مع استمرار شلل مجلس الأمن فإن المزيد من المدنيين يفقدون أرواحهم في ظل الاحتلال
قال المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة السفير رياض منصور إنه مع استمرار شلل مجلس الأمن وعدم قدرته على تنفيذ قراراته، بما في ذلك ضمان حماية الشعب الفلسطيني، فإن المزيد من المدنيين، بمن فيهم الأطفال، يفقدون أرواحهم في ظل هذا الاحتلال، ونظام الفصل العنصري الاستعماري، منوها إلى استشهاد أكثر من 200 مواطن فلسطيني، من بينهم العديد من الأطفال، منذ بداية العام الجاري.
جاء ذلك في ثلاث رسائل متطابقة بعثها السفير منصور، يوم الإثنين، إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة، ورئيس مجلس الأمن لهذا الشهر (غانا)، ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، بشأن العدوان المتواصل والمتصاعد الذي تمارسه إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، على الشعب الفلسطيني، في انتهاك جسيم للقانون الدولي، وخرق لجميع قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
وأشار منصور إلى ضحايا اعتداءات وهجمات قوات الاحتلال الإسرائيلي على القرى والمدن الفلسطينية خلال الفترة الأخيرة فقط، وهم الشهداء: حابس عبد الحفيظ ريان (54 عاما) الذي استشهد على مدخل قرية بيت عور، ومصعب محمد نافل (18 عاما) بالقرب من سنجل، ومهدي حشاش (15 عاما) خلال عدوان احتلالي على نابلس، ورأفت علي عياش (29 عاما) بالقرب من جنين، وفلة مسالمة (15 عاما) بالقرب من بيتونيا، ومحمود السعدي (18 عاما) في جنين، وأحمد شحادة (16 عاما) في نابلس، ومحمد هشام أبو كشك (22 عاما) في نابلس.
ونوه إلى إصابة المئات من المدنيين الفلسطينيين الآخرين خلال هذه المداهمات وغيرها من الهجمات، بما في ذلك من قبل المستوطنين الإسرائيليين الذين صعدوا من هجماتهم عقب الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة، التي يسودها العديد من السياسيين والمتطرفين.
وفي هذا السياق، أشار منصور إلى مواصلة اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين في أحياء القدس، والخليل، منوها إلى قيام 800 مستوطن متعصب ومتطرف بتكثيف إرهابهم واعتداءاتهم على المواطنين الفلسطينيين في الخليل بتواطؤ قوات الاحتلال الإسرائيل، ما أدى إلى ترويع سكان المدينة، وتدمير الممتلكات، بما في ذلك الأكشاك التجارية والمنازل، بالإضافة إلى مواصلتهم مضايقة المزارعين الفلسطينيين، بمن فيهم النساء، خلال موسم قطف الزيتون.
وتطرق إلى استشهاد الشاب محمد حرز الله (30 عاما) متأثرا بإصابته برصاص قوات الاحتلال خلال عدوانها على البلدة القديمة في نابلس في شهر تموز الماضي، وإصابة عبد الجبار سقف الحيط (31 عاما) بإعاقة وصدمة دائمة، جراء إطلاق قوات الاحتلال النار عليه في 25 تشرين أول/ أكتوبر الماضي، ما أدى لفقدانه عينه، مبينا أن حالة سقف الحيط تشكل مثالا واحدا من بين آلاف الفلسطينيين الذين عانوا من المصير نفسه.
كذلك، نوه منصور إلى مواصلة إسرائيل مهاجمة مدارس الأطفال والجامعات الفلسطينية، وهدم المؤسسات التعليمية، في انتهاك للقانون الدولي وإعلان المدارس الآمنة، مشيرا إلى قيام قوات الاحتلال بهدم مدرسة أصفي في مسافر يطا.
ودعا المجتمع الدولي، مرة أخرى، إلى اتخاذ تدابير فورية وعملية لحماية الشعب الفلسطيني من وحشية جيش الاحتلال الإسرائيلي، بما في ذلك ميليشيا المستوطنين، وإلى السعي لمساءلة الاحتلال عن جميع جرائم الحرب التي تُرتكب بحق شعبنا، مشددا على ضرورة العمل الآن وفقا للقانون الدولي.
كما دعا مجلس الأمن إلى التصرف على وجه السرعة بشأن واجباته المنصوص عليها في الميثاق وقراراته العديدة بما في ذلك القرار 904 لحماية السكان المدنيين الفلسطينيين في الأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، من اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي، وإرهاب مليشيا المستوطنين المتطرفين.
وناشد منصور المجتمع الدولي، في الذكرى السنوية الخامسة والسبعين لتقسيم فلسطين، إلى تحويل عبارات الدعم والتضامن العديدة مع الشعب الفلسطيني إلى إجراءات ملموسة من أجل المساءلة، باعتبارها ضرورية لمواجهة الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي تُرتكب من قبل إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، للضغط من أجل إنهاء هذه الجرائم وحماية الأرواح البشرية، ورسم طريق إلى الأمام يمكننا من تحقيق العدالة والسلام.