سربت وسائل إعلام عبرية، تسجيل صوتي للرئيس الإسرائيلي، يتسحاق هرتسوغ ، خلال مشاوراته مع كتلة "شاس" لتسمية عضو كنيست يكلفه بتشكيل الحكومة المقبلة، حذّر فيه الأحزاب التي من التوقع أن تشكل ائتلاف بنيامين نتنياهو، من عضو الكنيست الكاهاني، رئيس حزب "عوتسما يهوديت"، إيتمار بن غفير، وقال إن مسألة "جيل الهيكل" في إشارة إلى المسجد الأقصى في مدينة القدس المحتلة، "مسألة حرجة".
وشدد هرتسوغ على أن "العالم من حولنا والعالم بأسره قلق من شريككم"، في إشارة إلى بن غفير، وأضاف "قلت له ذلك ولكن هذا الأمر ليس للنشر، لا أريد أن أتسبب في مشاكل"، وبعد نشر التسريب في وسائل الإعلام، سارع ديوان الرئيس الإسرائيلي للتأكيد على هرتسوغ "عرض على ممثلي كتلة شاس توجهات تلقاها والتي عبرت عن قلق من مواقف عضو الكنيست إيتمار بن غفير من بعض القضايا".
وأضاف ديوان الرئيس الإسرائيلي أن "الرئيس شدد في المحادثة على المسؤولية الملقاة على عاتق جميع المسؤولين المنتخبين. وأضاف أنه في إطار حديثه مع جميع رؤساء الكتل البرلمانية المنتخبة، يوم الخميس الماضي، اتصل الرئيس بعضو الكنيست بن غفير، في حوار صريح وصادق، طرح هذا الموضوع أمامه كذلك".
وقال مكتب هرتسوغ إن التكليف رسميًا بتشكيل الحكومة سيصدر يوم الأحد المقبل، من المرجح أن يضطر نتنياهو إلى التوفيق بين مطالب حلفائه اليمينيين المتطرفين، لكن من غير المتوقع أن يواجه تحديات لا يمكن التغلب عليها خلال المفاوضات الائتلافية.
بدأ الرئيس الإسرائيلي، يتسحاق هرتسوغ، مساء الأربعاء، مشاوراته مع الكتل البرلمانية لتسمية عضو كنيست يكلفه بتشكيل الحكومة المقبلة، في إجراءات قانونية صورية، فيما شرع زعيم حزب الليكود، بنيامين نتنياهو، بالمفاوضات الائتلافية بعد فوز معسكره بأغلبية برلمانية في الكنيست الـ25.
ويتضح من المشاورات التي يعقدها الرئيس الإسرائيلي في مقر إقامته الرسمي، أن فرص تشكيل حكومة وحدة إسرائيلية تضم كتلا من المعسكر المناوئ لنتنياهو، معدومة، وذلك في ظل رفض "ييش عتيد" برئاسة يائير لابيد، و"المعسكر الوطني" برئاسة بيني غانتس، التعاون مع نتنياهو بدعوى "محاكمته بتهم فساد".
ومع انطلاق جولة المشاورات الرئاسية، وبعد تسلمه النتائج الرسمية للانتخابات من لجنة الانتخابات المركزية، في وقت سابق اليوم، قال هرتسوغ إنه "ليس سرا أنني أؤمن بالوحدة. لكنني على عكس التقارير التي نشرت مؤخرا، لم أعمل ولا أعمل للضغط من أجل تشكيل أي حكومة معينة ولست منخرطا في تشكيل الحكومة أو حجمها. أترك هذه المهمة للنظام السياسي وله وحده".
وأشارت التقارير التي أوردتها وسائل الإعلام العبرية أن حكومة نتنياهو السادسة المرتقبة، ستضم 30 وزيرا بالإضافة إلى نواب الوزراء الذين من المتوقع تعيينهم؛ فيما تحظى الحكومة بأغلبية مستقرة إلى حد ما (64 عضو كنيست من أصل 120)، بعد حقبة غير مسبوقة من الجمود السياسي وخمس انتخابات خلال أربع سنوات.
وفي هذه المرحلة، أوصت كتلتي "الليكود" و"شاس" بتكليف بنيامين نتنياهو بتشكيل الحكومة، ومن المتوقع أن يحظى الأخير بتوصية 64 عضو كنيست، في حين أوصت كتلة "ييش عتيد" بتكليف يائير لابيد، وامتنعت كتلة "المعسكر الوطني" برئاسة غانتس عن التوصية بتكليف أي مرشح بذريعة أن نتائج انتخابات الكنيست "جاءت حاسمة لصالح نتنياهو.
وافتتح جولة المشاورات مع هرتسوغ ممثلو كتلة الليكود، ياريف ليفين وميري ريغيف وإيلي كوهين. واعتبر ليفين أن "نتائج الانتخابات حاسمة وواضحة، وأظهرت أنه بعد هذه الفترة الطويلة والصعبة - هناك تفويض واضح لليكود وشراكئنا لتشكيل الحكومة. نبذل جهدًا لتشكيل الحكومة في أسرع وقت ممكن".
وحين سئل ليفين عن مخططات الحكومة المقبلة في الضفة الغربية ، وذلك في ظل إعلان نتنياهو خلال ولايته الأخيرة عزمه ضم أكثر من 30% من مساحة الضفة الغربية، بما يشمل جميع المستوطنات وأراض في محيطها وغور الأردن، قال ليفين: "كنا بعيدين مسافة خطوة واحدة من فرض السيادة في يهودا والسامرة (الضفة الغربية)، آمل أن ندلي بتصريحات أقل ونمضي قدمًا في خطوات عملية".
من جانبها، شددت وزيرة الاقتصاد عن "ييش عتيد"، أورنا بربيباي، على أن حزبها لن يشارك في حكومة يقودها "متهم بجرائم جنائية"، من جانبه رفض الوزير زيئيف إلكين، تسمية عضو كنيست لتكليفه بتشكيل الحكومة، وأكد أن "المعسكر الوطني" وعد ناخبيها أنه "لن يشارك في حكومة يقودها نتنياهو"، غير أنه أشار إلى أن كتلة "المعسكر الوطني" "ستتعاون مع ‘ييش عتيد‘ من على مقاعد المعارضة".