- بقلم: سعيدي عبد الرحمن
- كاتب جزائري- برلماني سابق وسياسي-
شهدت القمة العربية اهتماما بالغا من الأطراف الدولية وحضرت اغلب الهيئات الدولية والاقليمية حفل افتتاح دورة الجزائر وكانت للهيئات الدولية والإقليمية كلمات عبروا فيها عن استدعائهم الدول العربية إلى لعب أدوار سياسية في ظل الظروف الراهنة لما يمثلون من وزن في العالم .
كما أكدوا على الأدوار الاقتصادية من شراكة وتعاون في مختلف المجالات خاصة في الأمن الغذائي والصحي والبيئي والنزاعات الإقليمية وحلها .
وهناك أطراف دولية لم تخاطب العرب في قمتهم ولكنها كانت تترقب مخرجات القمة ومدى استيعاب القمة الراهن الدولي وتداعياته وما هي آفاق التي تحملها المجموعة العربية
وهل يكون لها سياسات مشتركة في التعامل مع الأحداث والتطورات الجارية في حرب روسيا واوكرانيا وتداعياتها الاقتصادية والسياسية والطاقوية والإستراتيجية خاصة وبناء التحالفات؟
هناك أطراف دولية ارسلت رؤيتها ومواقفها للقمة توضح كيف ترى العلاقة مع المجموعة العربية
من بينها رسالة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين
و كانت عند اطلاعنا عليها واضحة المقاصد والرؤية في عملية بناء العلاقة مع العرب وأبعاد هذه العلاقة وكيف يتم تطويرها وتوطيد الأمن على المستوى العالمي والإقليمي .
وقد أكد بوتين للمجموعة العربية أن هناك حقيقة قائمة وهي تغييرات سياسية واقتصادية مهمة في العالم على المجموعة العربية إدراك ذلك وليست ارهاصات أو محاولة للتغيير بل هناك استراتيجية حاصلة تدفعها مجموعة دول في العالم إلى الظهور ومنسوب العلاقات الدولية متعددة الأقطاب يرتفع ويزداد
على المجموعة العربية أن تتموقع في هذه الاستراتيجية بحكم أن المنطقة العربية لأهميتها الديموغرافية فيها ما يقارب نصف مليار سكان العالم وتتوفر على رصيد هام ومهم من الطاقة في العالم وقدرات الفلاحية وزراعية لتأمين نفسها
في مجال التغذية ولها قدرات اقتصادية لتطوير نفسها في كل المجالات.
والرئيس بوتين تحدث أن ما يقترحه على العرب تحالف قائم على الشراكة والمساواة والحقوق والعدالة واحترام المصالح الشرعية المتبادلة .
وأوضح في رسالته للعرب أن هناك مهمة قائمة وهي تصحيح الوضع الدولي ولا يمكن الاستمرار مع الوضع الحالي القائم على الهيمنة وسيطرة الدول الغربية على العالم وخضوع الجميع لها دون الاهتمام بمصالح الدول الأخرى .
وهذا معناه واحد هو أن روسيا تريد أن يكون لكل الدول منها المجموعة العربية مساهمة في عالم متعدد المصالح والاقطاب
وروسيا تسعى في علاقاتها مع الدول العربية لتحقيق التواصل وخدمة المصالح المشتركة وكل هذا التواصل والتعاون يكون في سياق تحقيق السلام والاستقرار في العالم .
وتطرق إلى قضية مهمة تشغل بال المجموعة العربية وهي القضايا العسكرية والسياسية وتهديدات بما فيها الأزمات في ليبيا وسوريا واليمن والقضية الفلسطينية وأن تسويتها يكون وفق القانون الدولي المعترف به من طرف جميع العالم اي الشرعية الدولية مع الاحترام الصارم والشديد لسيادة الاوطان وسلامة أراضيها .
رسالة بوتين كانت في سياق تقعيد وتنظيم وتحديد المسافة بين روسيا والغرب المهيمن
وانه يملك عروضا لتجسيد حلفا قائم على الشراكة وليس حلفا قائم على الهيمنة والسيطرة كما تريده امريكا والغرب ....
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت