- أشرف محمود صالح – فلسطين – غزة
- كاتب وإعلامي ومختص بالشأن السياسي
يعتبر الإتفاق بين بنيامين نتنياهو وإيتمار بن غفير والمتمثل في دعم بن غفير للإئتلاف ودخوله في الحكومة القادمه مقابل حقيبة الأمن القومي الجديده , والتي بموجبه سيعتبر الضفة الغربية والقدس جزء لا يتجزأ من ما يسمى بدولة إسرائيل , يعتبر هذا الإتفاق اليميني المتطرف من أخطر الإتفاقايات التي كانت تبرم بين الأحزاب السياسية الإسرائيلية على حساب القضية الفلسطينية , وهذا الإتفاق بالطبع لا يعبر عن مشروع تنصل إسرائيل من حل الدولتين فحسب , بل هذا الإتفاق يتغذى على الإنقسام الفلسطيني الفلسطيني , لأن هذا الإتفاق بحد ذاته جمع بين نتنياهو الذي إخترع خطة دعم غزة بالأموال مقابل الهدوء , وبين إيتمار بن غفير الذي يريد ضم الضفة والقدس بشكل علني لإسرائيل , وهذا يعني بالنسبة لنتنياهو وبن غفير أن غزة مفصولة عن الضفه بما تعنيه كل الكلمات , وكما هو الحال وبالفعل فغزة مفصولة عن الضفة بما تعنيه كل الكلمات , وبات الإنقسام عباره عن خارطة طريق للأحزاب السياسية الإسرائيلية..
لا تقتصر جريمة الإنقسام على ضياع حقوق الشعب الفلسطيني في ممارسة الديمقراطيه وفي توفير الحد الأدنى للحياة الكريمة فحسب , بل خدمت إسرائيل في رسم سياساتها ودعاياتها الإنتخابية , فالأحزاب السياسية الإسرائيلية اليوم سواء كانت يمينية أو يساريه أو وسطيه تتوحد على هدف واحد , وهو تحييد غزة وإغراقها بالمال مقابل ضم الضفة بشكل كامل الى إسرائيل , والمشكلة من الناحية الوطنية والأخلاقية لا تكمن في الأهداف والمخططات الإسرائيلية والتي هي ضدنا , ولكن المشكله فينا نحن كفلسطينيين , وأنا هنا أقصد الأحزاب السياسية الفلسطينية المنقسمه , فكيف يدوم الإنقسام خمسة عشر عاماً في ظل مخططات إسرائيلية خطيره , ناهيك عن أن الإنقسام ترك شعب جائع وفاقد للحرية والديمقراطية , ورغم كل هذا فالشعب الفلسطيني اليوم يفقد هويته الفلسطينية كلما بدأت إنتخابات إسرائيلية , فتقسيم الزمان والمكان على الخارطة الفلسطينية وفي الأقصى الشريف , أصبح ماده دسمه للدعاية الإنتخابية الإسرائيلية , وتقسيم الحقائب الوزارية والسياسيين اللذين يبحثون عن الوزارات الأكثر صلاحيات ضد القضية والشعب الفلسطيني , كما حدث مع بن غفير عندما طلب الوزارة الأكثر فتكاً بالفلسطينيين..
يجب أن ينتهي الإنقسام الفلسطيني , ليس من أجل الشعب الجائع والضائع والفاقد للديمقراطيه فحسب , بل يجب أن ينتهي كي لا تتغذى عليه الأحزاب السياسية الإسرائيلية , وتتشكل الحكومات اليمينيه التي تتنافس على طمس الهوية الفلسطينية وضم الضفة لإسرائيل وتحييد غزة بالمال , وضرب كل القرارات الدولية التي أنصفتنا بعرض الحائط , ودعم الرواية الإسرائيلية في ظل تشتيت الرواية الفلسطينية وفي ظل التطبيع العربي مع إسرائيل , فأين نحن من كل هذه التحولات التي تخدم الإحتلال , أين نحن ونحن في مستنقع الإنقسام الأسود .
أشرف محمود صالح – فلسطين – غزة
كاتب وإعلامي ومختص بالشأن السياسي
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت