أكد النائب العام في قطاع غزة المستشار د. محمد النحال، على عدم وجود أي متسبب خارجي في حادثة حريق جباليا، والذي راح ضحيتها 22 فقيد من عائلة أبو ريا؛ موضحا بأن الحريق ناتج عن سوء استخدام أحد أفراد العائلة المنكوبة لمادة البنزين خلال مراسم الاحتفال بقدوم أحد أفراد عائلته من رحلة سفر خارجية.
وأضاف النائب العام خلال سرده للوقائع المتعلقة بنتائج التحقيقات في المؤتمر الصحفي الذي عقدته النيابة العامة مساء الأحد بالتعاون مع وزارة الداخلية "أن النيابة العامة خلُصت إلى هذا التقرير استناداً إلى جملة من الأدلة؛ أبرزها التقارير الفنية الصادرة عن إدارة الأدلة الجنائية، ومديرية الدفاع المدني ودائرة المصادر الفنية بالمباحث العامة، وشهود العيان وكاميرات المراقبة في محيط المنزل."
وقدّر النائب العام جهود جميع المواطنين الذين لبوا نداء الإنسانية، وتحملوا المخاطر والصعاب في محاولة منهم لإنقاذ ضحايا هذا الحادث الأليم إلا أن قدر الله نافذ، ولا راد لأمره، كما تقدم بجزيل الثناء لجهود كافة الطواقم العاملة في الميدان، من طواقم الدفاع المدني، والشرطة، والأدلة الجنائية، والمباحث العامة، والمصادر الفنية بالمباحث العامة، وتحقيق الشرطة.
وعليه حذرت النيابة العامة وسائل الإعلام ورواد التواصل الاجتماعي من نشر أو تداول أي شائعات أو أخبار أو معلومات بشأن الحادثة خلاف ما تم تأكيده خلال هذا المؤتمر الصحفي، وتؤكد ضرورة التزام الجميع بالقانون وبالرواية الرسمية التي ذكرها النائب العام خلال المؤتمر.
التفاصيل:
وقال النائب العام :" الحريق نشب الساعة :6:11 دقيقة في بناية سكنية لعائلة أبو ريا في تل الزعتر شرق مخيم جباليا شمال قطاع غزة , هب الاهالي للنجدة ووجدوا الباب الخارجي مغلقا واعتلوا السور إلى الطابق الاول ووصلوا عبر السلم للباب الخارجي وفتح".
وأضاف " وصل لاحقا مزيد من المواطنين إلى الطابق الثالث وفتحوا الباب .. ووصلت طواقم الدفاع المدني وتمكنت من السيطرة على الحريق دون أن ينتقل لمنازل أخرى".
وتابع " الحريق شب في بناية من 3 طوابق كل طابق يحتوي على شقة واحدة ووقع الحريق في الطابق الثالث المكون من 5 غرف .. ويقطن فيها المواطن نادر أبو ريا".
وقال " النيابة أشرفت بالفور على الواقعة منذ اللحظة الأولى بالتقصي من داخل مكان الواقعة وخارجها .. عملت جميع الجهات من النيابة والدفاع المدني والأدلة الجنائية وغيرها".
واوضح بأنه " تم تدوين جميع أقوال الشهود ممن وصلوا لمكان الحدث وجيران المنزل وأقارب الضحايا وتم معاينة مكان الواقعة وتبين احتراق معظم مكونات الشقة السكنية ووفاة من جميع بداخلها والبالغ عددهم 22 مواطنًا".
وقال "اجتماع جميع الضحايا في منزل المواطن نادر فرج أبو ريا كان بسبب الحفل الذي دعاهم إليه في منزله بمناسبة عودة شقيقه ماهر من السفر وأفاد الشاهد (م,ج) من أقارب العائلة أن نادر دعا الجميع وصديق نادر أكد أنه جهز للاحتفال".
وذكر النائب العام بأن " سبب اندلاع الحريق هو قيام نادر أبو ريا باستخدام مادة البنزين في حركات احتفالية نارية واستخدمه على باب الغرفة الذي كان يتواجد به أهله وهي الغرفة الواقعة في الشقة الجنبوية الغربية إلا أنه فقد السيطرة على النيران التي وصلت لجالون البنزين الذي كان يقف جانبه واشتعلت النيران ودخلت النيران وحاول منع وصول النيران اليهم من خلال اغلاق باب الغرفة التي كانوا يتواجدون فيها إلا أن تسرب البنزين أدى لوصول النيران لاثاثها واشتعالها".
وقال " وساعد على ذلك عدة عوامل أبرزها السجاد الأرضي والكنب المصنوع من الخشب ووجود اطارات سيارات معلقة في سقف الغرفة على شكل نجف وسقطت على الأرض بفعل الحريق ولكثرة الأثاث والديكورات من الخشب".
وبين بأنه "لم يتمكن أحد من مغادرة الغرفة حيًا بسبب إغلاق الباب عليهم من نادر الذي حاول يحميهم وعثر على نادر محترقا في الغرفة الثانية التي امتدت إليها النيران".
وقال " وثبتت الوقائع عن ذلك من خلال تقارير الأدلة الجنائية والدفاع المدني والكشف والمعاينة والصفة التشريحية للضحايا وأقوال أحد الشهود الذي أثبت وجود جالون بنزين بالخارج".
وأوضح بأن "الضحايا لحظة اشتعال النيران تواجدوا بجانبي نافذة الغرفة الأمر الذي يدلل على أنه لا يمكنهم التوجه لباب الغرفة لأن مصدر القوة كانت في جهة الباب فلجأوا إلى ناحية الشبابيك للاستغاثة وهذا صادر بموجب التقارير الصادرة عن الأدلة الجنائبة والدفاع المدني وأقوال الشهود".
وأشار إلى أن " كثافة النيران بسبب ديكور الغرفة وإغلاق الباب الخارجي للمنزل أخر وصول المواطنين للشقة( ..) الدفاع المدني تلقى الحريق في تمام الساعة 6:18 مساءً ووصلت طواقمه لمكان الواقعة عند الساعة 6:25 وعليه قاموا بالتعامل مع الحريق".
زقال "المتوفي نادر أبو ريا لديه هواية كبيرة في صنع الديكور بنفسه وهو من جهز ديكور منزله وغرفة الضيافة خاصة ومن إطارات السيارات التي أجرى عليها المزيد من الدهان والديكور المزين وهذا مثبت بموجب التقارير الفنية الصادرة عن المباحث العامة وكان يبالغ في إقامة الحفلات في منزله باستمرار ويستخدم الشموع والعاب نارية وعلب السبيريه وفق ما أكدته شاهدة من أقارب الضحايا".
وشدد " لا وجود متسبب خارجي بالحقيقي وهذا ما تؤكده جملة من الأدلة أبرزها الأدلة الفنية والجنائية".
وقال "كاميرات المراقبة لم ترصد دخول أو خروج أي شخص للمنزل قبل وقوع الحدث وهو ما يؤكده شهود الواقعة، نقدر جميع المواطنين الذين لبوا جهود الإنسانية ومحاولة انقاذ الضحايا إلا ان قدر الله نافذ ولا راد لأمره".