قال الشيخ الدكتور محمود الهباش قاضي قضاة فلسطين مستشار الرئيس للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية ان "فلسطين الارض المباركة تنطق كل يوم بقيم التسامح ونبذ الكراهية رغم أنها تعيش تحت سياط جلابي ثقافة الكراهية الذين يحاولون تشويه وجه الإنسانية كلها باحتلالهم وعدوانهم وكراهيتهم للإنسان"، مؤكداً ان "دولة فلسطين على مر التاريخ ومنذ تحريرها من الاحتلال الروماني على يد الخليفة عمر بن الخطاب تمثل نموذجاً للتعايش والتسامح من خلال العهدة العمرية التي جمعت بمنتهى الإبداع والعظمة بين مكونات الجنس البشري في مدينة السلام والتعايش مدينة القدس."
جاءت أقوال الهباش خلال كلمته أمام المؤتمر السنوي الخامس والثلاثين لمسلمي أمريكا اللاتينية ودول البحر الكاريبي، الذي ينظمه مركز الدعوة الإسلامية في مدينة ساو باولو البرازيلية بعنوان: (مسلمو أمريكا في مواجهة ظاهرة الكراهية) خلال الفترة 18-20 نوفمبر 2022م ، بمشاركة العديد من وزراء الأوقاف والمفتين ورجال الدين وقادة المؤسسات الدينية في العالمين العربي والإسلامي، وعدد كبير من العلماء والأكاديميين وطلبة العلم، ويسلط الضوء على المسائل الهامة المتعلقة بمسلمي أمريكا اللاتينية في مواجهة الكراهية.
وأكد قاضي القضاة خلال كلمته ان رسالة الإسلام هي رحمة للعالمين لأن الدين الإسلامي هو دعوة عالمية للإنسانية كلها تظلل تحتها كل البشر من مختلف الأجناس والأقطار والثقافات .
وأضاف الهباش أننا كأمة إسلامية نعاني من ثقافة الكراهية لديننا وثقافتنا وقيمنا ولكن ديننا بريء من ثقافة الكراهية وخطاب الكراهية ومن خطاب العنف المؤسس على ثقافة الكراهية ونحن ضحايا هذا الخطاب العمصري ، وديننا يأبى ان نكره أحد لا لدينه ولا لونه ولا لجنسه ولا لغته وديننا مملوء بالسماحة واليسر والأخوة الإنسانية.
وأضاف قاضي القضاة ان فلسطين أرض السلام والتعايش مثالاً للأخوة الإنسانية تعاني اليوم من عدوان المحتلين وكراهيتهم ، مضيفاً ان خطاب الكراهية لدى الاحتلال هو سياسة دولة وعلى لسان قادتها وأعضاء حكومتها ومثال ذلك الإرهابي المدعو ايتمار بن غفير الذي ينادي صراحة وبشكل رسمي وعلني بالموت للعرب ويلوم جيش الاحتلال - المجرم بالأساس -بأنه لا يطلق النار مباشرة على الأطفال والنساء بهدف القتل متسائلاً ان كان ذلك خطاباً للكراهية ؟؟
وأكد الهباش ان الظلم والعدوان هو أساس للكراهية بين الناس ، مؤكداً ان التسامح يكون مع من يستحق التسامح ولا يمكن ان نتسامح مع الذين يعتدون على الإنسان وعلى بيوتنا ومساجدنا وزيتوننا ومقدساتنا.
وختم الهباش كلمته بأن مقاومة العدوان هي ديننا ومقاومة الظلم هي واجبنا ، مؤكداً "اننا لا نعتدي على أحد والذي يغتصب أرضنا لا مكان له في التسامح والأخوة وعندما ينتهي الاحتلال لن تكون هناك كراهية ولن يكون هناك عنصرية ولن يكون هناك ظلم ودماء ."
وتشارك دولة فلسطين في فعاليات المؤتمر الـ35 لمسلمي دول أمريكا اللاتينية ودول البحر الكاريبي بوفد رسمي يرأسه الدكتور محمود الهباش قاضي قضاة فلسطين مستشار الرئيس للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية وضم السفير إبراهيم الزين سفير دولة فلسطين في البرازيل وعميد السلك الديبلوماسي العربي في أمريكا اللاتينية، وفضيلة القاضي الشرعي الدكتور ماهر خضير رئيس المحكمة العليا الشرعية وخالد بارود مساعد قاضي القضاة وحمزة دعنا مدير مكتب قاضي القضاة.