نظم التجمع الفلسطيني للوطن و الشتات ندوة سياسية بعنوان ” 105 عام على وعد بيع فلسطين  وعد بلفور وذلك في قاعة تجمع حكماء فلسطين بمحافظة غزة   .
وقال الأستاذ محمد شريم الأمين العام للتجمع في كلمته أن "ذكرى وعد بلفور تمر وشعبنا الفلسطيني يواجه ظروف بالغة الخطورة و التعقيد وتتعرض فيها القضية الفلسطينية و المشروع الوطني برمته لتحديات جسام لاسيما في ظل استمرار حالة الانقسام الداخلي الذي ألقى بظلاله القاتمة على كافة جوانب الحياة في المجتمع الفلسطيني و في ظل تواصل السياسة العدوانية للاحتلال من اغتيال و اعتقال و حصار و دمار ونهب للأرض و تجريف للمزارع و هدم للبيوت و تهجير للسكان و استمراره في تهويد مدينة القدس و الاعتداء على المقدسات الدينية  . "
وأضاف شريم أن "وعد بلفور الذي شرد شعبنا من أرضه وساهم في كل ما لحق بشعبنا من معاناة جراء الحرب الشاملة التي يشنها الاحتلال الصهيوني على كل ما هو فلسطيني من بشر و شجر و حجر، و لكن لن يستسلم شعبنا فقد سطر بصموده و تضحياته أروع صفحات النضال و خط بدماء الشهداء و معاناة الأسرى و الجرحى أسمى معاني التضحية و الفداء ."
و تحدث الكاتب و المحلل السياسي الأستاذ طلال عوكل قائلا" تمر مئة و خمس أعوام على وعد بلفور المشؤوم وبدلاً من الاعتذار عن ذلك الوعد الكارثي، يمضي أحفاد بلفور في عدائهم للشعب الفلسطيني وحقوقه التاريخية المشروعة و إن وعد بلفور أسس لوجود عنوان اسمه القضية الفلسطينية ومعاناة الفلسطينيين، و إن وعد بلفور "جريمة التاريخ التي حدثت بمنطق القوة"، وأضاف أنه بنى لليهود دولة قوية في فلسطين وجعل من إعادة الفلسطينيين إلى أراضيهم شيئا مستحيلا"، مطالبا بريطانيا بتقديم اعتذار وتعويض للفلسطينيين و أن ما حدث هو مؤامرة دولية؛ فالفلسطينيون ما زالوا يعانون من العنصرية والقمع والتشرد والجوع والنزوح وعدم الحصول على أرقام قومية، فضلا عن القتل في مخيمات اللجوء بسبب هذا الوعد .
وأضاف عوكل أن "قضية فلسطين أصبحت تشق طريقها في المجتمعات الدولية وازداد الوعي بشأنها، ومع ذلك فإن إسرائيل والدول التي تقف خلف وعد بلفور ما زالت تتنكر له ولانعكاساته على فلسطين".
واستدرك قائلا "لكن معظم الاعترافات بحقوق الفلسطينيين وحضور قضيتهم في المحافل الدولية ما زالا على الورق"، وأرجع ذلك إلى أن موازين القوى في العالم تميل إلى صالح إسرائيل التي تعتبر نفسها فوق أي قانون ."
وأضاف عوكل متسائلا: هل سينتظر العالم مئة عام أخرى حتى ينصف الفلسطيني ويحل قضيته ويعيده إلى أرضه، وينهي المعاناة  اللا إنسانية التي يعيشها بسبب هذا الوعد، من فقر وانعدام مقومات الحياة  .
من جانب آخر تحدث  المستشار شعبان الجرجير رئيس مركز التحكيم في نقابة المحامين الفلسطينيين قائلا "وعد بلفور مخالف لأحكام القانون الدولي وباطل لعدم مشروعية مضمونه  حيث أن موضوع الوعد هو التعاقد مع الصهيونية لطرد شعب فلسطين من دياره واعطائها لليهود. ومعروف قانونا أن أساس التعاقد هو المشروعيه مما يجعله باطلا بالإضافة الى ان بريطانيا كدولة قائمة بالاحتلال والانتداب لا تملك السياده على أرض الإقليم المحتل وتبقى السياده لأصحاب الأرض وهم الفلسطينيين  وفقا لما ورد في معاهدة لاهاي   المتعلقه بقوانين وأعراف الحرب البريه لسنة 1907ولكن بريطانيا تصرفت على أنها صاحبة سيادة على أرض فلسطين ونفذت وعد بلفور ومكنت اليهود في فلسطين ومنحتهم كافة الإمكانيات  من دعم  مادي وعسكري لاقتلاع الفلسطينين من أرضهم و الوعد يتناقض مع حق تقرير المصير الذي شرعته كافة المواثيق الدولية حينما منحت بريطانيا حقا وأرضا لا تملكها إلى من لا ملكية له فيها ولا صفه
وبريطانيا أدمجت وعد بلفور ضمن صك الانتداب عام 1922 وهذا مخالف للقانون الدولى ولقانون عصبة الأمم في حينه وقامت بإصدار عشرات القوانين التي تعطي اليهود الحق في التملك بأرض فلسطين وألغت  كافة القوانين العثمانيه التي كانت تحظر عليهم و بذلك تتحمل بريطانيا المسئولية التاريخية والأخلاقية والقانونية والتعويضيه الناتجه عن إصدارها للوعد وعن كافة الجرائم التي ارتكبتها سلطة الاحتلال الاسرائيلي بحق شعبنا من قتل وتعذيب واعتقال وتشريد وسلب لممتلكاته وبحق أرضنا من مصادرة واستيطان وبحق مقدساتنا واثارنا ومواقعنا التراثيه من تدنيس وطمس وهدم وإلغاء معالم حضارية وثقافية ودينيه يجب مقاضاة بريطانيا أمام المحاكم البريطانيه وأمام محكمة العدل الدولية وأمام المحكمه الچنائية الدولية لابطال الوعد وانهاء الاحتلال الاسرائيلي والاعتذار والتعويض للشعب الفلسطيني عما تسببه هذا  الوعد من جرائم وفظائع وعذابات بحق الشعب الفلسطيني
وتوجه شريم بالشكر والتقدير لتجمع حكماء فلسطين ممثلاً في رئيس التجمع اللواء مصباح صقر وأمين السر د. أحمد أبو عيشة على التجربة الفريدة في التعاون المشترك والتنسيق الفعال بين التجمع وتجمع حكماء فلسطين،و توفير قاعة تجمع حكماء فلسطين لإقامة هذه الندوة  كما تقدم بالشكر الجزيل والامتنان الوافر إلى المحاضرين بالندوة و الحضور  .