- بقلم:سعيدي عبدالرحمن
- كاتب جزائري- برلماني سابق وسياسي-
رمزية القمة العربية دورة ٣١
رمزية احتضان قمة قادة العرب لجامعة الدول العربية الدورة ٣١ أرادتها الجزائر أن تكون قوية وفارقة ومميزة في مسيرة الجامعة العربية في رمزيتها .
تعقد في الجزائر الثورية في اعز ذكرى عند الشعب الجزائري وهي تاريخ اندلاع ثورة التحرير الجزائرية عام ١٩٥٤ من الاستعمار الاستيطاني الصليبي الفرنسي الغاشم.
وهذه الثورة احتضنتها الشعوب العربية بالدعم والإسناد والدعاية السياسية والإعلامية في أيامها .
طبيعي أن الجزائر وشعبها لا ينسى وقفة الإخوة العرب معهم فكان تاريخ هذه الذكرى حاضنا لقمة العرب ورحب بهم ترحيبا كبيرا "
وارادت الجزائر من هذه القمة أن تكون ذلك الحضن الدافئ للعرب.
يلم شملهم رغم جراحهم ونزاعاتهم ومشاكلهم فالجزائر أرادت لنفسها من زمان أن تصطف في نزاعات العربية ومشاكلهم في معسكر الحل والسلام والصلح والإصلاح بين العرب ولا تكون في معسكر الأزمة والنزاعات وتمديدها بين العرب وكل القضايا التي اقتحمتها الجزائري دخلتها بجديتها وبكل مسؤولية لحلها أو التخفيف من حدتها ومسيرتها التاريخية والسياسية والديبلوماسية تشهد بذلك .
أرادت الجزائر لهذه القمة العربية أن تستأنف جهودها القومية في دوام احتضان القضية الفلسطينية خاصة في ظل الأوضاع الراهنة وجعلها النبض الحقيقي للعرب كما صرح الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في بداية كلمته الافتتاحية أمام قادة العرب وضيوف الشرف من المنظمات الدولية والإقليمية البارزة في عالمنا الافريقي والاممي والإسلامي و منظمة عدم الانحياز .
وكانت فلسطين حاضرة بقوة وبتميز في كلمات الافتتاح حيث تم تخصيص حيز كبير من الكلمات لها دون استثناء من الرئيس الدورة السابق الرئيس التونسي سعيد قيس والحالى الرئيس الجزائري تبون عبد المجيد والامين العام للجامعة ابوالغيط المصري وماكي سال رئيس الاتحاد الافريقي ورئيس السينغال والمفوض العام الافريقي طه موسى و السيد قوتيرز الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس منظمة عدم الانحياز الاذاري
والأمين العام لمجلس التعاون الإسلامي .
وكانت كلمة الرئيس الجزائري هي الأبرز من حيث قوة الطرح والاقتراح حيث ذكرنا في كلمته باحتلال الجولان السوري إلى جانب احتلال فلسطين وكانت ٦٠ بالمئة من كلمته مخصصة للقضية الفلسطينية وتطوراتها الأخيرة في الضفة الغربية وذكر مقاومة اهل نابلس وجنين والقدس الشريف.
واقترح تشكيل لجنة اتصال عربية لرفع طلب اعتماد فلسطين كدولة عضو في هيئة الأمم المتحدة وان الجزائر مستعدة للقيام بذلك مع الأشقاء والأمين العام للأمم المتحدة حاضر .
وأرادت الجزائر بعث العمل المشترك للدول العربية من خلال آليات اقتصادية واجتماعية لان المنطقة العربية تزخر بقدرات وثروات وإمكانات في كل المجالات لتحقيق نهضة وحضور اقتصادي في العالم .
وقد أرادت الجزائر لهذه القمة العربية أن تواكب التطورات والتحولات الجارية في العالم خاصة من بعد تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية نحو عالم متعدد الأقطاب جديد من خلال تغيير وإصلاح آليات العمل المشترك بين العرب واقحام روافد إضافية في عمل جامعة دول العربية منها :
عقد دورة الاقتصادية والاجتماعية مع كل دورة وإشراك المجتمع المدني العربي من خلال التكفل بانشغالات المواطن العربي
الجزائر لا تريد من الدورة أن تقتصر على الحضور وإصدار بيانات ثم تبقى المشاكل في صيغتها بل تريد الجزائر ةأن تضع آليات والتزامات وإجراءات تنفيذ القرارات ومتابعة ذلك من خلال رئاسة الجزائر للدورة .
أرادت الجزائر للجامعة العربية أن تستغل الظرفية الحالية في تطوير العلاقات مع المحيط العربي بشكل جدي وإيجابي ودون مواجهتها وبارادة عربية جماعية وتوافقية و على ان لا تؤثر الجماعية على الثنائية في العلاقات الدولية بين العرب وغيرهم .
وارادت الجزائر من القمة العربية أن يتكفل العرب بالدول العربية التي تعرف أزمات حروب واقتتال داخلي وتهديد ارهابي ونزاعات سياسية وأزمة غذائية ومائية وبيئية فكانت جيبوتي والصومال وسوريا وليبيا في جدول أعمالها
فاستحقت القمة العربية بالرمزية والمضامين لقب دور فلسطين ولم شمل العرب .
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت