يعتبر موسم حصاد الزيتون في قطاع غزة، موسم رزق لعدد من المعاصر التي تستقبل طلبات عصر المحصول، وتحويله إلى زيت بكميات كبيرة.
وتختلف طرق عصر الزيتون، فمنها التقليدية ومنها الحديثة، ويحافظ سليمان بحيري، صاحب معصرة زيتون تقليدية، على الطرق القديمة في تحويل الحصاد إلى زيت.
يقول بحيري في لقاء مع وكالة (APA) إنه يعمل في مجال عصر الزيتون منذ أكثر من خمسة سنوات بداخل مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، وفي كل موسم يأتي إليه الزبائن بكميات كبيرة من المحصول، لاعتماده على الطرق التقليدية في العصر.
ويرى أن عصر الزيتون بالطرق التقليدية له نكهة مميزة، تختفي هذه النكهة في عصره بواسطة معدات حديثة.
وأشار بحيري إلى اختلاف الأسعار، حيث يكون المقابل المادي متواضع، مقارنة بالمعاصر الحديثة، بالرغم من الجهد البدي الذي يتم بذله لعصر الزيتون بالطريقة القديمة.
وأوضح طريقة عصر الزيتون التقليدية، حيث يتم وضع المحصود داخل مياه باردة، لتليها خطوة الضغط بواسطة الحجر، ويتبعها المكبس، ليخرج الزيت ويعبأ بالتنكات المخصصة له.
وذكر بحيري أن الطرق التقليدية في عصر الزيتون، تجعل الزيت صافياً من أي شوائب، بعكس عصره بالمعدات الحديثة الذي يجعل الزيوت ممتلئة بالشوائب.
ويشيع قطاف الزيتون في فصلي الخريف والشتاء، ويتم جني محصول الزيتون الأخضر من منتصف شهر أيلول (سبتمبر) حتى أواخر تشرين الثاني (نوفمبر)، وهناك أنواع أخرى يتم قطافها بين شهري تشرين الثاني (نوفمبر) وكانون الثاني (يناير) مثل الزيتون الأسود.
وشجرة الزيتون هي أقدم شجرة في تاريخ البشرية المعروف، يعيد بعض المؤرخين تاريخها إلى 60 ألف عام، وكانت تنبت بشكل برّي، في دول حوض البحر الأبيض المتوسط.
ويقول المختصون إن الفنيقيين هم من بدأوا بزرع هذه الشجرة المقدسة، عرفها قدماء المصريين أيضاً قبل أن يزرعوها لاحقاً، لكنهم لم يستخرجوا زيتها إلا بعد 2000 عام من زراعتها.
وأول ما استُخدم زيت الزيتون قديماً، للحفاظ على المواد الغذائية من التلف، وانطلقت تجارته مع الحضارات الفينيقية القديمة ثم اليونانية فالرومانية.
لاحقاً، تطور استخدامه ليتم تناوله في الطعام مباشرة، وإنارة المصابيح ثم للتداوي فالتجميل.