مع اقتراب فصل الشتاء، ينشط العمل بداخل مصنع النسيج المختص بصناعة البطانيات والمفارش الشتوية، بعد أن كان يسوده الهدوء طيلة أيام الصيف.
يقول صاحب مصنع الوطنية للنسيج، زياد حبوب، إن فصل الشتاء يعتبر موسماً للعمل بداخل المصنع، لكثرة الطلب على المستلزمات الشتوية من النسيج.
وأضاف حبوب في لقاء مع وكالة (APA) أن مصنع النسيج توقف عن العمل لمدة عشرة سنوات، لسوء الأوضاع الاقتصادية العامة في قطاع غزة.
ولفت إلى أن مصنعه كان يشغل أعداد كبيرة من الأيدي العاملة قبل توقف المصنع عن العمل، وبعد استئناف التصنيع اكتفى بعدد متواضع من العاملين نظراً لتواضع الطلب في الأسواق المحلية.
وكان مصنع النسيج ينتج أكثر من 15 طن يومياً من القماش والمستلزمات الشتوية، وبالوقت الحالي لا يتجاوز الإنتاج 3 طن أسبوعياً، وفقاً لحبوب.
ونوه حبوب وهو أب لـ 11 شخص، إلى أن عدد الأيدي العاملة بالمصنع بالوقت الحالي 6 أشخاص فقط، بينما كان يزيد عدد العاملين عن 150 قبل إغلاق المصنع.
وتابع أن السبب الرئيسي في تدهور الأوضاع الاقتصادية، الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ 16 عاماً.
وقال حبوب "إن الحصار الإسرائيلي أثر على سير العمل بالمصنع بنسبة تزيد عن 95%، بعد إغلاق المعابر أمام التصدير، وعدم إدخال المواد والمعدات اللازمة للصناعة".
وأوضح آلية صناعة البطانيات "تبدأ عملية التصنيع من تشابك الخيوط بشكل دقيق بداخل ماكينات خاصة، وتختلف المدة باختلاف الحجم، لتأتي بعدها مرحلة اختيار الشكل المناسب واللون بواسطة آلة الصباغة".
وأكمل حبوب، أن المرحلة الأولى تبدأ من إدخال الخيوط إلى آلة النسيج وتلوينها ثم تفصيلها وتوزيعها على التجار في قطاع غزة، ليتم عرضها بالأسواق المحلية.
واستدرك أنه يستخدم جميع أنواع القماش والخيوط في صناعة المستلزمات الشتوية، مشيراً إلى الجودة العالية التي تتميز بها الصناعة الوطنية.
وذكر حبوب أن المصنع يعمل بناء على الطلب في الأسواق المحلية، ففي الفترات التي يتوقف بها الطلب، يتوقف العمل بداخل المصنع الذي يقع في بيت حانون شمال قطاع غزة.
ويرى أن بالرغم من حاجة الزبائن إلى المستلزمات الشتوية من النسيج إلا أن سوء الأوضاع الاقتصادية تجعل الطلب ضعيف للغاية بالرغم من ضرورة الحاجة.
وأشار حبوب إلى أن تواضع الطلب في الموسم الحالي من فصل الشتاء، على عكس المواسم السابقة التي كانت تعد موسماً للرزق والعمل، بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية في قطاع غزة.
وبين أن أسعار مصنوعات النسيج في مصنعه متواضعة جداً مقارنة بالمستورد الذي يكون سعره مرتفع، وجودته قليلة.
ويطمح حبوب أن يعود العمل في مصنعه إلى طبيعته القديمة، من حيث عدد العاملين، ووفرة الإنتاج اليومي، وتغطية حاجة الأسواق المحلية والتصدير إلى الدول الخارجية.
ويأمل أن تعود المصانع في قطاع غزة إلى عملها، لتشغيل أكبر عدد ممكن من الأيدي العاملة في ظل الانتشار الكبير للبطالة.