- بقلم سفير الاعلام العربي عن دولة فلسطين ، الكاتب والاديب العربي الفلسطيني الاعلامي د. رضوان عبد الله*
تعتبر المناصب بالنسبة لكثير من الناس ربا معبودا لا يمكن الاستغناء عنه...وتعتبر لبعض الناس اله تمر حين يجوعون يأكلونه ، وللقليل من البشر فان المناصب هي جسر ربما يعبرونه وربما لا يعبرونه بل وربما يدمرونه كي لا يعبرون عليه ويتركون بقية البشر وراءهم فيفضلون البقاء مع الجماهير على ان يعبروا ويتحطم الجسر ويخذلونه او يخيل اليهم أنهم خذلوهم.
بالنسبة لمحدثي النعمة فان المناصب الها معبودا لا يمكن الاستغناء عنه وبالتالي سيرفسون كل من هم حولهم كي يبقى المنصب لهم ولاصقا بهم، وبالنسبة للانتهازيين الوصوليين فان المنصب هو اله تمر ياكلونه حين يجوعون ومن ثم يتسلقون من خلال منصب اخر حين تحين فرصة انتهازية وصولية اخرى.
ان اردت ان اضرب مثلا فاستطيع ان اعطي عشرات الامثلة والتي هي موجودة بمحيطنا الحالي ، فمثلا كان هناك زنديق ارعن يتسلق على اشجار الحضارة وحين كان يتم ارساله الى اي مكان يتم رفضه من تلك البيئة لانه يتجسس عليهم ويعود بوشايات ضدهم حتى صار يتم رفضه من البداية لاي مكان ، ويقال ان ذلك الارعن هو متسلق انتهازي وصولي يتجسس على الناس ليشي بهم الى (معلمه) رغبة بموقع او بمنصب.
كثيرون كان يقال عنهم متسلقين، ويقال انهم اغبياء وحمقى ولا يفقهون شيئا مما هم فيه، وحين يوضعون بموقع ما لا يعرفون التصرف لا من قريب ولا من بعيد ، ويوضعوا في مناصب عليا كي يتم "استحمارهم" اكثر من قبل اجرائهم ليمضوا الوقت عبثا وبالتالي تضيع مجهودات من يجب ان يكونوا في واقع الجهد والبذل والعطاء.
بكل اسف كيف يقود صرصار سربا من النحل ، او جماعة من النملة ، او حتى سربا من الفراشات او قطيعا من الزرافات؟!! ايعقل هذا؟كيف سيقود عبدا مملوكا لسيده قبائل وعشائر لو قدر لها الحكم والقيادة لمحقت كل عبيد القوم ليس ظلما بل عدالة وترفعا وسموا.....هل يكون العبد سيدا؟ هل يكون المتسلق جديرا بان يتم الوثوق به ليتحكم برقاب اسياده ومفاخر عائلاته وارباب نعمه.
الم يطلب سلطان العلماء العز بن عبد السلام رحمه الله من المماليك ان يحرروا انفسهم قبل ان يحكموا بلادهم...العبد لا يحكم...السيد هو صاحب الربط والحل....السيد هو الحر بفكره وتفكره وادراكه وفهمه وعبقريته...العبد لا يمكن ان يكون قائدا...العبد يبقى عبدا حتى لو وصل الى اعالي الجبال. والحر حرا حتى لو تطاولت عليه السن الحمير والبغال وكل بهائم الكون البشرية والتي يخيل الينا انها بشر وهي في الحقيقة ادنى واحقر من الأرضة التي تحت الحجر.
لن ندوس العبيد لاننا لا نرغب بان تتوسخ اخماص اقدامنا بنجاستهم وقذارتهم وعفونتهم، سنتركهم الى حين لربما يحررون انفسهم من رق عبودية المناصب وربما يقرؤون التاريخ العربي المجيد كي يتعلموا كيف كان على قطز وامثاله ان يحرروا انفسهم قبل ان يعودوا الى الحكم...مع فارق بسيط انهم ليسوا كقطز ، ابدا ولن يكونوا ، لان قطز منذ البداية قرر ان يكون حرا ، ولكن العبيد سيبقوا مماليك وعبيد وارقاء المنصب واسياد المنصب ، حتى لو وصلوا الى مراتب عليا ومناصب يخيل اليهم انهم وصلوا اليها بجدارة لكنهم وصلوها بانتهازية ووصولية وحقارة....
لقد كان العبيد في زمن الرجال يتهربون من اية مسؤولية لانهم عبيد السيد وعبيد صاحب المكان والدار وعبيد المنصب وعببد الوشاية والنميمة والغيبة والكذب والرياء ، وصفات سوف لن تغير فيهم شيئا ،لانهم كانوا في زمن الرجال غير منفطمين عن اثداء امهاتهم ، تلك الامهات التي تعبت في تربيتهم عبثا ، وعليهم ان يبكوا حين يبتعدون عنها وهذا من حق الامهات على ابنائهم ،عقول الاطفال، حلوم ربات الحجال.. .فما اعظمك يا امير المؤمنين علي بن ابي طالب حين شبهتهم بربات الحجال...و وددت انك لم تعرفهم.....فعلا لان المتقاعسين هم فئة معروفة قريبة جدا من المنافقين...وهي فئة موجودة في كل الازمنة والاحايين....اذهبوا يا ربات الحجال وحرروا انفسكم قبل ان تتلفظوا بأسماء اسيادكم ، الاحرار...الكرار وليسوا بفرار....ويصل الوصولي وهو وصولي ويبقى عبد المنصب حين يصل...ويتسلق المتسلق حين يتسلق ويبقى عبد المنصب حين يتسلق... ولكن للباطل جولة....
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت