- بقلم سفير الاعلام العربي عن دولة فلسطين ، الاعلامي د.رضوان عبد الله
كثرت في اﻻونة اﻻخيرة الوشايات بحق كادرات فلسطينية؛ وطنية و اسﻻمية حتى لم يعد احد يشغل باله اﻻ الوشاية على المناضلين؛ فترك الحرب و الشرق و الغرب و صب كل همه و جل شغله ان يتلقط و يتمطى ليتجسس على اخ له او زميل او رفيق او حتى صديق..ﻻنه ﻻ ضمير له ايا كان.
نسيوا ان الله تعالى قال وﻻ تجسسوا..و حتى نسيوا انه في رمضان اي استغابة او نميمة او جوسسة تذهب بكل الصوم ويكون جوع و عطش ليس لله حاجة له...ولن استعمل كلمة ﻻحدهم حين قال جوع كﻻب ...عيب وليست من الدين اي انها حرام...لكن مثل وجود الوشاة كمثل صدى الطبول بين البشر لا يضر ولا ينفع ، بل صوت فارغ بلا فائدة منه سوى الضجيج المقيت والمزعج، والضوضاء الثقيلة على الاسماع، ومثلهم كمثل وجود البغال بين زرائب واسطبلات الخيول والجمال ، ليس لذلك الوجود اية دلالة سوى التواجد الاضافي الذي لا يضر ولا ينفع ، بل وجوده انعكاس عليه بكل تصرفاته البغلانية العقيمة ، الضخمة الضحلة ، و الفارغة بنفس الوقت.
ﻻ نريد ان ندخل بالظن باﻻسماء...لكن المنافقين كثيرون وﻻ يعلم عددهم اﻻ الله ؛ و لو كان بهم خيرا لنصروا اﻻسﻻم قبل ان تنتصر القضية الفلسطينية و لن تنتصر قضيتنا ولن تر` الخير ثورتنا بعد بوجود المنافقين و الكذايين و الوشاة المتعملقين...الذين ينقلون خزائن مرضهم وصديد قيحهم من مصرف الى مصرف و من مسؤول الى آخر...و من فصيل الى فصيل بهدف المنفعة المالية ومكسب الكرسي والمنصب و المردودات الانتفاعية ، وساعتئذ تضيع حقوق المناضلين بين واش و واشية...و بين منافق و منافقة...وبين زنديق و زنديقة...و العياذ بالله ؛ و لم يعد هناك من يدافع عن القضية و ﻻ عن الثورة بل الدفاع عن المنصب و المركز الرفاهي و الكرسي المخملي الذي يدر له لبنا او حتى يبيض ذهبا....بل هو صديد ينضح من جوف صاحبه الخبيث ، ان علم ذلك ام لم يعلم.......!!
حين نكتب عن المتعملقين نكتب عن كل متسلق و وصولي و انتهازي...و نكتب عن كل جبان و خائف و وصولي انتهازي معا ؛ فالوصولية واﻻنتهازية صفتان مشتركتان بين الجبناء الوشاة المتعملقين... اﻻنتهازيين العقيمين من فرطوا بالقضية و رموا المبادئ خلف ظهرانيهم و جعلوا من القضية الاساسية المحقة ، و من مبادىء الثورة مكبا لكل افاق متسلق وصولي استغلالي ينتهي مع انتهاء وجوده...!!!
لا ارغب ان استعمل المثل الذي يقول اكلتم كما اكل ثور او جاموسة او حتى بعير...ﻻﻻﻻ بل ان الجو العام يظهر الناس يأكلون بعضهم لحم بعض ((فكرهتموه))...و بدل ان يضعوا الخطط لتطوير عمل مؤسسات شعبنا حيثما وجد تلهوا بذبح بعضهم البعض و باكل لحمهم و عضمهم ، وحتى روثهم....حتى تطاولت على ثورتنا و قضيتنا كل فتافيت اﻻرض و نتاتيفها ؛ ولم يعد يتجرأ احد الرد على من يشتمه ﻻنه حقيقة باﻻساس رضي الشتيمة و المسبة و ذبح اخيه حين سكت على الغلط بحق اخيه وعن الظلم بحق رفيق سﻻحه ؛ فتساوت اﻻسباب و النتائج....
اخر همهم اصبح اعتصامهم بعضهم ببعض ؛ و آخر اهتمامهم الذود عن حياض بعضهم البعض حتى وكأننا لم نعد جسما واحدا ؛ ﻻ على المستوى الفلسطيني وﻻ على المستوى الثوري و ﻻ على المستوى المجتمعي المخيماتي ...و تحولت القﻻع الى جموع بل الى نسوة بدون دموع....!!!
ثكلتنا امنا جميعا ان كنا سنتحول الى اشباه رجال... و نخاف وشاية الواشين ، ونهرع وراء ضلالة الجاهلين ، فساعتئذ سيكون لشعبنا بكل جماهيره و شرائحه ان يقول متمنيا ما ينطبق علينا قول سيدنا علي بن ابي طالب كرم الله وجهه ورضي عنه ((فوددت اني لم اركم و لم اعرفكم معرفة قط جرت ندما و اعقبت سدما....))).....منبها الى انه(ﻻ رأي لمن ﻻ يطاع)....!!!
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت