• بقلم علي بدوان

يجلس مخيم اليرموك على بحرٍ من المياه الجوفية النقية ذات المقياس المثالي على سلم الــــ (PPM) الذي يقيس جودة المياه وعذوبتها ونقائها، ونسب الأملاح النافعة بها.

المياه الجوفية في مسطح مدينة دمشق ومنها اليرموك، تتدفق عبر الأخاديد تحت الأرضية، والآتية من المرتفعات العالية من جبال مناطق الزبداني والقلمون وجبل قاسيون، والتي تَغمُرُ المسطحات تحت الأرضية لمدينة دمشق وصولاً الى الغوطتين الشرقية والغربية، بما فيها مخيم اليرموك.

كانت الينابيع تنتشر في اليرموك، في أكثر من مكان، واجيالنا تستذكر : نبع العصرونية، والمشرع، وقناة ترانس ... وغيرها. كما تستذكر الأخدود المائي الذي كان يَعبُرُ شارع اليرموك وعلى عمقٍ قليل منه، ليصل الى مصب المشروع، حيث يتشكّل المسبح الطبعي، الذي كان يتزاحم الفتيان والشبان من أبناء مخيم اليرموك يوم الجمعة في السباحة بمياهه العذبة. وكم من حادثة غرق وقعت في المسبح الطبيعي إياه.

إضافة لذلك، فإن البساتين المحيطة باليرموك، كانت تروي في الصيف من آبار المياه قليلة العمق، والقريبة من سطح الأرض، حيث تُسمع أصوات (مواتير) سحب المياه منذ الفجر لإرواء المزروعات.

وهناك من لايعرف لماذا اطلق على مدخل مخيم اليرموك مُسمى (موقف الجسر)، وفي حقيقة الأمر فإن الإسم جاء عندما كانت تتدفق من على مدخل اليرموك ساقية من المياه النقية، الآتية من المنهل المائي الموجود حتى الآن في زاوية منطقة القاعة المطلة على اليرموك، وكان فوق الساقية جسراً لعبور الناس، حيث كانت تتجه المياه نحو بساتين (حي الزهور حالياً) بعد ان تَعبُر معملاً للصابون كان مُقاماً مكان مسجد البشير حالياً.

مياه اليرموك، لم تنضب، لكن الأمور تمت إعادة تنظيمها، عملياً، وفنياً، لمنع الهدر، ووصلها بشبكة التوزيع الرئيسية للمياه بدمشق. لكن تلك الأيام كانت زاخرة بحياة المخيم، ووفرة المياه، والبساتين التي كانت تحيط به خاصة في منطقة غرب اليرموك التي باتت جزءاً من التنظيم العقاري.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت