قال وزير الجيش الإسرائيلي بيني غانتس، يوم الأربعاء، إنه لا يشعر بالقلق من التهديد الذي تشكله إيران وهجمات الفلسطينيين فحسب، بل أيضا من تصاعد التطرف في المجتمع الداخلي.
وأضاف غانتس، في لقاء مع الصحفيين وفق ما نقل عنه الموقع الإلكتروني لصحيفة "جروزاليم بوست" الإسرائيلية: "لدينا جيش ممتاز ونظام أمني يتمتع بقدرات تشغيلية مذهلة".
واستدرك: "لكن ما يزعجني حقا لا يتعلق بالأمن، بل بالتطرف في المجتمع الإسرائيلي، إن التطرف في المجتمع والحكومة يزعجني".
من جهة ثانية اعتبر غانتس، أن لدى إسرائيل "القدرة للتحرك ضد إيران (..) وملتزمة بمواصلة تعزيزها"، وفق الموقع الإلكتروني لصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية.
وفيما يتعلق بالتقارير التي نشرت في الأيام الأخيرة بأن رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو الذي حصد معسكره 64 مقعدا في الانتخابات الأخيرة للكنيست يعتزم مهاجمة المنشآت النووية في إيران خلال فترة ولايته المقبلة قال غانتس: "هذا الخيار يجب أن يدرس بعناية قبل التنفيذ".
وأضاف: "المرة الأخيرة التي كان فيها الجيش الإسرائيلي على مستوى عالٍ من الاستعداد كنت أنا حينها رئيسا للأركان، وكما نشر في الإعلام قرر نتنياهو حين كان رئيسا للوزراء والذي من المتوقع أن يتولى المنصب مرة أخرى، ألا يفعل ذلك"، في إشارة إلى تقارير عبرية سابقة قالت إنه رفض مهاجمة إيران.
وتوقع غانتس أن "تتعزز (قوة) إيران نتيجة علاقاتها مع روسيا والصراع بين القوى العالمية الكبرى"، معتبرا أن ذلك سيكون له "تأثير على المنطقة بأسرها".
وبشأن الأوضاع المتصاعدة في الضفة الغربية قال غانس: "آمل ألا نرى مستوى من العنف أعلى مما رأيناه حتى الآن، يبدأ من القدس ويمتد إلى الضفة الغربية وغزة وربما الساحة الشمالية أيضًا، لكن بالنظر إلى الواقع هذا ليس سيناريو خياليا".
وأضاف: "سلسلة هجمات إطلاق النار في الضفة الغربية، إلى جانب صعود إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش إلى مناصب رفيعة في الحكومة الجديدة، قد يؤديان إلى تدهور الوضع المتفجر أصلا".
وينظر إلى بن غفير على أنه ظاهرة صعود اليمين المتشدد في إسرائيل، حيث هتف أنصاره في حفل الانتصار بالانتخابات فجر الأربعاء بشعار "الموت للعرب".
وبرز اسمه في العديد من الأحداث في السنوات الأخيرة، وخاصة عندما أقام خيمة في حي الشيخ جراح بمدينة القدس الشرقية.
ومن المقرر أن يغادر غانتس منصبه بعد تشكيل حكومة جديدة متوقع أن تكون برئاسة نتنياهو في الأسابيع القادمة.
ويطالب سموتريتش زعيم "الصهيونية الدينية" اليميني المتشدد بحقيبة الدفاع، حيث أشار إلى أنه سيسعى لحل الإدارة المدنية الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية.
والإدارة المدنية هي الذراع التنفيذية لوزارة الجيش الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية، ومسؤولة عن إصدار تصاريح التنقل والبناء وغيرها من القضايا المرتبطة بحياة الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وردا على سؤال بشأن مطالبة سموتريتش بإلغاء الإدارة المدنية قال غانتس، بحسب إذاعة الجيش الإسرائيلي: "لا أعتقد أنه من الممكن على الإطلاق إلغاء الإدارة المدنية".
وأردف: "لا أعتقد أن هناك طريقة للقيام بذلك أو أنهم سيفعلون ذلك حقًا، وهذا بالتأكيد ليس صحيحا، نحتاج إلى زيادة قدرات الرقابة وميزانيات الإدارة المدنية".
ووصفت وسائل إعلام إسرائيلية اللقاء مع غانتس بأنه الأخير له في منصبه الحالي.
ومن المتوقع أن يستكمل نتنياهو في الأسابيع القليلة المقبلة تشكيل حكومته الجديدة.