- بقلم علي بدوان ... عضو اتحاد الكتاب العرب
تبقى المباني القديمة لجامعة دمشق في منطقة (البرامكة) هي الأجمل، والأكثر حميمية، وحنية، من كل المباني الحديثة للجامعة ومختلفة كلياتها، والتي باتت تنتشر في مناطق مختلفة بدمشق، فمنها من بات يقع في المنطقة الإستراتيجية الواقعة على يمين اوتوستراد المزة ذهاباً، وهي كليات (الآداب بكل اقسامها وفروعها) و (الطب البشري) و (الصيدلة) و (الإعلام) ...الخ. وكلية الهندسات (الميكانية والكهربائية بكافة اختصاصاتها، وهندسة المعلوماتية ... وهي الكلية المعروفة بـــ الهمك)، وفي منطقة بساتين ابو جرش (كلية الزراعة)، فضلاً عن الإمتداد الموصول بين المباني القديمة للجامعة وكلية العلوم (بكل اقسامها وفروعها) وكليتي الهندسة والهندسة المدنية، وهندسة العمارة، وكلية الحقوق، وكلية الفنون الجميلة، وكلية التربية، وكلية التجارة والإقتصاد ...الخ.
من حظي، اثناء دراستي الجامعة، أن توسّع أبنية كلية العلوم كان ملاصقاً لمباني الجامعة القديمة تماً حيث تقع مباني دار الكيمياء ودار الفيزياء والرياضيات، فكنّا دوماً في حدائق المباني القديمة مابين المحاضرات أثناء الإستراحة، وزاد من ذلك وجود المقصف التاريخي بالجامعة (مقصف الشهيد يوسف الزروني) الذي كان موئلاً للجميع، وللفعاليات المختلفة ومنها السياسية التي كان يقيمها الإتحاد العام لطلبة فلسطين، وقد شِهِدَ المقصف ندوات لكل القيادات الفلسطينية، فكان بحق مكاناً للتفاعل وأحياناً كثيرة لـــ (النقاشات والحوارات) التي كان بعضها ينتهي بـــ (الطوشات الفصائلية) خاصة اثناء وجود جبهتي رفض وقبول... وفي مختلف المنعطفات التي مرت بها حركة التحرر الوطني الفلسطينية المعاصرة بكل مشاربها.
سنوات طيبة، قضيناها في الدراسة الجامعة، في جامعة دمشق، الأرقى عربياً الى جانب جامعتي القاهرة وبغداد... وقد درست المواد العلمية وتعلّمت على يد اساطين في التكوين العلمي من دكاترة ومنهم من يحمل درجة (بروفسور) من ارقى جامعات العالم...رحمهم الله، فغالبيتهم انتقلوا الى العالم الأخر.
(أرفق صورة لي مع مجموعة من الزملاء عندما كنا سنة اولى في الحديقة المقابلة لمقصف الأزروني، وهم وقوفا من يمين الصورة : اسماعيل دياب + علي عبد الهادي + علي بدوان + محمد يونس + أحمد صالح + محمد جورية + عدنان أبو ناصر).
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت