قال المختص بشؤون الأسرى والمحررين عبد الناصر فروانة إن العلاقة التي كانت تربط الشهيد الخالد ياسر عرفات بالأسرى والمحررين، لم تكن مجرد علاقة مسؤول بمرؤوسيه، أو قائد بجنوده، فحسب، إنما هي علاقة الأب بأبنائه، فهو من وصفهم في محافل عدة بأنهم خيرة أبناء الشعب الفلسطيني".
وأضاف فروانة في حديث صحفي "كان أبا عمار وفياً لقضيتهم وصادقا معهم وسخيا في دعمه لهم، ومتابعا لتفاصيل حياتهم وعلى تواصل دائم معهم، وحريصا على أن تبقى قضيتهم حاضرة وحية في جميع الأوقات، وضمن كافة الخطابات الشعبية والرسمية، وموجودة على أجندة اللقاءات العربية والدولية، وكثيرا ما أصر على إدراجها ضمن لقاءاته مع زعماء العالم، واصطحب معه مرارا أبناء الأسرى خلال لقاءاته مع شخصيات عربية ودولية، ومنها -على سبيل المثال لا الحصر- لقاؤه بالرئيس الأميركي "بيل كلنتون" والرئيس الفرنسي "جاك شيراك" وبابا الفاتيكان "يوحنا بولس الثاني" وغيرهم.
وأشار فروانة إلى أن "أبو عمار"، هو القائد الفلسطيني الذي أسس لثقافة أسر وخطف جنود الاحتلال الاسرائيلي لمبادلتهم بالأسرى الفلسطينيين. كما أصرّ على إطلاق سراحهم في إطار العملية السلمية التي انطلقت عقب اتفاق "اوسلو" عام 1993، لينجح في انتزاع حرية الآلاف منهم، في اطار صفقات التبادل والمفاوضات السياسية.
وأكد المختص في شؤون الاسرى عبد الناصر فروانة، أن قرار الرئيس "ياسر عرفات" عام 1998 بتشكيل وزارة تعنى بقضية الاسرى والمحررين وتتابع شؤونهم احدثت نقلة نوعية في التعامل معهم وفي طبيعة ومستوى الخدمات المقدمة لهم وعززت من حضور قضيتهم على كافة الصعد والمستويات.
ويتذكر فروانة موقفا حدث معه حيث قالت له زوجة الرئيس سهى عرفات خلال اتصال هاتفي في وقت سابق: "لقد أوصانا "أبو عمار" وهو على فراش الموت بالأسرى، وأوصى من كان يقف حوله بهم، وحثّ وزير المالية في الحكومة آنذاك سلام فياض على مواصلة الاهتمام بهم وصرف مستحقاتهم المالية".