افتتحت جامعة دار الكلمة والمنتدى الأكاديمي المسيحي للمواطنة في العالم العربي (Cafcaw)، لقاء تشاوري حول حرية الدين أو المعتقد لجنوب غرب آسيا وشمال افريقيا في مدينة ليماسول في جزيرة قبرص .
وافتتح اللقاء القس البروفيسور متري الراهب مؤسس ورئيس جامعة دار الكلمة بكلمة رحب خلالها بالحضور، وأكد على اهمية اللقاء التشاوري والذي جمع العديد من الخبراء من خلفيات ومدارس فكرية مختلفة، لطرح الأسئلة ومعالجة العديد من القضايا المتعلقة بحرية الدين أو المعتقد، مثل هل هذه أجندة غربية؟ هل هذه أولوية إقليمية وما هي الحاجة إلى حرية الدين أو المعتقد؟ لا سيما أن منطقة جنوب غرب آسيا وشمال افريقيا هي منطقة تتميز بالتعددية الدينية والاثنية، وتواجه فقرًا متزايدًا ، وعدم استقرار سياسي ، وتدني نوعية الحياة. واكد الراهب على اهمية مناقشة هذا الموضوع ضمن مقاربة شمولية لمفهوم الحرية والتي تضمن الحرية السياسية والدينية والثقافية والفكرية.
كما وقدم السيد فيليب باف بيدرسن المستشار السياسي في مركز (CKU) للمشاركين والمشاركات شرحاً حول ما ولماذا حرية الدين أو المعتقد، وتجربة مؤسسته، واكد: " أن هناك مناهج مختلفة حول حرية الدين أو المعتقد، لكنها بالتأكيد أقل من مرتبة الأولوية، وسوء تمثيلها وفهمها، وبالتالي فإنه من الضروري تطوير ونشر الأدوات والموارد حول حرية الدين أو المعتقد، مثل منصة forb-learning.org التي تقدم موارد تعليمية مجانية للمجتمعات الدينية والمجتمع المدني والأوساط الأكاديمية وصناع القرار.
والقت الدكتورة باميلا شرابية، مديرة برنامج اللقاء التشاوري كلمتها ذكرت خلالها: "من المهم للغاية مناقشة ما هي حرية الدين أو المعتقد من وجهات نظر مختلفة، لا سيما في المنطقة التي شهدت قيودًا على الأفراد والمجتمعات الدينية وغير الدينية ، والتمييز في قوانين الأحوال الشخصية، بالاضافة الى المضايقات والاضطهاد الناجم عن الحروب المستمرة والأزمات الاجتماعية والاقتصادية وانتشار المنظمات الاستبدادية والمحافظة للغاية والفئات الاجتماعية والإجراءات الحكومية، حيث يمثل هذا اللقاء خطوة أساسية في تطوير ثقافات جنوب غرب آسيا وشمال افريقيا لدعم حرية الدين أو المعتقد نحو بناء مجتمعات شاملة ".
ويهدف اللقاء التشاوري الى توفير منصة للمهتمين والمهتمات في جنوب غرب آسيا وشمال افريقيا والمغتربين لتبادل الأفكار حول حرية الدين أو المعتقد والتوصل إلى توصيات وفقًا لإطار عمل مشترك، بالاضافة الى تطوير نهج سياقي يتوافق مع الاحتياجات الملحة لجنوب غرب آسيا وشمال افريقيا، والذي سيتم نشره في وثيقة مع التوصيات والتي ستكون بمثابة لغة مشتركة للتعاون والإجراءات في سياق التوطين في جنوب غرب آسيا وشمال افريقيا.
ومن الجدير بالذكر انه يشارك في اللقاء التشاوري 20 مشاركًا ومشاركة من مختلف دول جنوب غرب آسيا وشمال إفريقيا، ومن مجتمعات الشتات، ومن الدول الأوروبية، حيث سيستمر اللقاء التشاوري لمدة يومين على التوالي، وسيشمل ورشات عمل وعروض اوراق اكاديمية بحثية ونقدية، وجلسات حوار أكاديمية.