- بقلم علي بدوان ... عضو اتحاد الكتاب العرب
فاطمة البرناوي، الفلسطينية حتى نخاع العظم، النيجيرية الأصل، التي استقر والديها في فلسطين بعد زيارة الأقصى، فتفتحت عيناها على نور فلسطين عام 1939، وفي مدينة القدس على وجه التحديد في منزل العائلة في حي الجالية الأفريقية المقدسي بالقرب من (باب المغاربة). وشارك والدها في ثورة الشهيد عز الدين القسام عام 1936.
بدأت فاطمة البرناوي تشق طريقها الوطني، من أول وبدايات المشوار على طريق الجلجلة، بالثورة الفلسطينية المعاصرة التي التحقت بها في ريعان شبابها فجر العام 1965، وفي عمر الثامنة عشرة، فكانت من أوائل طلائع قوات العاصفة في الداخل الفلسطيني، وكان لها دورًا أساسيًا في تأسيس الخلايا التنظيميّة والفدائيّة.
شاركت بعدة فعاليات كفاحية وفدائية، ومن البدايات وسنوات الكفاح الأولى، وكان في عداد مجموعتها المرحوم وابن مخيم اليرموك مصطفى عبد العزيز حجو (الذي أعرفه منذ جلوسي على مقاعد الدراسة الإبتدائية)، واثنين أخرين من اليرموك من عائلتي سعد الدين والسكافي، الذين كانوا قد أنهوا دوراتهم في معسكر الهامة، وازدلفوا باتجاه الضفة الغربية، ومدينة القدس على وجه التحديد. وكان أخر عملٍ كفاحي قامت به فاطمة البرناوي حينذاك في مواجهة الإحتلال عملية (سينما زيون) حيث تم أسرها من قبل أجهزة أمن الإحتلال يوم 1967/10/17، فكانت أولى أسيرات الثورة الفلسطينية المعاصرة، وقد أمضت عشرة أعوام في سجون الإحتلال في معتقل سجن الرملة العسكري، قبل الإفراج عنها وإبعادها خارج فلسطين في 11/11/1979، فجعلت من تجربة الأسر جامعة وطنية وثورية لتعزيز الهوية الوطنية لدى كل الأسيرات الفلسطينيات في صمودهن وكبريائهن في مواجهة جلادي الإحتلال، لتصبح من أوائل الفلسطينيات اللواتي خضن العمل الفدائي المسلح منذ انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة.
عادت فاطمة البرناوي إلى قطاع غزة عام 1994، وتولت قيادة الشرطة النسائية، وتم منحها وسام نجمة الشرف العسكري عام 2005. أما باقي رفاقها في مجموعاتها فتم تحريرهم بتبادل الأسرى بعملية النورس عام 1980.
تزوجت من المناضل الفلسطيني، وابن الداخل، ومدينة عكا على وجه التحديد، المرحوم فوزي نمر محمود، وهو من اوائل فلسطينيي الداخل المحتل عام 1948، ممن التحق بالثورة المعاصرة وهو في قلب مدينة عكا.
توفيت فاطمة البرناوي رحمها الله يوم الخميس 3/11/2022، في مصر عن عمر ناهز 83 عاماً. وستظلّ فاطمة البرناوي، علامةً تاريخيّةً ساطعةً في تاريخ النضال الوطنيّ الفلسطينيّ المعاصر.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت