أفادت هيئة البث الإسرائيلي "كان 11" بأن رئيس المعارضة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، إقترح على أحزاب معسكر اليمين الحاصلة على 64 مقعدا إلى جانب "الليكود" والتي ستشكل الائتلاف الحكومي المقبل، التفرغ في هذه المرحلة لتوزيع الحقائب الوزارية بين الأحزاب الشريكة في الائتلاف، على أن يتم تأجيل مناقشة القضايا الجوهرية وترحيل صياغة برنامج الحكومة، وهو المطلب الذي قوبل بالرفض من قبل "الصهيونية الدينية" و"يهدوت هتوراة".
وشرع نتنياهو بعقد لقاءات مع رؤساء الكتل البرلمانية في معسكره، كل من بتسلئيل سموتريتش "الصهيونية الدينية"، إيتمار بن غفير "عوتسما يهوديت"، أرييه درعي "شاس"، يستحاق غولدكنوف وموشيه غافني "يهدوت هتوراة".
وأفادت هيئة البث الإسرائيلي بأن نتنياهو واصل، يوم الإثنين، مفاوضات تشكيل الحكومة مع رؤساء أحزاب اليمين.
وذكرت "كان 11"، أن نتنياهو اقترح التفرغ في هذه المرحلة من أجل توزيع الحقائب الوزارية واللجان البرلمانية في الكنيست بين الأحزاب والشركاء في الائتلاف الحكومي القادم أولا، وهو الاقتراح الذي قوبل بالرفض من قبل غافني وسموتريتش، مطالبين بمناقشة القضايا الجوهرية المحورية ووضع برنامج الحكومة بشكل فوري.
واقترح نتنياهو أنه بعد توزيع الحقائب الوزارية واللجان في الكنيست، على الأحزاب الشريكة في الائتلاف الحكومي التوجه إلى مناقشة القضايا الحارقة والمحورية، وصياغة برنامج الحكومة بكل ما يتعلق في الإصلاحات في الجهاز القضائي، وغلاء المعيشة وارتفاع الأسعار، وقضايا الدين والدولة، والتجنيد والخدمة العسكرية، والمدارس الدينية.
يأتي ذلك، في الوقت الذي تستمر فيه الاتصالات بين "الليكود" وأحزاب اليمين المتطرف والأحزاب الحريدية، لتشكيل حكومة جديدة، حيث يطالب رئيس تحالف "الصهيونية الدينية" سموتريتش، بالحصول على وزارة المالية أو وزارة الجيش في إطار الائتلاف الحكومي.
ويعتزم عضو الكنيست، الكاهاني إيتمار بن غفير، المطالبة بتولي أحد أعضاء الكنيست عن حزبه، حقيبة التربية والتعليم، بالإضافة إلى حقيبة الأمن الداخلي التي يطالب بتوليها بنفسه.
وفي المقابل، يطالب حزب "شاس" بوزارة الداخلية وكذلك وزارة الأديان، فيما يحتدم التنافس على وزارة الإسكان، في الوقت الذي أكد فيه قادة "يهدوت هتوراة" أنهم لن يطالبوا بتولي وزارات في الحكومة القادمة، فيما يسعون في المقابل إلى رئاسة أهم اللجان البرلمانية في الكنيست.
وأوضح نتنياهو في اللقاءات التي عقدها أمس أنه ينوي إجراء مفاوضات ائتلافية سريعة، بحيث يتمكن من تأليف حكومة جديدة لتؤدي القسم قبل انتهاء فترة التفويض الممنوحة لتشكيلها، وسط ترجيحات بأن تكون المهمة صعبة للغاية ولن يتمكن من إنهائها قبل نهاية كانون الأول/ديسمبر.
وكان نتنياهو أمس قد استهل عملية تركيب البازل من خلال أول تعيين في الحكومة الناشئة في إشارة إلى رئيس الطاقم في مكتب رئيس الوزراء تساحي برافرمان، الذي شغل سابقًا منصب سكرتير الحكومة.
وفي تكتيك مدروس يهدف إلى منع نتنياهو من اللجوء إلى حزب من الوسط السياسي، أعلن أمس تحالف سموتريتش بن غفير أنهما سيخوضان المفاوضات الائتلافية ككتلة واحدة. ويرجح مطلعون أنه من الممكن أن يحتفظ نتنياهو لنفسه بحقيبة الجيش حتى يستطيع لاحقا المناورة بها لضم أطراف جدد.
من المتوقع أن يلتقي اليوم نتنياهو بن غفير، وقد أوضح الأخير انه سيطالب بوزارة الأمن الداخلي مع توسيع الصلاحيات الممنوحة للوزير، إضافة إلى زيادة كبيرة في الميزانيات، يذهب 6 مليرات منها إلى تحسين أداء الشرطة، إضافة ملكات لتعيين مزيد من رجال الشرطة، وزيادة معاشات الشرطيين التي تمت الإشارة في وقت سابق إلى انخفاضها بشكل مقلق.
ويفيد تقرير في "معاريف" بأن بن غفير ينوي المطالبة بزيادة الميزانيات لصالح تحسين أداء جهاز مصلحة السجون بما في ذلك إقامة سجون جديدة وتعقب المساجين الأمنيين. كما يتوقع أن يطلب وزارة التربية والتعليم لصالح العضو في حزبه يتساك فاسرلوف.
وفي الوقت نفسه يطالب سموتريتش بوزارة لها وزنها، تتراوح بين وزارة الجيش والمالية، ويتوقع أن تنشب صراعات حول وزارة الأديان من قبل أكثر من فصيل داخل كتلة اليمين.
يذكر أن الأحزاب الدينية وعلى رأسها تطالب بإلغاء التشريعات التي يعتبرونها تلحق الأذى بالجمهور المتدين في إسرائيل في إشارة إلى زيادة الضرائب على استهلاك الأدوات البلاستيكية (لمرة واحدة) والمشروبات المحلاة الغازية وهي شائعة الاستخدام وسط هذه الشريحة السكانية.