أدان المبعوث الأممي لعملية السلام في الشرق الأوسط تور وينسلاند الهجمات العنيفة التي شنها المتطرفون الإسرائيليون ضد السكان الفلسطينيين في البلدة القديمة بالخليل، حيث شارك 30 ألف مستوطن في ما يسمى بـ "احتفالات سبت حياة سارة".
وقال وينسلاند في تغريدة عبر "تويتر"، "قد تؤدي مثل هذه الأعمال إلى تفاقم بيئة متوترة بالفعل. يتحمل الجميع مسؤولية العمل ضد المتطرفين والتحدث علانية ضد جميع أعمال العنف والتحريض."
وأدان وزير الجيش الإسرائيلي بيني غانتس ، مساء السبت، عنف المستوطنين ضد قواته، وكذلك ضد الفلسطينيين، خلال احتفالاتهم بالخليل اليوم.
ووصف غانتس في تغريدة له، المستوطنين الذين شاركوا في الهجمات ضد قواته والفلسطينيين بـ "المتطرفين"، مدعيًا أن قواته عملت بحزم لمنع وقوع إصابات أو مهاجمة الممتلكات.
وقال: "أنا واثق من أننا سنستنفد القانون مع مثيري الشغب، والذين يضر سلوكهم بالقدرة على إنجاز المهام الأمنية في القطاع".
وكان رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي أدان الاعتداء من قبل المستوطنين على أحد الجنود ما أدى لإصابته بجروح طفيفة، ووصف الحادث بالخطير.
آلاف المستوطنين يستبيحون الحرم الإبراهيمي
واستباح آلاف المستوطنين، مساء السبت، الحرم الإبراهيمي الشريف في البلدة القديمة من مدينة الخليل، بذريعة الاحتفال بـ"الأعياد اليهودية".
وأفادت مصادر محلية بأن المستوطنين نصبوا خيامهم في محيط وساحات الحرم الخارجية، واستباحوا مدججين بالسلاح وبحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي، الحرم الإبراهيمي الشريف، وأدوا صلوات تلمودية فيه، كما أطلقوا مزاميرهم وأبواقهم داخل المسجد وفي باحاته وأروقته وساحاته الخارجية.
وأشارت ، إلى أن اقتحام المستوطنين للحرم ونصبهم لخيام متنقلة في محيطه تزامن مع اعتداءاتهم التي طالت كافة أحياء البلدة القديمة بمدينة الخليل اليوم، ومع منع سلطات الاحتلال رفع الآذان فيه لعشرات الأوقات خلال الشهر الواحد، مضيفا أن قوات الاحتلال تمارس التضييق وتعرقل وصول الوافدين والزائرين والمصلين من المسلمين الى الحرم بشكل مستمر في محاولة لتهويده بالكامل.
ووصف المواطن طارق البيطار الذي يقطن بجوار الحرم في البلدة القديمة لوكالى "وفا"، اقتحام آلاف المستوطنين الحرم الإبراهيمي بالأمر الخطير الذي ينذر بعواقب وخيمة، وخطوة جديدة باتجاه السيطرة عليه.
وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير احمد التميمي ، إن استباحة المستوطنين الحرم الإبراهيمي وكافة أرجاء البلدة القديمة ووسط مدينة الخليل، يندرج ضمن الإجراءات التعسفية الإسرائيلية التي تهدف الى إرغام المواطنين على ترك الصلاة في الحرم الإبراهيمي، والرحيل بقوة السلاح من منازلهم التي ورثوها عن آبائهم وأجدادهم في البلدة القديمة.
واعتبر التعدي وإقامة حفلات صاخبة في الحرم الإبراهيمي الشريف تدنيسا له وتعديا صارخا على الديانات السماوية، وحرية العبادة، التي كفلتها الشرائع والقوانين الدولية.
ودعا التميمي، المواطنين إلى رفض اعتداءات المستوطنين وممارسات الاحتلال الإسرائيلي، مطالبا المجتمع الدولي بالالتزام بمسؤولياته والضغط على حكومة الاحتلال للتوقف عما تمارسه من انتهاكات واعتداءات صارخة بحق المقدسات الإسلامية في فلسطين وخاصة الحرم الإبراهيمي والمسجد الأقصى المبارك.
ودعا التميمي، جميع المواطنين، خاصة أبناء محافظة الخليل، إلى إعمار البلدة القديمة والتواجد فيها والتصدي باستمرار لممارسات الاحتلال ومستوطنيه، مشددا على أهمية التسوق من محالها التجارية، لحمايتهما من التهويد ومن اعتداءات المستوطنين وقوات الاحتلال.
يشار الى أن سلطات الاحتلال عادة ما تقوم بإغلاق الحرم الابراهيمي لمدة عشرة أيام في السنة، وذلك بموجب قرارات ما تسمى لجنة "شمغار" الإسرائيلية التي تشكّلت عقب ارتكاب أحد مستوطني "كريات أربع" المقامة على أراضي المواطنين شرق مدينة الخليل، مجزرة بحق المصلين أثناء تأديتهم صلاة الفجر في الحرم، في شباط من العام 1994، حيث قسمته اللجنة ووضعت جدولا بإغلاقه أمام المسلمين في الأعياد اليهودية