قومي التوجه، مقرب من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في الداخل المحتل عام 1948.
العديد من قادة وسياسيي دولة الإحتلال اعترضوا على المرشح الدكتور وليد قعدان في قائمة حزب التجمع، واعتبر رئيس الشاباك الأسبق، يوفال ديسكين في مقاربة ومقارنة ومرفوضة، ومجافية للحقيقة، في مقال نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت"، مؤخراً "الأرض المُسمّدة بالكراهية "بين المعسكرين الإسرائيليين" نمت في كلا طرفي القوس السياسي محاصيل برية أيديولوجية، التي تمت شرعنتها للأسف الشديد وحظيت بتمثيل سياسي، وهم إيتمار بن غفير وحزب التجمع ومن هم على شاكلتهما". ولم يوضح ديسكين وجه الشبه بين الفاشية والعنصرية التي يمثلها بن ايتمار غفير الآتي من اصقاع المعمورة مُستعمراً في فلسطين، وبين حزب التجمع الوطني الديمقراطي الذي يطرح خطاباً ديمقراطياُ يطالب بالمساواة وبحقوق المواطنين العرب الحياتية والقومية وهم اصحاب الوطن الأصليين.
وفي مقال في صحيفة المُستوطنين الغزاة، "ماكور ريشون"، سعى كاتبه (يشاي فريدمان) إلى التحريض على المرشح الدكتور وليد قعدان، لأنه "صهر أمين عام الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، الشهيد أبو علي مصطفى. وبحسب فريدمان، فإن "أبناء الدكتور وليد قعدان وُلدوا عندما كان أبو علي مصطفى نائباً للدكتور جورج حبش"، وأنه بعد استشهاد أمين عام الجبهة الشعبية "توجه الدكتور قعدان إلى بيت أبو علي مصطفى في عرابة جنين وزار عائلة زوجتة". واستغرب فريدمان أن أبناء د. قعدان يعبرون عن محبتهم لجدهم الشهيد وينشرون صوره في صفحاتهم في الشبكات الاجتماعية.
هي معركة يخوضها شعبنا في الداخل، فلتتوحد جهوده، ولتذهب العصبيات التنظيمية ليحل مكانها الشعور العالي بالمسؤولية، فنحن اهل الوطن والبلاد، وأزمان المُستعمر وإن طالت لكنها ستذوي في النهاية.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت